جريس سماوي في ” ثلاث ليالٍ سويّا “

(ثقافات)

 

جريس سماوي في ” ثلاث ليالٍ سويّا “

د. صحر أنور

 

قرأت أمس ديوان شعر ” ثلاث ليالٍ سويّا ” للشاعر الأردني الراحل جريس سماوي، والذي شمل عدة قصائد ، وبقدر ما جاءت هذه القصائد مُتنوعةً إلا إنَّها دالةٌ عليهِ، بوحٌ روحيَّ بما يجول في صدره، طارحًا اسئلة بلا إجابات وكأنه الكون يشاركه الحوار في لحظات من التأمل والتجلِّي ، كما ذكر وقال” باعتبار أنَّ لحظاتِ الكشْفِ والتجلِّي هي الأنقى والأصدق لدى الشَّاعر”.

كتب عن الوطن والمرأة والحب والحزن والموت الذي عبّر عنه وكأنه يستشعر قدومه فقال :
أنا رحلتي داخلي
أنا سفَري نحو ذاتي
وذاتي مكانٌ بعيد
بعيدٌ هناك على طرَفِ الكون
لمن أقرأ الحزنَ وحدي إذن؟
ولماذا أغنّي؟
***********
كما جاءت مشاعره للمرأة فياضة بالحب والعشق والرقة والجمال ، حيث كتب لها :
أين أخفيك عن أعين الناس !!
في الحَشا أم في الحنايا !!
أم بعيني؟
أنتِ أجملُ عندي من عيوني
وأعذبُ لحنًا ونايا
ياالّتي قد أضاءتْ طريقي و روحي وقلبي.
********
كما كتب مناجيًا نفسه يسألها :
أنا من أنا ؟
راعي الفراغِ العظيمِ
أسوقُ مع الفجرِ قطعانَه الخافيات
أحدرُ مع الركب
أحملُ نايًا تشظّى من الحزنِ والرغَبات
وأبك على حدَثٍ لم يتمّ
وأحزنُ من أجل لا شيءَ
أرنو لما لا يُرى
وأشمّ الّذي لا يُشمُّ.
*******
ثم جاء بوحه كشاعرٌ متَعبُ القلب كما وصف نفسه قائلًا ” أنا الشاعرُ مُتعَب القلب ” والذي قال فيها :
عرفتُ إذن سرَّ عينيَّ،
ماذا أقولُ؟
أنا لم أزل حائرًا ..
حاجبي قالَ إنّكِ لم تقرعي البابَ
لم تسألي العابرينَ وتَستأذني..
غفكيفَ دخلتِ؟
جوادُك مانبّهَ الحارسَ الكهلَ
في بابِ عينيَ
ما نبّهَ الجندَ قَطُّ.
*****
أنا الشاعرُالمتعَبُ القلبِ
أزرعُ وردًا على كلِّ دربٍ
ويقطف وردي سواي..
عرفتُ إذن سرَّ سر عينيَّ
ماذا أقولُ؟
******
جريس سماوي لم يكتب حروفًا ولكنه رسم لوحات نقش فيها رسمها وصورها بألوانها الصارخة والباهتة معًا ، وأنت في رحلة البحث عن أسرارها تجد نفسك مسافرًا مابين البحر، الشعر،الجمر، النشر، والميلاد..

في هذا الكتاب سوف تشعر الرُّوح شِعْرًا ..شاعرًا مناجيًا رُوحه بالحب والخير والسلام.

15 سيبتمبر 2022

شاهد أيضاً

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي منال رضوان     المثنوى المعنوى، وديوان شمس لمولانا جلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *