وماذا بـَعْـــدُ؟


*محمد شاكر

خاص- ( ثقافات )

وحْدكَ..
كما لم تَكنْ مِن قبْلُ ، يا صاحِبي
تتصادَى مع الطريق
والأرصفةْ
تَمْرُقُ الكائناتُ، والحافلاتُ
إلى حتْفِها البعيدْ
ولا تشرُدُ من نافذة الإغاثة
وتَلْحقُ بالسَّفر الجليلْ..
على كُرسي حَالمٍ
لم يَشْغلهُ راكبٌ مُحْتَملْ
ربَّما تُغيِّر اتِّجاهَ الوقتِ
إلى مَحطاتٍ آفِلةْ
تُعيد تَركيبَ المَجالْ
حين يَخْتلُّ شَجرُ الخَيالْ
في انْدِحارِ الهَضباتْ
أمامَ ناظرَيْكَ
تُداهِمكَ المنعرجاتْ
بالفزعِ الأكبَرْ.
—————
وحدكَ…
كما لو أن الأرضَ ألقتْ ما فيها
وتخلَّتْ عنكَ..
إلى رُكنَ انزوائكَ في أقْصى، مَراميها
غلَّقتْ كلَّ أبوابِ الحُلم
أطفأتْ مَجاليها.
تناستْ زاوية ً..
أنتَ ما زلتَ تسْهرُ فيها.
على ضوْء العزلةِ ..
وموسيقى الريحِ، وحْدكَ
لا شَريكَ يُدنيكَ..
من ضفة الحضورِ.
————–
وماذا بعد..؟
لكيْ تبقى حَيَّا في النَّشيد 
مُنتصِبَ الإسْتعارة
تَشْهد الرَّمقَ الأخير في القصيدَة 
مُسْتبشرًةً بجَنَّتِها الأخيرةْ 
مَنْ يَحْرس حِسَّكَ
مِن ظِلال اليأس..تَمْشي بخُطى’ الواثِقِ
مِنْ مَحْوهِ
لأِسْراب ضَوْء تَقبَعُ فِي زَاوية النَّفْس الرقيقة..؟
—————
وماذا بعْد..؟
في هامِشِكَ المَنْسيِّ..ونَفادِ الخُطى
تَمْشيكَ الطُّرقُ الجَديدة
بلا أرْصِفة، تَرْتدُّ وراءً
ولا أشْجار
إلى محَطًّاتِها البَعيدة
ولا نَصيب مِن حَكايا الأسْفار
كيْ يَفرح الطِّفلُ
بانْتصار الخُرافةِ
خارجَ الإطارْ
وماذا بعْدُ..؟
في مُسامَرة الغِيابِ 
على كَراسي لُغةٍ
لا تُنْعِشُها نُكَهُ القَهْوة
والأحْوال
والذَّهاب..إيغالًا في الدَّهْشةِ
والإيَّاب ، انْتكاسًا
على وقْع رَمادِكَ،في زحامِ الكَلامِ
بيْن أقْواسِ الحُلمِ
والخُروج على النِّظامِ
في غَفْلة مِن شُرطَة الأيَّامِ
————–
وماذا بعْد..؟
إذ تُغادر وقْتَك،حتَّى الذِّكْرياتُ
تَرْميكَ بالحَقائِب،فارغةً
لا تُبقي مِن أثًرٍ 
على وَرقِ الرُّوح
يَحْفَظ مَجْدَ الجُروح
————-
وماذا بعْد..؟
لكيْ تُبرِّئَ الخَسارةَ في الهُنا ، والأمْسِ
مِنْ دَم الرِّبْح المَهْدور 
على بابِ الجَسارَة..؟

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *