ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات)

ليتني بعض ما يتمنى المدى

أحمد عمر زعبار

اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن

ليتني بعض ما يتمنى المدى

لا ما تمنى السرابُ

لكنّني

ركبتُ إلى الغيب طينَ الخرافة

فعشّش في الدّمِ الأسى والخرابُ

نسافر في السراب من السراب إلى السرابِ

ونركبُ الريح خوفا من العاصفة

القلب فوضى والروح سكرى بالمياه الناشفة

تعبنا من البحث عن آية لأفراحنا

فكل الكلام طريق إلى الموت والآخرة

تعبنا من المشي خلف الجنازات

تعبنا من الموتِ حقدا على بهجةٍ في الحياةِ

لأن أفراحنا “كافرة”

تعبنا من الموت قتلا وانتقاما

تعبنا من السير بلا نغمٍ في موسيقى الحياةِ

بحثا عن المعنى المخبئ لما بعد انقضاء الأجلْ

تعبنا من معنى قليلٍ وعيشٍ أقلْ

تعبنا من الخوف من لذّة الرقص، رقص الشفاهِ وقنص القبلْ

تعبنا من رثاء الحياةِ، رثاء الأملْ

يجترُّنا الماضي لا رغبةً فينا، لكن

لامتداد الخرافة في الزمن المشوّهِ بالكبرياءِ

سبايا الفراغ، في سياج السماءِ

تعبنا من قطع المسافة من فراغٍ إلى فراغٍ

ممّن مسخوا الدنيا دينَا

تعبنا من البحث عن معانينا

في نعيق الفقهاء

تعبنا من البحث عن الجسدِ في الكتبِ

في الخرافة، في العنعنة، في نزوات الآلهة، في الدّم، في الندمِ، في الموتِ

تعبنا من صراخ الصمتِ

في الأفواهِ

ومن اغتصاب الإلهِ في بهرجة المعابد

تعبنا من الموت عيشا في خيمة الأنصارِ

والسفر من لذّة الرقص مع الدنيا إلى حسرة الخوفِ من النارِ

تعبنا من الحربِ، من الموتِ يحيا في جوارحنا

لأن الله مجبول على الثار

ومنشغلٌ بتأثيث آخرةٍ

وإشعال الحرائق لعبادهِ “الكفّارِ”

ليتني بعض ما تمنى المدى

وجه الحياة، فيزياءُ أحلامها

نغمٌ من أنغامها

إنّ الحياةَ هي اللهُ

ولسنا أحدا سواهُ

شاهد أيضاً

العهدُ الآتي كتاب جديد لمحمد سناجلة يستشرف مستقبل الحياة والموت في ظل الثورة الصناعية الرابعة

(ثقافات) مستقبل الموت والطب والمرض والوظائف والغذاء والإنترنت والرواية والأدب عام 2070 العهدُ الآتي كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *