يوم أمس في معرض الكتاب الفرنكوفوني في “البيال” كان “معلوماتيا” و”دينياً”. فالإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعية لم تغب في وجود الكتب، وفي معرضها. وتوقف إيف كيجانو غونداليز عند الانتشار العربي في حقل الإنترنت، إذ “أصبحت اللغة العربية اللغة السابعة الحاضرة في العالم معلوماتياً بعدما كانت شبه غائبة”.
“الإنترنت وسيلة رائعة” بالنسبة إلى الكاتب آلان مينارغ، إلا أنه “خطير في الوقت نفسه”. وانطلق من استعماله الخاص للإنترنت في البحوث التي يجريها إبان إعداده كتبه ليقول إن الإنترنت “لا يغنيني عن الذهاب إلى الأماكن التي يجب الذهاب إليها ومقابلة الأشخاص الواجب التحدث إليهم”. وبالانتقال إلى الأوضاع السياسية، قال مينارغ إن “المعلومات التي تأتي من سوريا تمرّ عبر الإنترنت. ولكن ما هي درجة صدقيتها؟”. وعلّق غونداليز بالقول إن “النظام السوري أباح ما كان لوقت طويل محظوراً من شبكات التواصل والسكايب، غير أن ذلك كان مناورة سياسية هدفها تشجيع المعارضين السوريين على التعبير بغية إيقاعهم في الفخّ والقبض عليهم”. أضاف، أن “الرقابة السورية التي كانت مفروضة أدّت إلى نموّ كفايات تقنية لا يستهان بها في مجال المعلوماتية”. وخلص إلى أن وسائل الاتصال في سوريا غدت “سلاحا يُحدث الشرخ والنزاع والحرب عوض بلورة الحلول… نصنع معلومات لزعزعة الخصم”، سائلاً في الختام عن مسألة الأرشفة، “فمن سيؤرشف ويوثّق ما يجري في سوريا الآن؟”.
ودعا مينارغ إلى إمرار الأرقام التي تصل من سوريا عن عدد القتلى في مصفاة العقل والمنطق، و”نقص الدقّة في المعلومات، كعدد الجرحى مثلاً الذي غالباً ما يُغفل، يتيح كل الانحرافات الممكنة في مجال المعلومات”. ورأى أن “صحافيي اليوم لا يذهبون مباشرة إلى الميدان وذلك لأسباب مادية غالباً، ويعتمدون على الشهادات البشرية التي هي حساسة جداً لأن المتحدّثين يكونون تحت الضغط النفسي فيفرغون ما في جعبتهم كيفما اتّفق”.
وفي الندوة الثانية التي حملت عنوان كتاب زياد حافظ: “الفكر الديني في الإسلام المعاصر، مناقشات وانتقادات” والتي قدّمتها ميرا برانس، شرح حافظ حيثيات تأليفه الكتاب الذي أخذ 5 أعوام، موضحاً أن “الإسلام لم يكن يوماً جامداً، والعالم كله في أزمة لا الإسلام كما يحاول البعض أن يوحي”. وعيّن مشكلة الإسلام، “إذا كان لا بدّ من مشكلة”، بدور السياسة المهيمن في الدين والذي يقتحم الأخير، والمسألة هي في “إخراج الدين من قبضة السياسة. فالإسلام كان دائماً أداة في يد السياسة”. والنهضة التي عرفها الإسلام والتي “كانت حاملة بعض الأمل في التغيير سرعان ما أخذت الإسلام رهينة”. وأعطى لمحة عن الكتاب في أن “هدفه إظهار أن ثمة حيوية ونشاطاً يختزلهما الإسلام على عكس ما تناولته الدراسات الأوروبية والأميركية”.
وتوقف عند محطات 3 في الكتاب: “قراءة جديدة أو تفسير جديد للقرآن، إعادة قراءة التراث، والمحطة الأخيرة هدم الخطاب الديني… الكتاب بكلمة مرجعي في الدرجة الأولى”.
ورداً على سؤال، قال حافظ إن “الإسلام واحد، غير أن فهم النصوص يختلف. وكل مرحلة حاملة قدرة على الإدراك تزيد كلما تقدّم بنا الوقت. وفي رأيي الشخصي أن الكثير من التأويلات مردّها إلى اعتبارات سياسية أكثر منها دينية، كوضع المرأة على سبيل المثال”.
وفي التواقيع، وقّع الطاهر بن جلّون “فليلتئم الجرح” و”السعادة الثنائية”، ووقّع ريجيس دوبريه “شباب المقدّس”، ووقّع ابرهيم تابت “فرنسا في لبنان وفي الشرق الأوسط”. ووقع سيمون يمين ومنتورة نعمة في “دار النهار” كتابهما “Le talon d’achille”.
( النهار )