الأمل

(ثقافات)

الأمل

 تغريد عطاالله

 

 

 مادتي هي عن الأمل ، للحق أبحث عنه بشراسة هذه الأيّام ، أفتقد اليه  فعلا ، ولا اعرف طريقًا يهديني إليه ، يهديني للقوة التي يمنحها التشبث بالأمل ، في الآونة الاخيرة ، وجدت نفسي أتابع صديقة فنانة تشكيلية ، كانت قد خرجت بمنحة دولية إلى فرنسا ، اتابع تغيرات على حياتها،ما منحها القوة ، قوة يمكن ان تراهن عليها للزمن، بصراحة مساحة جيدة لإستشفاف الامل من خلال قوة العمل ، بدون الوقوف وانتظار طلته البهية. هذه الصديقة احاول التواصل معها، ولكن  أقف عند منطقة ، ما الذي سيدور بيننا ، في حال كوني كالحة من الامل ، مصابة بالإعياء الشديد ، بينما هي منطلقة في حياتها ، ماذا سأقول لها ؟ ماذا يمكن ان تقول لي ؟ فكرت في تأمل لوحاتها ، الفرح بفرحها ، القوة بقوتها ،ولو عن بعد، وتأمل وقت يأتي نتحدث فيه عبر الواتساب ، نتذكر ايام مضت.  نعود للأمل ، كيف يمكننا التشبث بقوة الأمل؟ ليست لدى فكرة بصراحة ، أبحث عنها ،ولكني لا أهتدي إليها ، مهما حاولت ، اكتب هذه التفاصيل وبي فائض من التعب ، فائض كبير جدا ، لدرجة انّ السؤال : هل ممكن الاستغاثة في هذه الحالة ؟ هل من الممكن طلب النجدة ؟ هل يمكن الاتصال على البوليس والسؤال عن امكانية اصلاح الحال ؟ لو كان هذا ممكنا ، ما الذي يمكن فعله تلك اللحظة ؟ امر مضحك فعلا، امر فعلا مثير للهزل ، في المقابل ، ليس هناك وقت لسرد الحكم والمواعظ عن الامل ، فهو غير موجود ،طالما الامكانيات تعوق ذلك ،لا يمكن النهوض من انهيار عصبي تلو الاخر ، دون تضرر في الدماغ ، دون حصد كمية يأس كبيرة في النفس ، يصعب الخروج منها ، بدون كمية رفاهية ممكنة ، تساعد في الخروج من المأزق ، طالما الحال هو الحال ، والمكان هو المكان ، وليس هناك بد ، من الشقاء في هذه الحياة القليلة الامكانيات ، لكنه المحاولة لعيش ابسط بتفاصيل جميلة تخفف من درك الحياة ، بشكل  يساهم من التخلص من كمية الهزيمة واليأس البشعين للغاية، وليس دائما هناك مساحة داخل النفس لتقبل الواقع بتزاحماته وتراكماته ، يجب بين الفترة والاخرى مساحة لإزاحة كل تلك الكثافة من الحزن ، واستبدالها بشيء يساعد على منح القوة للاستمرار وبذل جهد جيد للتكيف والتأقلم مع متطلبات حياتنا الجادة جدا.

شاهد أيضاً

رواية “قناع بلون السماء”…ملامح الهوية الفلسطينية بين التحقق والذوبان

(ثقافات) رواية “قناع بلون السماء”…ملامح الهوية الفلسطينية بين التحقق والذوبان  صفاء الحطاب تذهب بنا رواية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *