ربيع علم الدين في القائمة القصيرة لجائزة الكتاب الأميركي

تستيقظ بيروت في روايات ربيع علم الدين كما لو كانت كائناً من لحمٍ وذاكرة، مدينةً تتنفس بين الصفحات وتختبئ في حكاياته. ومع كل عمل جديد، يثبت الروائي اللبناني الأميركي أنه كاتب لا يفصل بين الكتابة والحياة، بل يجعل من الأولى مرآةً للثانية.

اليوم، يجد علم الدين نفسه مجدداً في دائرة الضوء الأدبي بعد اختياره ضمن القائمة القصيرة لجائزة الكتاب الوطني الأميركي لعام 2025 عن روايته الجديدة “القصة الحقيقية لراجا الساذج وأمه”.

جائزة الكتاب الوطني الأميركي

كانت المؤسسة المنظمة لجائزة الكتاب الوطني الأميركي قد أعلنت، أمس الثلاثاء، عن قائمتها القصيرة لدورة عام 2025، والتي ضمّت مجموعة من أبرز الأصوات الأدبية المعاصرة في الولايات المتحدة.

وإلى جانب علم الدين، جاء من بين المرشحين في فئة الرواية كلٌّ من براين واشنطن عن روايته الجديدة “حديث طويل”، وكارين راسل عن “الترياق”، وميغا ماجومدار عن “وصيّ ولصّ”، وإيثان رذرفورد عن “شمس الشمال: أو رحلة سفينة الحيتان إستر”.

يتنافس هؤلاء الكتّاب على واحدة من أرفع الجوائز الأدبية الأميركية، والتي تُمنح سنوياً منذ عام 1950 للاحتفاء بالإبداع الأدبي في خمس فئات رئيسية: الرواية، والكتابة الواقعية، والشعر، وأدب اليافعين، والأدب المترجم. ومن المقرر أن يُقام حفل إعلان الفائزين في نيويورك في الثامن عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

يقدّم ربيع علم الدين حكايةً لبنانية بامتياز، تتقاطع فيها الخصوصية المحلية مع الهمّ الإنساني العام. وتدور أحداث الرواية في شقة صغيرة في بيروت، حيث يعيش راجا، ذو الثلاثة والستين عاماً، إلى جانب والدته زلفى، وهي امرأة ثمانينية لا ترى في عزلة ابنها سوى رفضٍ لها ولحياتها.

غلاف الكتاب

(تصميم العربي الجديد)

راجا، أستاذ الفلسفة، يقدّس النظام والهدوء والكتب، فيما تُصرّ أمه على اختراق صمته ومساءلته عن تفاصيل حياته الخاصة، وكأنها تحاول من خلاله مقاومة شيخوختها ووحدتها. حين تصل إليه دعوة إلى إقامةٍ أدبية في الولايات المتحدة، يراها فرصةً للهروب من أعباء الوطن ومن أمه المتسلطة.

لكن هذه الرحلة التي بدت في البداية خلاصاً، تتحول إلى مرآةٍ يستعيد فيها كل خيباته القديمة، الشخصية والوطنية على السواء. وعبر صوت راجا الساخر والمؤلم في آن، يرسم علم الدين لوحةً إنسانية عن الحب، والأمومة، والذاكرة، والذنب، والغفران، مستعيداً ستة عقود من الحياة اللبنانية بكل ما فيها من عبثٍ وحنين.

سيرة وحضور

وُلد ربيع علم الدين في بيروت عام 1959، وتنقّل بين لبنان والكويت قبل أن يستقر في الولايات المتحدة. درس الهندسة قبل أن يكرّس نفسه للأدب، ليصبح أحد أبرز الأصوات العربية في المهجر. من أبرز أعماله: “فن الحرب”، و”الحكواتي”، و”امرأة غير ضرورية”، التي سبق  أن ترشحت إلى الجائزة نفسها عام 2014، وفيها جعل علم الجين  من امرأة بيروتية منعزلة رمزاً لمدينة تكتب نفسها وسط أنقاضها.

_ عن العربي الجديد

شاهد أيضاً

من أم كلثوم إلى فيروز مروراً بالصبّوحة وداليدا: متحف «سرسق» يستعيد «ديفاز» العالم العربي

مساء الجمعة 17 تشرين الأوّل (أكتوبر)، يفتح متحف «سرسق» أبوابه لمعرض «ديفا: من أم كلثوم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *