بيجاسوس

(ثقافات)

بيجاسوس

عبد الكريم أبو الشيح

 

وحصانٌ يحملُ بين يديه امرأةً

من نورْ

وسماءٌ ترسلُ ألوانَ الطيفِ اليتجلّى

للرّائي نبعَ حنينٍ

يتدفَّقُ من قلبِ المنشورْ

فتراهُ امرأةٌ في العقدِ الرّابعِ نبعَ صهيلٍ

يغويها أنْ تشربَ منهُ بحفنتها

فتصيرُ رَوّياً يقصدُه

شاعرُها المسحورْ

وتقولُ بأنّ صهيلاً يأتيها في النومِ كوحيٍ

ويناديها

هيّا

لتذوبي في قلب الشاعرِ

صبحاً نبويّاً بالرّيحانِ وباللذة مسجورْ

ثمّ تذوبانِ  بلحظة شوقٍ

فوقَ سريرِ الحرفِ قصائدَ

بالشهوةِ والعطرِ تفورْ

يتلقفُها العشّاقُ

فيتلوها العاشقُ للمعشوقة إنْ خلوا

ويُفسّرها

أنّ حصاناً أغرم بامرأة

كانت إذْ تخطرُ في الشارعٍ  يصهلُ للأشجار

فتتبعُها

وتروحُ تغني وهيَ تظلّلها :

نخضرُّ ونخضلُّ إنْ التفتتْ

سيّدة الحُورْ…

رجلٌ بذراعيهِ يُطوّقُ خصْرَ امرأةٍ

ويوشوِشها

قد كنتُ أرى فرساً

تأتيني في النّومِ وتصهلُ أن أحملها

لسواقيَ بالعشقِ تدور

تضحكُ …يضحكُ

حتى أميّ

كانت تدركُ أنّكَ أنتَ

المرسومُ على الكرّاس حصاناً

يحملُ بينَ ذراعيهِ امرأةً ويطيرْ

وأنا ما كنتُ لأخبرَ أحداً

أنّكِ أنتِ الفرسُ الموشومةُ فوق ذراعي

لكنّي لا أعرفُ

كيفَ السرُّ بستّ جهاتِ الكونِ يصيرْ