حِبالُ الشَّوقْ

(ثقافات)

 

حِبالُ الشَّوقْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

سرحان النمري

سَلوْتُكِ حَتّى نَسيتَ الأماني
وَبِكْرَ الرَحيقْ
وَكانَتْ عُيوني تَشُدُّ الرِحالَ إلى الأمْسِ
مَهْبِطَ ذِكْرى كَومْضِ البَريقْ
إذا ما تَوَهّجَ جَمْرُ الأذى
وَباتَتْ جُروحي رَمادَ الرَدى
تَرَكْتُ جِيادي تُسابِقُ  بُشْرى بِدونِ اللّجامْ
فَعادَتْ سَراباً وَحَلّتْ غَمامْ
سِراجِيَ ظِلّي وَذُلي السَلامْ
عَصَمْتُ بُكائي وَليلي شَهيقْ
وَقَدْ كُنْتُ أرْبِطُ ساقي بِخيطٍ مِنَ الشَّوْقِ عِنْدَ السَفَرْ
يَشُدّ وِثاقي فَأرْجِعُ طَوْعاً لِمَرْسى القَمَرْ
وَاًسْلو عَذابي وَاًنْسى الغِيابْ
فَاًذْكُرُ عُهْدي بِبيتٍ عَتيقْ
اًيَشْفَعُ لي خاطِري عِنْدَ أوَّلِ عَثْرَةْ
وَحَتّى أُجاهِرَ حِدْسي بِغَضِّ النَظَرْ
فَلا يَفْقُدُ الصَّمتُ عَزْمَ الصّبورِ
وَلا تَفْقُدُ العَيْنُ نَهْجَ الطَريقْ
هُنالِكَ خَلْفُ رُكودِ الفُصولِ
زُروعٌ تُعاني وَأرْضٌ تَبورْ
وَلكنَّ بُعْدُ المَسافاتِ رَحْبُ الشُطوطْ
يَلِمُّ المَحارَ وَيَحْضُنُ كالأمّ ِماضي الغَريبْ
وَليْسَ على الشَّطِ غَيْري
وَعَيْني عَلى  زَبَدِ المَوْجِ تَتْلو النَحيبْ
عَلى مَرْكِبٍ كانَ للموجِ عُرْساٍ وَمَرْسى
وَكانَ الرَفيقْ
أيا وَجَعي لَسْتُ إلّا
بَقايا رُفاتٍ تُراقِبُ عُهْرَ الزّمانْ
لِيَطْحَنَ عَظْمي بِلا رَحْمَةٍ
وَيكْسِرَ روحاً غَزاها الهَوانْ
فَلا رادِعٌ يُسْتَبيحُ المَعاصي
وَلا العَدْلُ يَرْدّعُ غدر الجبانْ

  • شاعر من الأردن

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *