كُلُّ ما في الأمْرِ.. أناكِفُ الحُزْنَ

خاص- ثقافات

*طلال حمّاد

لا شَيْءَ
لا أحَدْ
وَحْدَكَ العابِرُ في الطَريقْ
والطَريقُ لا شَيْءَ
وَلا أحَدْ

لا شَيْءَ
لا أحَدْ
يَبُقُّ الراديو أغْنِيَةً لا طَعْمَ لها
فَألفُظُها
وَأقْضِمُ في الخَيالِ
بَعْضاً مِنْ تُفَّاحَتِكْ

لا شَيْءَ
لا أحَدْ
فُزْتُ بِالكَأسِ وَحْدِي
وَوَحْدِي
أسابِقُ الكَأْسَ
والكَأسُ انْكَسَرْ

لا شَيْءَ
لا أحَدْ
فَوْقَ بَيْضِ الحَمَامِ قُبَّرَة
والقُبَّرَة
مِنْ رُخَامْ
لا تَطيرُ
وَلا تَنَامْ

لا شَيْءَ
لا أحَدْ
كَتَبْتُ جُمْلتَيْنِ في سَطْرْ
السَطْرُ حادَ عَنْ خَطِّ المَسَارْ
كَقِطَارْ
أخْطَأَ اتِّجَاهَ البَوْصَلةْ
أَإِلى اليَمِينِ
أمْ إِلى اليَسَارْ؟

لا شَيْءَ
لا أحَدْ
لم أغْفُ وَراءَ المِقْوَد
والضوءُ بُرْتُقالِيٌّ
لكِنَّهُمْ أطْلَقوا مِنْ خَلْفِيَ زَماميرَهُمْ
لَمْ أعْبَأ بِهِمْ
وَتابَعْتُ الكِتابَةَ
بالحِبْرِ الأخْضَرْ
وَفي ظَنِّيَ أنَّهُ أحْمَرْ

لا شَيْءَ
لا أحَدْ
لَمْ يَعُدِ الوَقْتُ يَسْمَحُ لي
بِالسَيْرِ عَلى القَدَمَيْنْ
إنَّهُ يَطيرُ بِسُرْعَةِ الضُوءِ
والصَوْتُ يُسابِقُهُ
وَكُلّما رَكَضْتُ
أضاءَتْ إِشارَةُ الضُوءِ بِالأحْمَرْ
وَصَفَرَ شُرْطِيُّ الدَمِ
أنْ تَوَقّفْ
وَصَادَرَ مِنّي قَدَمَيّ

لا شَيْءَ
لا أحَدْ
كُلُّ ما في الأمْرِ
أنِّي
تَسَلَّيْتُ قَليلاً
لأُناكِفَ الحُزْنَ
وَقَدْ غَمَّ عَلى القَلْبْ
فَتَراجَعَ الحُبّْ
خُطْوَةً
لِيَقْفِزَ مِنْ بَعْدُ
خُطْوَتَيْنْ
وَيُلْقِي القَبْضَ عَلَيّْ
فَأسْتَسْلِمُ لَهْ

شاهد أيضاً

طه درويش: أَتكونُ الكِتابَة فِردَوْسَاً مِنَ الأَوْهامْ؟!

(ثقافات) طه درويش: أَتكونُ الكِتابَة فِردَوْسَاً مِنَ الأَوْهامْ؟! إلى يحيى القيسي لَمْ نَلْتَقِ في “لندن”.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *