(ثقافات)
وَلَيْلٌ فَارِغٌ مِنَّا
أحمد عبدالحميد
. إلى
هاني الجبالي
… ؛
أَصْبَحْتُ أُفَكِّرُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ أَنَّنِي صِرْتُ بَعْدُ فِي العُمْرِ طِفْلاً
قَادِمٌ مِنَ المَنْطِقَةِ الفَارِغَةِ مِنَ الشَّكِ وَأَنَّ المَوْتَ لَيْسَ بِبَعِيدٍ
وَ لِمِثْلِ هَكَذَا فِكْرَةٍ بَهْجَةً أَحْتَفِظُ بِهَا كَرَائِحَةِ الخُبْزِ الطَازَجِ فِي الدُّرُوبِ المُوحِلَةِ بِسَبَبٍ مِنَ الحَنِينِ الذِي يشتعل فِي لَوْنِ يَدَيْكِ كَأَنَّهُ نَهَارٌ وَيَبْدُو أَنَّهُ لَيْلٌ جَدِيدٌ
” فتحية محمد على “
مَاتَتْ عَلَى نَحْوٍ مُتَقَشِّفٍ وَلَكِنَّهُ فَاخِرٌ
“أسامة عبد الحميد “
فِي غُرْفَةٍ بِلَا نَوَافِذَ بِالطَّابَقِ الخَامِسَ
– بِكُلِّ طُمُوحِهِ المَشْرُوعِ –
مَاتَ بِسَبَبٍ مِنْ قَلْبِهِ المُحَطَمِ
يَحْدُثُ ذَلِكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ
كَذَلِكَ البُرْجُ الذِي تُضِيئُهُ ضِحْكَةٌ صَاخِبَةٌ لِامْرَأَةٍ شَابَةٍ وَرَجُلٍ عَلَى نَحْوِ ” أحمد سواركة ” يَهْدِرُ
– البَيْتُ لَمْ يَعُدْ مَوْجُوداً ، وَأَنا لَا أَعُودُ فِي المَسَاءِ ، أَطْرُقُ بَوَّابَاتٍ خَشَبِيَّةٍ مِثْلَمَا أَطْرُقُ طَاوِلَاتِ المَقْهَى القَدِيمِ ؛ كَيْ أُعَوِّدَ الذَّاكِرَةَ عَلَى نَوْعٍ جَدِيدٍ مِنَ الأَعْمَالِ .* –
هَلْ يُمْكِنُ لِهَذِهِ العَاصِفَةِ أَنْ تَهُزَّ إِحْدَى وَسِتِينَ دَرَجَةً مِنْ الخَشَبِ وَدَرَجَةً وَاحِدَةً بِخِفَّةِ حِكْمَةٍ تَتُوهُ فِي شَهِيقِ الكُونِكْرِيكِتْ
لِي سَقْفٌ وَاحِدٌ هُوَ السَّمَاءُ
النَّوَافِذُ ضَيِّقَةٌ النَّاسُ هَزْلِيُونَ الأَيَّامُ تَمُرُّ بِسُرْعَةٍ وَ إِذَا لَمْ نَنْتَبِهُ تَمُرُّ بِسُرْعَةٍ قَاطِعَةٍ لَيْسَ مِنْ أَجْلِ أَنْ نَتَذَكَرَ فَمَاذَا يُمْكِنُ أَنْ نَتَذكَرَ ؟ لَيْسَ هُنَاكَ الكَثِيرُ مِنْ حَيْثُ أتَيْنَا
الدٌَيْنُ يُرَدُّ بِمِثْلِهِ
لَكِنَّنِي أَخْجَلُ مِنْ حَمْلِي لِقَلْبٍ كَالرَّمَادِ الرَّطِبِ
لَكَمْ هُوَ مُؤْلِمٌ
أَنْ يَكُونَ الشَّخْصُ الوَحِيدُ
الذِي سَيُحَدِّقُ بِي
هُوَ أَنَا
هُنَاكَ مَا هُو أَكْثَرَ دِقَّةٍ مِنَ الكَلَامِ
هَلْ يُمْكِنُ تَرْكُ المُوسِيقَى لِذَاتِهَا
.