سينما بلا جسد…(السينما الإيرانية نموذجاً)

(ثقافات)

 

سينما بلا جسد…(السينما الإيرانية نموذجا)

د. فاطمة الصمادي

هل يمكن إيجاد حد فاصل بين السينما و الفكر الغربي الذي نشأت داخله، بصورة تتحايل على أن السينما هي فن غربي بالكامل؟يبدو هذا السؤال ملحا مع معرفة أن السينما فن تقني ما كان ليوجد بدون ابداع التكنولوجيا وكذلك الفلسفة الجديدة . ولذلك فالسينما القائمة اليوم من حيث الصورة والمحتوى بمثابة تكنيك وفن جاءت ضمن سياق ظهور و تطور الفكر ، والفكر الغربي على وجه التحديد، وماتأثير الفكر الدارويني في السينما إلا واحد من تجليات هذا الفكر. وهنا يأتي السؤال هل ثمة مجال لإبداع سينما تعالج قضايا المرأة ضمن إطار مرجعي مجتمعي إسلامي؟.
وهذا التساؤل لايقصد منه الحديث عن قضية “الأسلمة” ذلك أن فكرة أسلمة كل شيء ومن ذلك الفن والتكنولوجيا قد سيطرت بشكل واهم ولأكثر من مئة عام على عقول المستنيرين والمجددين الإسلاميين، ومازالت تستحوذ على أذهان الكثيرين مع تجاهل للجذور الفلسفية لفن السينما ، مما يجعل الظن بإمكانية اقامة “سينما إسلامية” بمجرد امتلاك وسائلها لايعدو أن يكون وهما. فالسينما كتكنولوجيا لم تولد في “العالم الديني” بل ولدت في “عالم الإلحاد” وكانت مرآة تتجلى فيها صفات هذا العالم، وهو العالم الذي لا يرى الإنسان فيه نفسه في محضر الخالق.
تاريخيا تصنف النظرية النسوية للفيلم ضمن دائرة السياسات و النظريات النسوية ، وطبقا لعناصر تفكيك وتحليل الفيلم السينمائي والأبعاد النظرية؛ فالنسوية عموما لديها نزعات واتجاهات متعددة على هذا الصعيد .
شكل الجسد أساسا في الرؤية النسوية الناقدة للسينما وكذلك لصناع السينما و المخرجين، ولكن ماذا إذا أصبح الجسد محرما في السينما هل يمكن عندها إبداع سينما تتوجه إلى شخصية المرأة كانسان ، يستمد أهمية وحضوره من دوره لا من جسده.

لا يبدو هذا الطرح ضربا من التخيل في السينما الإيرانية وخاصة الأفلام التي قدمتها مخرجات إيرانيات، وهي أفلام تصلح نموذجا لمناقشة إشكاليات حضور المرأة المسلمة في السينما، ومدى القدرة على طرح موضوعات مثل:المساواة والحرية والدور الإجتماعي في سينما محكومة بقوانين إسلامية صارمة فيما يتعلق بالجسد و جسد المرأة على وجه الخصوص.

قامت الآراء الجدلية الأولية بالنسبة للفيلم السينمائي ضمن الرؤية النسوية استنادا إلى المتون النسوية الأولى لفرجينيا ولف و سيمون دي بوفوار .وانتشرت نظرية الفيلم النسوية بتأثير من الموجة الثانية للنسوية ،ثم ما لبث الباحثون و الباحثات النسويات أن قدموا نظريات جديدة لتحليل الفيلم السينمائي.
كانت المحاولات الأولى قد أنجزت في الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل عام 1970 استنادا إلى نظريات علم الاجتماع، وتركزت بشكل مكثف على أداء الشخصيات النسائية في الأفلام خاصة الروائية منها بغية فهم عقلية المجتمع فيما يتعلق بالمرأة. مثل: مارجوری روزن : النساء، الأفلام و الحلم الأمريكي (1973) و اثر مالی هاسکل،”من التكريم إلى الاغتصاب ، معاملة المرأة في السينما” (1974).وجاء كتاب مارجوري روزن كواحد من ثلاثة أعمال مهمة ناقشت دور المرأة في الفيلم .

بدأت مولي هاسكل تضمن عددا من مراجعاتها السينمائية وجهة نظر نسوية ، فيما بدأت نساء أخريات بمراجعة دور المرأة في تحليل الأفلام. لكن هذا الجهد في مجمله كان يفتقر إلى الاستمرارية خاصة في المجال العلمي و الأكاديمي على غرار ما كان يجري في التاريخ والأدب وعلم النفس . و ترى النسويات أن كتاب روزين كان خطوة أولى في الاتجاه الصحيح. فقد قامت بعملية حفر عميقة لتبني القاعدة الأساسية للدراسات المستقبلية في هذا المجال. وقامت بشق طريقها بصعوبة من خلال بكرات لانهائية من الأفلام من منذ العام 1900 حتى كتابة دراستها.في الفصل الثاني و العشرين من الكتاب لتقدم إجابات تتعلق بالثقافة الشعبية و أثرها ، لكنها عودة لا تخلو من أسئلة أيضا: “هل تعكس الحياة”الفن “؟ أم يعكس”الفن” الحياة؟ أم أنهما يغذيان بعضهما، و يتداخلان بشكل لا فكاك منه؟ و ترى أن الأعراف تتغير بسرعة لدرجة يصعب معها أن نتمكن من حل معضلة أين بدأ إحداها و أين انتهى الآخر”.
وتعتقد هاسكل أن الأسلوب الذي يتبعه المخرجون الرجال لتقديم صورة المرأة، يعكس في حقيقته قيمهم وحياتهم الخاصة ، كما ترى أن حضور النساء في النظام الذي يحكم صناعة الأفلام و كذلك في القوانين الاجتماعية الغربية تعكس بصورة كلية القيم الذكورية، و تقوم النساء بدور الناقل للفانتازيا الذكورية، وحتى في مجال الإخراج السينمائي فإن هاسكل تتحدث عن أن المجتمعات سواء كانت المتقدمة أو النامية مازالت إلى اليوم تستنكر على المرأة العمل كمخرجة ، لأن الإخراج ” عمل قيادي..و الناس مازالوا يرفضون المرأة كقائد” .

وإن كانت التوجهات النسوية قد برزت في الفنون بصورة جدية في العقد السابع من القرن العشرين، إلا أن النسويات وقبل أن يفرضن نظرة تقدمية للسينما أجرين عملية نقد لمخرجات هذا الفن السابقة، ويعتقد أستاذ السينما الإيراني الدكتور احمد الستي أن نظرة الشك التي مارستها النسويات تجاه السينما بدأت من طرح قضايا من قبيل “تصوير المرأة في الأفلام” وقادت إلى التصدي لمفاهيم أكثر عمقا وشمولية وصلت إلى بنية الفيلم.

ومن اللافت في قضية “المرأة و السينما” أنه وعلى الرغم من أن المعالجة التنظيرية لهذه القضية قد تأخرت إلى السبعينيات من القرن العشرين ، إلا أن حضور المرأة كمخرجة وفي الوقت ذاته صاحبة فكر نسوي يعود إلى عشرينيات القرن، حيث نجد نساء قدمن افلاما بمضامين نسوية واضحة ، ففي افلامها التي تعود إلى عقد العشرينيات قدمت المخرجة الفرنسية جرمين دولاك أفلاما تبحث في أزمة المرأة في المجتمعات الأبوية، وتحتل أفلام دولاك إلى اليوم مكانة مهمة في المباحث النسوية المتعلقة بالسينما ، ومن أبرز هذه الأفلام “مدام بودي المبتسمة” ، وجاء هذا الفيلم في زمن السينما الصامتة و حمل نظرة مختلفة وتضامنية مع المرأة .و قبل دولاك يأتي اسم المخرجة الأمريكية لويس ويبر(1881-1939)، التي تعد من أكثر المخرجين خلاقية في تاريخ السينما ، ويعدها البعض منافسا للمخرج المعروف غريفت الذي يعد المؤسس الحقيقي لفن السينما، وهي أول امرأة تخرج فيلما روائيا طويلا بشكل كامل، عندما قدمت “تاجر البندقية” عام 1914.وعلاوة على توجهها النسوي، الذي برز من خلال بحث قضايا كالإجهاض و العقاب الجماعي والإدمان فإن أفلامها تعد ذا قيمة فنية عالية من حيث اللغة السينمائية و الإبداع التصويري .

في بريطانيا، قام منظرو السينما البريطانيون بعملية جمع ومزج طالت نظريات علم النفس وعلم الدلالة والماركسية ، وانصب الجهد على الآلية التي يمكن من خلالها استنباط المعنى من متن الفيلم، و هو ما أثر بشكل كبير على سير عملية الإنتاج السينمائي فيما يتعلق بمسائل المرأة ، وخاصة الجوانب الجنسية. في مقالتها «اللذة البصرية و السرد السينمائي» المكتوبة عام 1973 والمنشورة سنة 1975 قامت لورا مالفی بدراسة نقدية للسينما، مستخدمة فيها نظريات علم النفس.
سلكت مالفي نهجا سيكولوجيا، لتبحث من خلاله بصورة نقدية العلاقة بين الدراما و السينما السردية من جهة و حاجات المشاهد من جهة أخرى .ويشمل ذلك اللعبة البصرية و العرض التجاري، وتبحث كيف أن ذلك امتزج من الناحية الجمالية مع تعاطف المشاهد مع مايقدمه الفيلم . وتعتقد مالفي أن النظرة التي تنظمها السينما اجتماعيا، تجد جذورها وفق المصطلح الفرويدي في غريزة التحيز ، وتساهم في لذة المشاهدة التي ترتبط في كشف تفاصيل اختلاف الجنسين .

تصل مالفي إلى نتيجة إلى تقول بأن: دور المرأة في الأفلام انفعالي ، وأن المتعة البصرية تتحدد من خلال النظرة الجنسية و هويت الممثل الرجل في الفيلم .
في ساحة يغيب عنها التنظير ببعده الأكاديمي البحت على هذا الصعيد تظهر التجربة النسوية الإيرانية في صناعة السينما ملفتة للإنتباة، ففي مجتمع محكوم بأنظمة صارمة تتواجد أكثر من عشرين مخرجة إيرانية من فئات عمرية مختلفة، بعضهن استطاع أن يحفر لإسمه مكانة مهمة داخل إيران وخارجها.

مارست السينمائيات الإيرانيات عمليات تحايل طويلة وصعبة ،فيها ابتكار وتحد للتغلب على قيود غياب الجسد في السينما، وأفرز هذا “التحايل” نوعا من السينما تتواجد فيه المرأة كشخصية قوية مؤثرة ، متعلمة، مستقلة تكتسب حضورها وتأثيرها من خلال عوامل عديدة، اجتماعية وثقافية دون أن يكون للجسد تأثيره ، لتتحول المتعة البصرية إلى مسارات أخرى تحضر المرأة فيها وتغيب في الوقت ذاته.
تختلف وجهة نظر المخرجات الإيرانيات في نظرتهن لقضية غياب الجسد في السينما، وفيما تعتقد تهمينة ميلاني أنها معضلة كبيرة دفعتها أخيرا للجوء إلى الهند لتصوير فيلمها “شهرزاد” الذي يستحيل تصويره في إيران كما تقول، تقلل رائدة السينما الإيرانية رخشان بني اعتماد من هذه المسألة وترى أن المعضلة لاتكمن في القيود الصارمة على حضور المرأة الجسدي بقدر ماتتجلى في الحيلولة دون تناول الكثير من الموضوعات الاجتماعية و ادراجها في قائمة المحظور ، و تميل مخرجة فيلم “سجن النساء” منيجة حكمت إلى مشاركة بني اعتماد في هذا التوجه،وترى أن المهم هو أن يبقى هناك مجال ل”التحايل” ، وتذليل الصعوبات قانونيا و اجتماعيا. ومن الجيل الشاب ، يحضر الجسد في شكل أسئلة حوارية ملحة، مصبوغا بصبغة نسوية عند المخرجة مانيا أكبري ، التي لا تحبذ وصفها بالنسوية.

تبدو طريقة المخرجات الإيرانيات في التحايل على محظورات الجسد ابتكارية، فقد قدمت المخرجة منيجة حكمت ، بطلتها في فيلم “سجن النساء” حليقة الرأس متغلبة بذلك على “حرمة كشف الشعر” ، لتتشكل في السينما الإيرانية ظاهرة “حليقات الرأس” ، ورغم التوظيف الدرامي لذلك في هذا الفيلم والأفلام الأخرى، إلا أنها تمثل في حقيقتها خطوة احتجاجية على هذا المحظور. ونجحت بني اعتماد في تقديم مشهد رقص مؤثر في واحد من أفلامها، وهو الفيلم المهم “نرجس” الذي ناقش للمرة الأولى بصورة عميقة موضوع المرأة التي تبيع جسدها..وفي فيلم آخر هو “سيدة أيار” غيبت بني اعتماد الرجل كحضور جسدي بالكامل وجعلته يتواجد من خلال صوته فقط في نص عميق ومؤثر لتتمكن من تصوير علاقة بين رجل وإمرأة مطلقة.وذهبت أول مخرجة إيرانية بعد الثورة الإسلامية وهي بوران درخشنده إلى الاستعانة بممثلة أجنبية و التصوير خارج إيران لتتمكن من تقديم صورة واقعية للمرأة.

في هذه السينما التي يعد تقديم لقطة قريبة “close up” لوجه المرأة محظورا بنص قانوني، وتبدو نتائج تحليل محتوى الأفلام الذي أجريته على السينما الإيرانية منذ عام 1979 وإلى عام 2009 مفاجئة ، فالسينما النسوية الإيرانية ورغم محظورات الجسد هي سينما تقوم في محورها على المرأة(النوع الإجتماعي) ، وشخصية البطل في جميع الأفلام كانت (إمرأة) ومن بين 639 مشهدا كان البطل متواجدا فيها وصلت نسبة المرأة البطل الى 92.5%. وقدمت المخرجات الإيرانيات صفات جديدة لشخصية المرأة في السينما:امرأة مستقلة جريئة ، متعلمة(90% من الشخصيات النسوية في الفيلم متعلمات )تتحمل مسؤولية الحياة بمفردها، وتستمد حضورها من نفسها لا من أب أو زوج .

قامت المخرجات الإيرانيات بمعالجة قضية المرأة من منظورين:
قدرة المرأة : وتستمدها من بعض الأدبيات النسوية
الدور الاجتماعي : وهو دور ناشيء عن التغيير الواقعي و الملحوظ لدور و مكانة المرأة في المجتمع الإيراني .
وعليه لايعد مفاجئا الاهتمام الذي تبديه المنظرة مالفي بالسينما الإيرانية فالمخرجات الإيرانيات قمن بتغيير نظريتها الشهيرة “التحديق” ، بحیث أصبحت الكاميرا تنظر إلى المرأة بوصفها إنسانا فاعلا و إلى المرأة الفنانة كالدور الذي تؤديه امرأة قوية و مستقلة .و لا تضع نظرة المشاهد في مجال المشاهد الذكر .. وفي هذه السينما تكون المرأة مشاهدة و مشاهدة في الوقت نفسه .
ويمكن القول أن السینما النسویة أو “النسائية” الإيرانية في مجموعها هي رواية للقصة من وجهة نظر النساء.

* فاطمة الصمادي : باحثة وأكاديمية أردنية ، دكتوراة في السينما الإيرانية من طهران

الهوامش و المراجع
[1] Marjorie
Rosen
[1]Popcorn Venus: women Movies and the American Dream
[1] From
Reverence to Rape: the Treatment of Women in the Movies
[1] – هذه المؤلفات هي بالإضافة إلى كتاب
روزن :
  Molly Haskell, From Reverence to Rape: The
Treatment of Women in the Movies and Joan Mellen, Women and Their Sexuality in
the New Film.
[1] – Molly Haskell, “The
Cinema of Howard Hawks,” Intellectual Digest, April, 1972, 56-58.
Haskell,”Howard Hawks: Masculine Feminine,” Film Comment 10, no.2, (March
-April 1974):34-39.
[1] Kaplan
,Popcorn Venus Analyzing the fantasy
.
[1] Popcorn
Venus, p. 333.
[1] – مقابلة للباحثة مع الناقدة مالي
هاسكل بواسطة البريد الإلكتروني
[1]  – مقابلة للباحثة مع استاذ السينما
الإيراني  الدكتور أحمد الستي
،طهران ، حزيران 2009
[1]  Germaine Dulac
[1] – بدأت المخرجة الفرنسية الرائدة
جرمين دولاك 1882ـ 1942 حياتها كصحفية في مجلة( المرأة) الفرنسية وهى مخرجة كان
لها مساهمتها في إنشاء مكتبة الافلام الفرنسية في باريس عام 1936 . ويعتبر فيلما
الحفل الاسباني عام 1920 و (السيدة بودي المبتسمة) عام 1923 من أهم أعمالها
السينمائية.
[1] – The Smiling Madame
Beudet (La Souriante Madame Beudet)
(السيدة بودي المبتسمة)
[1] Lois
Weber
[1] Griffith
[1] The
Merchant of Venice
[1]– قدمت ويبر المخرجة التي تعد اسما
بارزا في تاريخ السينما الصامتة عدة أفلام أهمها:
القصيدة الرعوية
اليابانية
A Japanese Idyll (1911(
التشويق Suspense (1913(
كيف يخطب الرجال How Men Propose (1913(
المنافقون Hypocrites (1915(
أين أبنائي؟ Where Are My Children? (1916(
وصمة عارThe Blot (1921(
الزوجات  الحکیمات جدا Too
Wise Wives (1921
(
[1] Acker,
Ally. Reel Women: Pioneers of the Cinema, 1896 to the Present. New York:
Continuum, 1991. p. 12-16.
[1] -Visual Pleasure and
Narrative Cinema    
[1] Laura
Mulvey
[1] Partial
instinct

[1] Laura Mulvey (1989). Visual and Other Pleasures.
Bloomington: Indiana University Press
,pp.30-33
المقابلات:
مقابلة للباحثة مع الناقدة الأمريكية مالي هاسكل.
مقابلة للباحثة مع الدكتور أحمد الستي
مقابلة للباحثة مع المخرجة بوران درخشنده
مقابلة للباحثة مع المخرجة رخشان بني اعتماد
مقابلة للباحثة مع المخرجة تهمينه ميلاني
مقابلة للباحثة مع المخرجة منيجه حكمت
مقابلة للمخرجة مع المخرجة مانيا اكبري

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *