في بيت محمد نظام*

في بيت محمد نظام*

منى حبراس السليمية

بدا أننا تأخرنا عن الموعد عشر دقائق. اعتقدتُ أن بيت محمد نظام يقع في حدود مسقط أو مطرح، ولكن رابط الموقع الذي أرسله لي زميلي فهد الحسني مدير متحف بيت الزبير أظهر لي، بينما أهمّ بتحريك سيارتي، أنه يبعد عن مؤسسة بيت الزبير مسافة 47 دقيقة. قررتُ أن أتبع فهد الذي بدأت سيارته تتحرك هو الآخر، وتركت عبدالكريم عبدالقادر يغني لي وحده عبر إذاعته أحوال العاشقين من دون مقاطعات من تطبيق جوجل ماب.

وصلنا في الرابعة وأربعين دقيقة عصرا. عشر دقائق تجاوزت الموعد جعلت الفنانَين التشكيليين عبدالكريم الميمني وجمعة الحارثي يخرجان لتفقّدنا أمام بوابة البيت. ثوانٍ ودخلنا أربعتنا معا من جديد. تصطف أمام المدخل أصائص لأشجار مزهرة، تُشعر الداخل لأول وهلة بالاعتناء المُطَمْئِن. استبدلنا بأحذيتنا أخفافا وُضعت مباشرة بعد مدخل الصالة لتقينا برودة البلاط. سرنا باتجاه جلسة بأرائك تلتئم على بعضها، ومفتوحة على صالة كبيرة صُفّت على مقاعدها وطاولاتها عموديا لوحاتٌ بأعداد كبيرة وكأنما هُيِّئت قصدا لإقامة معرض وشيك، غير أنها تتيح للزائر رؤيتها بأريحية حتى وهي لم تُعلّق بعد، ولكن أحدنا لم يجرؤ على مغادرة مكان جلوسه ليُشبع فضوله المستبد. في أقل من دقيقة أطلّت أرملة الفنان محمد نظام الدكتورة ليلى الزدجالي. امرأة مبتسمة تشي ملامحها بحزن طازج يغالب الحقيقة ليتعايش معها. رحّبت بنا بمودّة غامرة وقد بدا أن الحديث عن زوجها الراحل يربّت على روحها. بدأ فهد يعرّفها علينا/ عليّ تحديدا، فهي تعرف مسبقا أصدقاء محمد نظام: جمعة الحارثي، وعبدالكريم الميمني، وفهد أيضا بحكم تواصله السابق معها لترتيب موعد الزيارة.

انتبهتُ إلى أنني لم أُعزِّ الدكتورة ليلى بوفاة محمد نظام في أول لقائنا، أنا التي ألتقيها لأول مرة عكس البقية. ولكني لم أهجس في البيت فقدا. كان محمد نظام حاضرا بكثافة في المكان، وملأني شعور أنه يستمع إلى ما يقال في تلك الأثناء، وشعرتُ به يهز رأسه أحيانا بإيماءات معبّرة. أخرَجَ فهد مفكرة صغيرة وقلمًا، وراح يسأل الدكتورة ليلى أسئلة عن محمد نظام وعنها، ويدوّن بعض الأفكار والإجابات في إطار التحضيرات لعقد ندوة تأبينية عنه في بيت الزبير ومعرض تجميعي لأعماله. كنت أنصت لإجاباتها بتركيز شديد لا يقطعه سوى تنبيهات تطبيق FotMob الذي بعث يخبرني أن منتخبنا الوطني سجل الهدف الأول في مرمى المنتخب اليمني. يجب أن يسجّل مزيدا من الأهداف حتى يتجنب حسابات فارق الأهداف في الجولة الأخيرة أمام السعودية. يسبق فهد كل سؤال يطرحه بعبارة: عذرا على السؤال! فيزيد من تركيزنا وفضولنا ونتوقع أن الدكتورة ليلى قد تتحفظ على الإجابة، ولكنها تبتسم بعد كل سؤال وتجيب عنه بتقبّل كبير، وهذا أشعرنا بالارتياح.

أحضرتْ العاملة عربة الضيافة وفيها أصناف من الفطائر التي بدت ساخنة وشهية، إلى جوار دلة الشاي والقهوة رفقة فناجين وأكواب بالغة الرهافة والأناقة. التطبيق ينبهني أن اليمن سجلت هدف التعادل في مرمى منتخبنا الوطني. داهمني القلق. التعادل الثاني سيخرجه من الدور الأول لا محالة، فليس في سلَّته سوى نقطة واحدة من مباراة الافتتاح أمام العراق. ولكن حديث الدكتورة ليلى – وقد انضم إلينا ابنها آدم ذو العشرين ربيعا – يهوّن قلق نتيجة المباراة المحتدمة في تلك الأثناء تحت أمطار البصرة في خليجي 25. تتحدث عن لقائها الأول بمحمد نظام في أحد المعارض الفنية في النادي الثقافي، وتعرّفها به في لقاءات لاحقة، وعن اهتمامها القديم بالرسم، حتى أقنعها بالعدول عن الاستمرار فيه. تقول ضاحكة: “لعله رأى أني لم أُخلق لهذا، ولكنه في العادة لا يقول لأحد، مهما بدا رسمه متواضعا، كلمة سلبية أو مُحبّطة”.

في اللحظة التي لم يعد عبدالكريم الميمني يستطيع فيها المقاومة أكثر، استأذن بأن نقترب من الأعمال المصفوفة في الصالة، فرّحبت الدكتورة ليلى بسرور، وراحت تشرح لنا تاريخ كل لوحة ومناسبتها. ومنها لوحة أهداها له جمعة الحارثي، الذي بدا أنه يلتقي بلوحته بعد طول غياب وكأنما نسي أمرها، فابتسم لذلك اللقاء غير المتوقع بلوحته. يجمع بين الدكتورة ليلى الزدجالي والفنان محمد نظام عشق الطوابع البريدية التي راح يجمعها بتأثير منها، ولكني وجدت رابطا آخر لم تأتِ على ذكره، غير أنه بدا جليّا بينما نتأمل اللوحات المصفوفة في الصالة، وهو التشريح الذي تخصصت فيه أكاديميا، إذ إنهما يصدران من الفكرة نفسها؛ تشرّح الدكتورة ليلى مادتها من الخارج إلى الداخل، ويشرّح محمد نظام لوحته من الداخل إلى الخارج. ترى اللوحة الواحدة من بعيد كيانا واحدا، ولكنك كلما اقتربت منها أرعبتك التفاصيل متناهية الصغر في ثناياها وخطوطها الرفيعة.

أفصحت الدكتورة ليلى عن فكرتها بتحويل البيت إلى جاليري باسم (جاليري محمد نظام)، فانتشينا بالفكرة ولم نخفِ فرحتنا بها، وسألتْ عمن يمكنه مساعدتها في تعليق اللوحات وترتيب المتراكم منها في أماكن أخرى من البيت، فلم أتردد في اقتراح فهد الحسني. قلت لها: “هذا الرجل العظيم بوسعه أن يفعل”. قلت ذلك لمعرفتي بفهد وخبرته في تنسيق عشرات، إن لم يكن مئات، المعارض وتنظيمها بحكم إدارته لقسم المعارض في بيت الزبير، وخمّنت أنه سيكون سعيدا بنحو مضاعف بالعمل على ترتيب جاليري محمد نظام. هل تراني أفسدت مخططاته وهو المشغول دائما حتى قمة رأسه بقائمة ما تنفك تتمدد من المعارض التي عليه العمل على ترتيبها طوال الموسم؟ فليكن، في النهاية هذا جاليري محمد نظام وكلنا مستعدون للمساعدة. تخيّلت الجدران وقد اكتملت باللوحات، فأيقنت أني سأزور هذا المكان كثيرا. ولكن تطبيق FotMob باغتني بأن المنتخب اليمني يسجل الهدف الثاني في مرمانا. تعقدت المهمة، سنحتاج هدفين على الأقل لنضمن النقاط الثلاث. هكذا تتقلص الطموحات من تسجيل الكثير من الأهداف إلى ضمان النقاط الثلاث وحسب. تَعرِض علينا الدكتورة ليلى الذهاب إلى الأعلى. شعرتُ بالسعادة؛ لأن فكرة أن نصعد إلى الأعلى في بيت أحدهم، تعيد إليّ فرحا طفوليا لم يغادرني قط، منذ بيت أمي أسما العالي في سمائل، وكل بيت مكوّن من طبقتين أو أكثر، فأشعر أن الطابق العلوي عالم من السحر والمفاجآت.

في الدرج العريض المؤدي إلى الأعلى وعلى جوانبه، صُفّت سلال ومراتب وثيرة للقطط التي أخبرتنا الدكتورة ليلى أن لديهم منها ستة، فرأيت كيف أن للقطط في بيت محمد نظام حياة كاملة ومرافق مهيأة. وقبل الولوج إلى العالم الحقيقي لمحمد نظام/ مرسمه، انتصبت أقفاص القطط المؤلفة من عدة أدوار في زاوية بدا وكأن هندسة البيت صُممت لها، ولكن لا وجود للقطط فيها، ولم نر واحدا منها طوال زيارتنا تلك. البيت مرتب وفي غاية التنسيق، وأماكن القطط ومراتبها شاغرة، ودمى الفئران الموضوعة عند كل مرتبة في مكانها تنتظر قطها لتبدأ ركضها الافتراضي في أنحاء المكان.

وأخيرا فُتِح باب المرسم، غرفة كبيرة، لا تصلح لوصفها صورة بانورامية جامعة. مكان مزدحم بالأشياء ولكن النظام هو عنوانه الأبرز. كل شيء موضوع في مكانه تماما. احتجت وقتا لأستوعب محتويات المكان الذي أقف فيه، فكانت هذه هي المرة الأولى التي أؤمن فيها بمقولة “لكل امرئ من اسمه نصيب” إيمانا مطلقا. رحنا نتفقّد الموجودات المصفوفة بعناية، وتبادر لذهني سؤال اشتركنا في طرحه فهد وأنا: كيف لرجل شديد التنظيم كمحمد نظام أن يربي القطط في بيته؟ فأجابتنا الدكتورة ليلى بأن “القطط غير مسموح لها بالدخول هنا. أرأيتم بيتها/ قفصها مقابل باب المرسم؟ إنه بيت متحرك بعجلات، فإذا أراد إدخالها إلى هنا فإنه يدخلها وهي بداخل بيتها حتى تكون حركتها محدودة بحدود بيتها المتجول، كما أن هناك شرفة في آخر المرسم، يُخرجها معه لتشمّ الهواء”. عُمان تسجل هدف التعادل الثاني، هدف آخر فقط بدون أهداف أخرى في مرمانا وشكر الله سعيكم يا منتخبنا الوطني. الشعور الذي داهمني وأنا أجيل النظر في زوايا المرسم هو رغبتي في أن يرى الناس هذا، أن يدخل الجميع إلى هنا، فأكبرت في الدكتورة ليلى حلمها بأن يكون البيت مزارا يرتاده الناس، مكانا يلتقون فيه بمحمد نظام. على إحدى طاولات المرسم لا تزال نظارتاه وأقلامه أمام جهاز كمبيوتر، وأمامها صندوق بريد قديم فقد مفتاحه. وفي طاولة أخرى افترش أعماله الأخيرة ومجموعة ألوان وأعدادا كبيرة من فراشي التلوين. تصطف خلفها أرفف عرضية ملأى بمجسمات صنعها بنفسه من عبوات مشروب الكوكاكولا، وحلوى كيت كات، ومجسم مطابق لقلعة هاول المتحركة كما في فيلم الرسوم المتحركة تماما صنعه بنفسه، وأقنعة كثيرة لوجوه عُلّقت بنظام واحد، ومئات الدمى. اصطف تحتها عدد كبير من الملفات وعناوين كتب كثيرة بأكثر من لغة، شدتني منها كتب التاريخ والأديان وتاريخ الفن وعدد كبير من الروايات. وفي جانب آخر صفّت كتب فكرية متنوعة. ثمة لوحة ألصق عليها مجموعة أشرطة كاسيت. لاحظت وجود أكثر من شريط لخالد الشيخ، وشريط واحد لعبدالله الرويشد، وأشرطة أخرى دينية.

في طاولة في المنتصف توجد آخر لوحة كان يشتغل عليها محمد نظام ولم يكملها، ظهرت فيها بعض الملامح وعلامة ستاربكس. تقول الدكتورة ليلى إنها اكتشفت وجودها على الطاولة بعد انقضاء أشهر العدة، فسارعت بوضع زجاجة شفافة عليها لتحميها من التلف. في السنوات الخمس التي قضاها محمد نظام في سكوتلاند برفقة زوجته خلال دراستها من عام 2014م وحتى 2019م، بقي هذا المرسم مغلقا، واعتمد الرسم في الدفاتر والكراسات الصغيرة ليتجاوز مسألة عدم توفر المكان الدائم للاحتفاظ بالأعمال الكبيرة هناك، فأصبح يرسم اللوحات الصغيرة. يحمل عدته معه في حقيبة صغيرة لا تزال معلقة في شمّاعة قريبة من باب المرسم، ويقتعد المقاهي والأماكن العامة لينجز لوحته، وغالبا ما كان يشتغل على أكثر من لوحة في آن واحد. في مثل هذه الدفاتر الصغيرة رسم آخر لوحاته عن شيرين أبو عاقلة، تلك اللوحة التي أهداها لعبدالله حبيب ورأيناها في الفيسبوك. في هذا المرسم كان محمد نظام يدعو المقربين منه، ولكنه لم يكن يمانع دخول من يطلب منه رؤية مرسمه، غير أن المكان تغيّر كثيرا على مدى سنوات، وتوسّع أكثر من مرة، كما تعرّض للدهان الذي طمس لوحة لفريدا كالو رسمها قريبا من الباب ولم يبقَ لها أثر الآن. تقول الدكتورة ليلى ذلك بحسرة، ولكنه قرر دهنها برضا تام، وكأنما مرحلة المرسم الجديدة تتطلب طريقة جديدة في التنظيم. أما فريدا كالو فتوجد لها صورة في إحدى اللوحات إلى جوار صورة سلفادور دالي وفيروز وآخرين.

سألتُ عبدالكريم الميمني عن مساحة المرسم كما يتوقعها، فراح يذرع المساحة بخطواته طولا وعرضا، فقدّرها بـسبعة عشر مترا في ثمانية أمتار، مساحة كبيرة لعالم شاسع. يقول جمعة الحارثي إنه لم يكن هكذا عندما دخله آخر مرة في 2014م تقريبا. هنا سأل فهد السؤال الأهم: ما الأشياء التي تعتقدين أنها مهمة أكثر ليجري عرضها في المعرض المزمع إقامته في بيت الزبير؟ أحسبه السؤال الأصعب. لم أنتبه لجواب الدكتورة ليلى، لأني اعتقدت أن إزاحة هذا النظام من وضعه الحالي لاستعارة بعضه من أجل معرض يقام في مكان آخر مهمة شاقة عمليا ونفسيا، ولكن من مثل فهد الحسني بوسعه أن يفعل ذلك وبالنظام نفسه من دون أن يخدشه؟ تفكر الدكتورة ليلى أن تستعين بشركة تعيد تهيئة الموجودات ليصبح عرضها أكثر أمانا لها، حيث يجري عرضها عبر زجاج شفاف. أحببت تفكير هذه المرأة، أعجبني منطقها الذي يفكر في مستقبل الأشياء وديمومتها على المدى الطويل مغالبةً عاطفتها التي تأبى لمس الأشياء وتغيير ما وضعت عليه.

قبل المغادرة استأذن عبدالكريم الميمني وجمعة الحارثي بالتقاط الصور، فوافقت الدكتورة ليلى بترحيب وسرور. كنتُ حتى تلك اللحظة أفضّل استخدام عدسة ذاكرتي التي حاولتُ شحذها لأقصى ممكناتها لتحتفظ بما رأيته في صفحة ذهني؛ لأني أعرف أن شيئا كهذا لا بدّ أن أكتب عنه، ولكني استسلمت عندما رأيت الجميع يلتقط الصور، فأعملت كاميرا هاتفي والتقطت ما وسعني التقاطه، وأنا أعرف أن أية صورة ليس بوسعها أن تستوعب شيئا مما تراه العين. في اللقطة الخاتمة طلب عبدالكريم التقاط صورة جماعية لنا، فنادت الدكتورة ليلى عاملة المنزل لتلقط لنا الصورة: الدكتورة ليلى، ابنها آدم، أنا، فهد، عبدالكريم، جمعة. ونزلنا إلى الصالة في الطابق الأرضي، وشرع جمعة وعبدالكريم يتفقدان اللوحات من جديد. تنبيه تطبيق FotMob يخبرني أن المنتخب العماني يسجل الهدف الثالث. تنفست الصعداء. استأذنا فهد وأنا للمغادرة. صعدت سيارتي، وبعثت رسالة لجروب المشهد الثقافي في الواتساب: “الآن خرجنا من بيت محمد نظام”. الساعة تشير إلى السابعة و13 دقيقة من مساء يوم الاثنين 9 يناير 2023. يرد عليّ معد برنامج المشهد الثقافي خلفان الزيدي: “الحفل بيفوتك”. يقصد حفل جائزة الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء للإبداع الأدبي والإنجاز الثقافي في دورتها الثالثة عشرة لعام 2022. أقول له: “جالسة أتابع”، قبل أن يرد سليمان المعمري: “أتابع جالس”. إذن سليمان أيضا لم يحضر! ما إن صعدت سيارتي حتى أدرت جهازي على تطبيق (عين) لتلفزيون وإذاعة سلطنة عمان وفتحت قناة عمان الثقافية وربطتها ببلوتوث السيارة. أردت أن أكتشف ما الشيء الذي نبّهني خلفان الزيدي – المشرف على الجائزة والحفل – منذ الليلة الفائتة أنه سيفوتني أكثر من سواه في حال عدم حضوري؟ أخيرا عرفت: فوز رواية “لا يُذكَرون في مجاز” لصديقتي آخر حبة في الكرتون هدى حمد بجائزة أفضل عمل روائي لعام 2022م.

خرجت من بيت محمد نظام ذلك المساء بشعور مختلف، فعلى الرغم من أنني لم أدخل مرسما من قبل، غير أني أستطيع أن أشعر بأنه مرسم استثنائي، ويستحق أن يراه عامة الناس، ويستحق أن يكون بيته (جاليري محمد نظام) .. تنبيه أخير من تطبيق FotMob: انتهت مباراة عمان واليمن بفوز منتخبنا الوطني 3 – 2

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• فنان تشكيلي عماني توفي في السابع والعشرين من مايو 2022م

* عن ملحق عمان الثقافي

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *