(ثقافات)
مرّوا .. ولم يصلوا
عبدالله السمطي
1-
مرّوا كثيرًا من هنا. كان الغيابُ الدربَ. وجه كنايةٍ يحدو الصهيل. هناك حيث المحو يرقص دائما في نوستالجيا الصمت. مرّوا . لا وصولٌ مقلقٌ. كلماتهم جعباتُهم. والليل يصغي، ريثما تعظُ السماء الزرقة الوطفاء في شجن الوريد، وريثما تمضي المنافي في الخطى. مرّوا ولم يصلوا
2-
هذا هباءٌ شاردٌ . حجرٌ سينقرُ عش صارية . تطيرُ الأرضُ أعمق في الرؤى. وهناك كابوسيّة الأشياء تدنو . مستحيلًا وارفًا يطأ المخيلة الشهية. كان جرفٌ ما يعربدُ . كانت الأسماء أولى. كانت الأزهارُ فاتحة المديح. هناك يندلقُ الكمان كرقصة الباليه . ثمة موطنٌ في طينه والضوءُ يغتسلُ !
3-
صحبَ الوجودُ نهايتي. يتتلمذُ البريّ في خطوي. سئمتُ من الخيال الواقعيّ. سئمتُ نرجسة البراري تستريح بذهن عاصفة احتراق الريح في رمل الكناية. ربما يتوجسُ الريحان من صدري فيشهق. ربما ترمي إلى الأسماك ذاكرتي حراشفها. سئمتُ الآن حيث حريقة ظمئتْ . وحيث مرابع نزلتْ وحيث منازلي وجلُ
4-
صوبتُ قلبي للسماء. تساقطَ الفجرُ الحزين. خمشتُ أغطية النجوم، فلا شتاء غير ما يمشي الكلام إلى تعري قطفتين تنطّفان جذور بوحٍ. للمواقيت الصغيرة قد تدثّر كوكبان من الثواني. قد أطيع حشاشتي أو تحتويني في مسام الأمنيات صلاة عشبٍ. كلما هبّ الحصاد إلى مشاغبة بكيتُ، وكلما حدقتُ بي أصلُ
5-
وجعي يلملمني أنا الوضّاء في عتماتِ موالي. أنا المغروس في تاريخ جنّات الحريق. أنا المهيّأ منذ كونٍ أن أرى. وجعي يذكرني أنا عمق احتمالاتي سأبدو جيدًا لو صافحتني جعبة المرآة وانكسرت لأكسرني تماما . آخر السوريال من حبق النبوءة. كنتُ وحدي والليالي داخلي يعوي بها الأملُ !
• شاعر وناقد من مصر، مقيم بالرياض.