(ثقافات)
قصائد من الأدب السلوفاكي
للشاعر: بافول يانيك
ترجمة: شروق حمود
إنها تثلج
تهبطُ ملائكة الجليد من السماء
في أفواههم ينابيع ثلجية
لقد نضجت المنحنيات المتخيلة للثلوج
: أشاهد وحسب
الأيدي لا تتحرك
النفسُ البارد للفلوت المتجمد
يوقظني.
ثرثرة فوق القبر
الحمقى يطفئون المصابيح
مثل فراشات الليل.
السكارى الناضجون يسّاقطون
في مدينة الملاهي،
الجنرالات غريبو الأطوار بتنانيرهم الخضر… يتجهّمون.
في وسط أحد العواصم ، تحترق الغابة،
في صدَفة من شفاه هامسة
يسبحُ جزءٌ من القصة
بينما ينبض قلبي ما تبقى منها.
اللحظة التي تسبق اللمسة
لا يزال الهواء يكبر
مثل جريدة أسبوعية مليئة بالصور
أتصفحه عبر عينيك،
أسمع الصمت
وهو يخطو بحذائه الجديد
ويهدهد النحل الطنان.
أحدٌ ما يخاطبنا بالأجنحة بشراسة
يقال أنك رأيت
الطيور المحترقة تتساقط من السماء!
في قاعدة صدرك فقط
هنالك ما يحدث جلبةً لا تهدأ.
إليك
تأتين من عطر،
من زهرةٍ مفتتة.
أستنشق تشابككِ مثل دخان
تقطنين السماء المرصعة بالنجوم
وأقراص الساعات الرقمية
تخدعينني بثقة،
بأسرع من الضوء
بسببك، يؤلمني رأسي
وحتى هذه اللحظة
أخطئ بينك وبين الموسيقى.
الحفلة الموسيقية
لا تخافي من صرخات الأوركسترا المفاجئة!
فهذا لا يعني أن قائد الأوركسترا
قد رأى يدي على ركبتك.
اسمحي لي بقبلة
واعلمي
أن رغبتك تثيرك
بقدر ما يقلقُ الموسيقى مستوى التصفيق.
حافلة ليلية
تعجبني ابتسامات تماثيل الشمع،
يعجبني السكارى
يعجبني يقينهم
تواضعهم،
دقتهم،
حكمتهم المعصومة
حين يحددها مكتب الإصلاح.
تعجبني أرواحهم المغلفة بورق الجدران
المليئة بالأضواء والزراكش،
تعجبني مسؤوليتهم والتزامهم
الذي يفوق تكلفة سيارات الأجرة وثمن النبيذ
وترعبني اللامبالاة التي يستمعون بها
إلى الأنفاس الثقيلة
لحافلات النقل الأخيرة.
عن الشاعر
ولد الدكتور في الفن والفلسفة بافول يانيك عام 1956 في سلوفاكيا ، حيث درس أيضًا الدراما السينمائية والتلفزيونية وكتابة السيناريو في كلية الدراما بأكاديمية الفنون المسرحية.
يانيك عضو فخري في اتحاد الكتاب التشيكيين منذ عام ٢٠٠٠ وعضو نادي الكتاب الدولي منذ العام ٢٠٠٤ . عضو جمعية الشعراء العالمية منذ العام ٢٠١٦ والممثل الرئيسي لاتحاد كتاب الأمة العالمية في سلوفاكيا منذ العام ٢٠١٦.
يعتبر يانيك من أهم المبدعين في الأدب السلوفاكي ، كشاعر وكاتب مسرحي وكاتب نثر ومترجم ومؤلف. تركّز أنشطته الأدبية بشكل أساسي على الشعر منذ نشر كتابه الأول تقارير غير مؤكدة (1981) والذي لفت انتباه الأوساط الأدبية السلوفاكية. على الرغم من الطابع النقدي لكتابات يانيك ؛ اكتسبت أعماله بُعدًا فكاهيًا ، بل وغرائبيآ بعض الشيء. نشرت أعمال يانيك الشعرية في أكثر من خمس وأربعين بلدآ حول العالم في أهم المجلات الأدبية العالمية وحصل على عدد كبير من الجوائز المرموقة على أعماله الأدبية في بلده وخارجه.