حوار مع النحاته الاردنية منى السعودي وذلك في معرضها في مجمع السركال في دبي , 24 مايو 2015 . تصوير يونس يونس

النحّاتة الأردنيّة منى السعودي: من ساحة المدرّج الروماني إلى العالمية

(ثقافات)

النحّاتة الأردنيّة من ساحة المدرج الروماني.. إلى العالمية

* غـازي انـعـيـم

تعد الشاعرة والرسامة والنحاتة الأردنية ” منى السعودي ” واحدة من الفنانات القلائل اللاتي أثبتن موضعاً حقيقياً على خارطة النحت العربي، ولهذه النحاتة حضور مرموق لا على الساحة الأردنية فحسب، بل على الساحة العربية والعالمية… هي بما تحمل من جوهر الأردن العميق تحمل أيضاً سفارات فنية وحضارية لها في هذه المواقع، بالإضافة إلى ذلك فهي نحاتة تتمتع برؤية فنية خاصة محبة للحياة… فنظرة واحدة تكفي لتكشف لنا عن طبيعة عالمها المتميز وسط فن النحت العربي المعاصر، وذلك لا يرجع فقط إلى نمط الموضوعات التي تطرقها الفنانة، بل أيضاً إلى أسلوبها الفني ورؤيتها الخاصة للعالم.

ومن خلال تلك الرؤية، تحاول صاحبة الموهبة المتدفقة أن تقدم موقفا من الوجود، وأن تدافع عن الحرية من خلال أعمالها النحتية ذات الطابع الخاص، والقيمة الفنية الرفيعة، التي تنبض بالحياة، وكأنها تتعامل مع كائن له أحاسيسه الخاصة، حيث يتحول الحجر بكافة أنواعه وأشكاله ومختلف ألوانه ـ بأبعاده الثلاثة ـ إلى مادة حية، وكائن جديد متوهج، يتنفس، ويبوح بأسراره..

إنها الكتلة في ديناميكيتها واحتفاظها بالطاقة الكامنة، التي يمكنها أن تتحول إلى روح، تلك الديناميكية والطاقة ساهمت في جعل أعمالها بأن تبقى عالقة في ذاكرة المشاهد، وهنا تكمن القيمة الأساسية لمنحوتاتها.

وأعمالها التي أنجزت عبر مراحل مختلفة.. تذكرنا بفن بلاد ما بين النهرين، وبالنحت المصري القديم، والمراحل الأولى من الفن اليوناني الكلاسيكي، وبأعمال برانكوزي الروماني الأصل، الذي تعلمت منه الإقلال من التفاصيل في منحوتاتها من أجل أن تنطق أكثر وتفصل نفسها بنفسها.

ـ فمن هي منى السعودي؟

ـ وما هو الأساس المكون لشخصيتها الفنية؟

ولدت الفنانة منى السعودي في بيت يقع بجوار سبيل الحوريات وبالقرب من المدرج الروماني، بمدينة عمان عام 1945 م، وهي تنحدر من أسرة كانت تقيم في دمشق، حيث رحلت في أواخر القرن التاسع عشر لتستقر في عمّان بالقرب من المدرج الروماني لتجد نفسها في متحف مفتوح، وإزاء واقع يفرض نفسه عليها حتى الطغيان، وهكذا تشربت الفن الروماني منذ الطفولة، عاشت معه، وفيه وهو فيها، منذ بدأت تتحسس ما يحيط بها من حجارة منحوتة.. وبقايا تماثيل مبعثرة في ساحة المدرج الروماني، الذي كان أحد ملاعب طفولتها، وفي تلك الساحة كانت توجد غرفة مربعة الشكل لها باب مقفول، وشبك حديد تظهر من ورائه عشرات التماثيل القديمة، وهكذا رأت بعينيها من خلال ثقوب الشبك الحديدي مولد المعايير والقيم الفنية والجمالية، ولمست بيديها المعايير السحرية للجمال الخالد في ساحة المدرج الروماني، وشعرت بحيوية الحجر وتعامله مع الظلال.. وربما كان هذا سببا منطقيا في تعلقها بالنحت فيما بعد، وهذا ما أكدت عليه النحاتة منى السعودي في مذكراتها عندما قالت:

” كنت أترك أصدقائي الصغار لألعب مع التماثيل، أتحاور معها، أتأمل ثناياها، وصناعتها، وكنت أشعر أنها مخلوقات صامتة مليئة بالحياة… لقد أعطتني هذه المواقع الأثرية الأسطورية الشعور بقدرة الإنسان على إبداع أعمال عظيمة تبقى على مدى الدهر… وهكذا بدأت تتكون أحلامي… “.

وفيما بعد، عندما صارت تلميذة في المرحلة الابتدائية ـ كانت مدرستها بعيدة عن البيت ـ شعرت أن هناك علاقة حب نشأت بينها وبين الأرض والشجر والناس والطبيعة، وكانت تعتبر المسافة التي كانت تقطعها هي مسافة للتأمل والحلم، كما شغلتها أسئلة ميتافيزيقية عن الخلق والتكوين، ومن أين نأتي؟ ومن أين نذهب؟

في هذه المرحلة حظيت بنصيب وافر من الثقافة من خلال شقيقها ـ كانا صديقين حميمين ـ الذي قرأ لها جبران خليل جبران، وحكى لها قصة جلجامش، وأخبرها عن احتلال فلسطين، واللاجئين.. وقد طبعت فيها القصص التي سمعتها آنذاك من شقيقها أولى التأثيرات بالشعر والأدب، لكنها لم تدم تلك السنوات السعيدة طويلاً، بل انتهت فجأة بعد بلوغها العاشرة، حين توفي شقيقها.

في المرحلة الثانوية بدأت أولى محاولاتها في الكتابة والرسم، وبدأت تصنع أشكالاً من الجبس، وتقرأ في الفن والشعر الحديث، وتبحث عن صور ولوحات وتماثيل… ومن الكتب التي أثرت بها كتاب ” اللامنتمي ” لكولن ولسون، بالإضافة إلى ذلك جذبتها الفلسفة البوذية، كما بدأت تقرأ عن مدن بعيدة فيها متاحف وفنانين.. من هنا بدأ الحلم بالسفر.

أول لقاء مع النحت الحديث

في عام 1963 سافرت إلى لبنان، الذي كان لها فيه أول لقاء مع النحت الحديث، عندما تعرفت إلى محترف وأعمال النحات ميشيل بصبوص في قرية راشانا، وعندما شاهد بصبوص رسوماتها المنفذة بالفحم والحبر الصيني، لمس فيها أشكالاً نحتية.. وعندما حدثته عن رغبتها في السفر إلى باريس لمتابعة تحصيلها الفني، شجعها على التوجه لممارسة النحت.

خلال هذا العام دخلت في أجواء الفنانين والشعراء وصادقت العديد منهم مثل: ” أدونيس، أنسي الحاج، حليم جرداق، نزيه خاطر، ميشيل بصبوص، وبول غيراغوسيان… “.

وكان لآخر اثنين الفضل الكبير في مجال تخصصها، وقد أثرا بشكل ما في توجيهها نحو الطريق الفني السليم.

في نفس العام أنهت دراستها الثانوية، كما أقامت معرضها الأول في مقهى ( الصحافة )، الذي يقع في الطابق الأرضي من جريدة النهار، وقد باعت الفنانة من معرضها مجموعة من الأعمال، استطاعت من ثمنها شراء بطاقة سفر لمواصلة رحلة الفن، رحلة الحلم الكبير إلى عاصمة الفن، باريس، ولم تكن عائلتها آنذاك راضية بهذا التوجه، فقررت أن تعتمد على نفسها، بعد أن استوعبت دروس الحياة ومعارفها، وأصبحت مستعدة عقلياً ونفسياً لاحتراف النحت.

باريس مدينة الحلم

في شتاء 1964 أخذت الباخرة تمخر من ميناء بيروت عبر البحر المتوسط نحو ميناء الإسكندرية، إلى جزيرة صقلية، ثم مرسيليا، وبعد ذلك عبر القطار إلى عاصمة الدنيا، باريس، وفور وصولها لمدينة الحلم والفن، بدأت تعمل بالنحت تحضيراً للمسابقة التي تقام للطلاب الذين سيقبلون على أساسها في المدرسة العليا للفنون، وقد اشترك في تلك المسابقة 500 تلميذ، وحصلت منى السعودي على الدرجة الرابعة، وكانت مفاجأة عظيمة بالنسبة لها، كونها أول مرة تتعامل فيها مع النحت.

كان منهج التعليم في المدرسة العليا للفنون يرتكز بشكل أساس على دراسة جسم الإنسان، عبر نحت ورسم الموديلات الحية أو التماثيل القديمة، وهناك بدأت ” منى السعودي ” تكتشف العلاقة بين عري الإنسان وعري الطبيعة، بين جسد الإنسان وجسد الأرض، وتتعلم أن الإنسان مركز الكون وأن في الجسد الإنساني أسرار ومبادئ الحركة والتكوين والامتلاء والفراغ والتناسق والنور والظل ودرجات اللون.

وساهمت باريس في تشكيل شخصية ” منى السعودي ” الفنية، وإعطائها الطابع الثقافي الرفيع الذي نلمسه اليوم، فبعد أن وطأت قدماها المدرسة العليا للفنون بدأت على الفور مشوار القراءة في الشعر، وكتب التاريخ، والتصوف، بالإضافة إلى التردد على المسارح، وحفلات الموسيقى، وصالات العرض الباريسية، التي أتاحت لها مشاهدة أعمال بيكاسو، وميرو، وفان كوخ، وجاكوميتي، وكالدر، وبرانكوزي الذي تعتبره معلمها وملهما، كما زارت المتاحف، وبشكل خاص متحف ( اللوفر ) الذي اكتشفت فيه فنون حضاراتنا القديمة، حيث شعرت الفنانة منى السعودي بعمق انتمائها، وقد عبّرت عن ذلك بالقول:

” سحرتني المنحوتات السومرية والمصرية والأنصاب النبطية المنقوشة بالكتابات، رأس الملك ( غوديا ) مهندس مملكة سومر… وكنت ألمس على الحجر أيدي نحاتين من بلادي صنعوا منذ آلاف السنين هذه الأعمال المجيدة… ورأيت أني أنتمي لرؤيتهم الفنية: خطوط صافية تحدد أشكالاً خالصة مختزلة، المنحوتة ليست نسخاً عن الطبيعة بل إعادة تكوين، هي الخارج والداخل معاً، لها هندستها ومقاييسها ونسبها الخاصة بها كعمل فني… وحضورها إضافة لما هو على الأرض… منحوتات للتأمل الدائم توحد بين الحركة والسكون، بين المرئي واللامرئي “.

في عام 1965 صنعت أول منحوتة من الحجر أسمتها ( أمومة الأرض )، وكانت المنحوتة تتألف من كتلتين بينهما فراغ يسكن فيه شكل كروي، ومن هذه المنحوتة بدأ بحثها الخاص، وبدأت رحلتها في اكتشاف لذة تحويل الحجر إلى منحوتة، ودخلت عالم البحث في الشكل… هذا البحث المتوالد الغامض.

وتصف النحاتة منى السعودي تلك المنحوتة ” بأنها الأم الحقيقية لكل المنحوتات التي أنجزتها الفنانة طوال مسيرتها الفنية، حيث اكتسبت أعمالها مسحتها الخاصة في الحضور والتعبير، من خلال اختزال الأشكال، واستدارتها، وتمحور تكويناتها حول مركز العمل ثم امتداده نحو الأطراف.. ” ( 1 )

في عام 1967، أي في عام النكسة، سافرت النحاتة منى السعودي إلى إيطاليا، وقضت بضعة أشهر في معامل النحت في كرارا، وتعلمت من العمال المهرة هناك أسرار استعمال الأزميل، والمطرقة الهوائية، وصقل الرخام، واستعمال الرافعات الآلية، وتعرفت إلى العديد من النحاتين الذين يقصدون مدينة الرخام من جميع أنحاء العالم.

أحداث الثورة الطلابية في باريس 68

في عام 1968 عاشت منى السعودي أحداث الثورة الطلابية في باريس، وشاركت في مظاهرات الحي اللاتيني، وساهمت في إنتاج الملصقات التي كانت توزع يومياً وتلصّق في كل مكان في باريس، وكانت هذه التجربة بالنسبة لها مهمة وعميقة، وعن هذه التجربة تقول:

” فتحت أمامي مجال الوعي الثقافي والسياسي، ووظيفة الفن وعلاقته بالمجتمع والسلطة، وسيطرة الغرب على العالم الثالث، تعددية الثقافات، حرية التعبير والتغيير، الدفاع عن القضايا الإنسانية، وكانت قضية فلسطين واحدة منها… “.

انتهت الأحداث ذات ليلة بالسيطرة على الجامعات وإغلاقها… وحينها شعرت النحاتة منى السعودي كما تقول: ” برغبة عميقة في العودة إلى الوطن لأكون جزءا من حركة تغيير في مجتمع أكون جزءاً من نسيجه… وأن البلاد التي أنتمي إليها بحاجة لأن أشارك في تحولاتها… “.

في هذه المرحلة عرفت ” منى السعودي ” أن الغرب لا يتفوق على الشرق لا إنسانياً ولا إبداعياً… حتى أنها فكرت أثناء إحدى المظاهرات أن تعود للعمل في أحد المخيمات الفلسطينية التي أقيمت بعد نكسة حزيران 67 في الأردن، وقد تحدثت الفنانة منى السعودي حول ذلك مع الفنان التشيلي ” ماتا ” الذي تعرفت إليه من خلال مواقفه التقدمية، وكان من أشهر الفنانين في ذلك الوقت، وقد شجعها على توجهها.

وفعلاً بعد تخرج الفنانة ” منى السعودي ” في عام 1968 عادت إلى عمان في خريف نفس العام، وبدأت فور وصولها العمل مع أطفال مخيم البقعة، وكانت تجربة غنية في التعرف والعيش مع الناس البسطاء، وإعطاء الأطفال مجالاً للتعبير عن كنوز فنية وقدرات إبداعية مدهشة… ومن هذه التجربة التي استمرت بضعة أشهر أعدت كتاب حمل عنوان: ” شهادة الأطفال في زمن الحرب ” الذي صدر في بيروت عام 1970، وكان أول عمل على الصعيد العالمي… “، وإلى جانب ذلك قامت بعمل رسوم خاصة لأعمال أدبية لغسان كنفاني وأدونيس ومعين بسيسو.

لم تكن إقامة ” منى السعودي ” في الأردن طويلة، إذ شعرت بأن الحياة الفنية والثقافية على شيء من الركود، وأن ذلك الجو لا يمكن أن ينضج فيه الفنان وينمو، وأحست بحاجة للعيش في مكان أكثر حيوية وحرية لإنضاج تجربتها الفنية، فغادرت عمّان في عام 1969 للعيش في بيروت، وفيها قامت بتأسيس قسم الفنون التشكيلية في دائرة الإعلام الموحد في منظمة التحرير الفلسطينية، وبقيت على رأس القسم حتى عام 1982، وهو العام الذي قامت فيه قوات الاحتلال الصهيوني باحتلال بيروت، وأدى إلى خروج ( م. ت. ف ) من لبنان.

في عام 1972 شاركت الفنانة منى السعودي في معرض للنحت أقيم في متحف رودان، عنوانه ( كولاماريني وتلامذته )، وفي نفس العام أيضاً شاركت في معرض ( صالون مايو ) في متحف الفن الحديث في باريس، وكان من بين المشاركين، بيكاسو وميرو وجاكوميتي، وكان يسمح للفنانين الناشئين بالمشاركة في المعرض بعد أن تمر أعمالهم على لجنة خاصة.

الرسم

قبل أن ندخل عالم النحت عند منى السعودي لا بد من دخول بوابة الرسم؟ لأن أعمال منى السعودي، تعتمد في المقام الأول على الرسم بالحبر الصيني، وكل لوحة ترسمها تشبه في أوجه كثيرة منحوتاتها، وأحياناً تكون بمثابة تخطيط مبدئي لمشروع نحتي… والمتأمل في خطوط لوحاتها، ومنحوتاتها ذات الأشكال الهندسية ـ من الدائرة إلى المربع وما بينهما ـ يكتشف ذلك الرابط.. وكونها نحاتة فالرسوم قريبة منها.

والمدقق فيما ترسم من مواضيع تجريدية، يكتشف قدرتها الفائقة في الرسم والتهشير، والتقاط الجوانب الشاعرية فيما ترسمه من عناصر مكونة للوحة، وهي العنصر البشري ممثلاً في المرأة كعنصر رئيس بالإضافة إلى الطائر كعنصر مساعد، والطائر هنا دائماً يهم بالطيران من فوق الوجه أو من خلف الرأس، أو يخفي نصف وجه المرأة لإلقاء الضوء على النصف الآخر فتظهر العين في مركز التكوين، وهي تكثف الخطوط في المنتصف العلوي من اللوحة في تنظيم متسق لتعميق ارتباط العناصر بعضها بالبعض الآخر دون تنافر، فتظهر أهمية الخطوط كعنصر مؤثر في التكوين.

وهي تصور المرأة دائماً في وضع السكون أو الثبات، لتوحي بأنها الأرض التي تنطلق من حولها الطيور… وهنا يكتشف المتأمل أيضاً السر في قوة التأثير التي تتضح بها خطوط رسوماتها المنفذة بالحبر الصيني الأسود، أو اللون البني على المسطح الأبيض.

والرسم بهذه التقنية دفع بالفنانة لأن تنتهج أسلوباً أحادي الطابع، قوامه منح الخط قوته الذاتية عبر تداخلاته أولاً، وعبر تجسيده ثانياً كما يقول الناقد عمران القيسي، الذي يؤكد على ” أن الرسم بهذه الخاصية يكاد يواكب منى السعودي في أغلب مراحلها، فهي تجد عبر خاصية التعبير هذه مقدرتها على الإفصاح عن مواقفها حيال أشياء كثيرة تعيشها وتتصورها: الثورة، الإنسان، الاضطهاد، الأمومة، تداخل الأشياء، إلى آخر ما هناك من معطيات فكرية وسياسية يزخر بها عالم هذه الفنانة المنتمية إلى قضيتها “. ( 2 )

وهنا يظهر مدى أهمية السنوات التي قضتها في فجر دراستها بباريس، والتي منحتها أساساً صلباً للإبداع المتمكن. فأصبح لها أسلوبها الخاص الذي يتميز بسمات صحيحة في صياغة لها منحى تجريدي وهندسي.

النـحـت..

رغم حبها للرسم فإنها تستمتع بالنحت وتستعمل كل أنواعه من: ( حجر، ورخام أخضر، وجرانيت، وحجر كلس )، ولا تحب المواد البلاستيكية ولا المواد المصنعة، ولا التركيبات السريعة الزوال… فهي تكتفي بالحجر الذي يقبل المعالجة بكافة الأدوات من المطرقة والأزميل إلى أحدث الآلات مثل الصاروخ… واستخدام الفنانة لتلك الأدوات يعلن عن مدى ما تحمله من قوة، وإرادة، وطاقة هائلة من الإصرار، والعزيمة على مواجهة ما يقف أمامها من مصاعب، لذلك فهي تتعامل مع تلك الخامة ـ بما يتناسب مع طبيعتها ـ بعشق، وهذا ما جعلها طيعة بين أناملها الرقيقة. وهذا ما جعل نحتها ” أكثر تعبيراً وأكثر متانة وأكثر غنى، فالحجر الرخامي يروي هنا المزيد عن الاتحاد والعناق والولادة والعشق والتوحد “. ( 3 )

وعندما نتأمل ما أنتجته الفنانة منى السعودي من تماثيل عبر رحلتها الفنية الطويلة، نرى أننا أمام أعمال متعددة الجوانب لا تختلف في جوهرها عن أعمال الرسم، حيث تدور معظم مصادر التعبير في أعمالها النحتية حول موضوع الأرض وما يتفرع منه، وحول تأكيدها على الأرض كموضوع رئيسي في تجربتها تقول:

” كل فنان يكون لديه عادة موضوع رئيسي يعالجه باستمرار، وكل ما حوله يأتي منه أو يتفرع عنه وأحياناً تلد موضوعات فرعية لموضوع أساسي، وبالنسبة لي بالفعل أعالج موضوع الأرض كموضوع رئيسي في تجربتي، ومثل هذا الموضوع ” الأرض ” يتطلب حياة كاملة، وهو موضوع غني بغنى الطبيعة. والأرض في أعمالي تحمل معاني الإنسانية من الاقتلاع إلى النفي، إلى البحث عن هذه الأرض، وفي تعبيري عن فلسطين لا أعتمد شكل التعبير السياسي المباشر، أو الرموز المباشرة، لكن ثمة حقيقة تكمن في الحدة بين الإنسان والأرض، وهي ما أسعى إلى تحقيقها، فأنا لا يمكن أن أفصل الإنسان عن الأرض أو الأرض عن الإنسان، وقد أقترب في بعض الأعمال إلى نوع من العشق فأقوم بأنسنة الأرض.. ” ( 4 )

فالأرض هنا ” هي التي تنجب كالمرأة، وهي التي تحقق ( النمو ) و ( الخصب ) و ( الأمومة )… وهي رحم الأمة ومصدر بقائها واستمرار ذلك، لتحقق أهدافها المختلفة، والأرض تهب الإنسان كل المقومات للحياة، كالمرأة ولهذا فالمرأة والأرض وجهان لحقيقة واحدة، وهما يقدمان نفس المفاهيم، وبالتالي يمكن الحديث عن الأم، والمرأة الحامل، والخصب، والرحم، كرموز تدل على الأرض وهنا نحس بأن الغاية هي تحقيق جانب ثالث هام من أهم الجوانب في تجربة ( منى السعودي ) وهو تصعيد الحالات المختلفة.. تمثل الحقيقة الإنسانية التي تترابط مع مصادرها الأصلية التي تعكس حالات معاناة فردية.. ومما يؤكد لنا هذا الترابط… ما نراه في تماثيلها من استخدام للشكل الإنساني كمنطلق لا بد منه، وتحويره، ليخدم هدفها كما في ( 5 ) منحوتاتها المستقاة من موضوع الأرض والتي حملت الأسماء التالية: الأرض، والرحم، والخصوبة، والولادة، والشروق، والفجر، والعاشقة، والنورس والنهر، وامرأة / نهر، وامرأة / ماء، ومسلة النيل، وهندسة الروح، وتنويعات على حرف النون، ودائرة الأيام السبعة، والإيمان، والبذرة، وأمومة الأرض، وتكوين / خصب… ” الخ.

تلك الأسماء ترتكز بشكل أساس على موضوعي الأرض والمرأة، وتتميز بعلاقة متبادلة ما بين الكتلة والفراغ، مع التأكيد على الكتلة، وأيضاً تتميز بخصوبة وثراء بما تحمله في داخلها من عواطف نبيلة.. حيث نستشعر فيها استمرار الشكل في أعماقها.

وبالعودة إلى موضوع المرأة، فقد اتخذت من هذا العنصر ” وسيلة لبناء مختلف موضوعاتها حول الأرض، ففي منحوتة أمومة الأرض ” حجر ” التي تشكلت وولدت في محترف الفنان كولا ماريني بباريس العام 1965″ جمعت بمنتهى الانسجام والتآلف بين كتل جسم المرأة في حركتها اللينة وخطوطها الرشيقة وكتلتها، وبين خشونة الملمس التي ترمز إلى الأرض، وعبر الحركة اللولبية التي تحيط بالكتلة الأساسية التي تمثل مركز الدائرة، وتعانق كتلة الأرض..”. ( 6 )

كل ذلك إن دل على شيء فإنما يدلنا على مدى علاقة المرأة بالأرض.. علاقة الشعب بالأرض.. علاقة المقاتل بالأرض.. والمرأة هنا ليست امرأة اعتيادية، لأننا نقرأ من خلال اتساع العيون وتوتر عضلات الوجه معنى الصمود والارتباط والتشبث بالأرض.. هي بالتحديد امرأة ترمز إلى شعب يضرب جذوره في عمق الأرض الفلسطينية “. ( 7 )

” فكل خط هنا، وكل شكل، وكل حجم، يدور أو يسعى إلى الدوران والالتفاف، وإذا راحت العين تلاحق هذه الخطوط المنحنية. ستصل في النهاية لترسم الدائرة أو لترسم الكرة. كل شيء مستدير. فالدائرة هي القصد أو الهدف. وهي الشكل الأكمل. العين وهي رمز الأرض ورمز المرأة ورمز الولادة ورمز الوحدة ورمز الكمال ورمز الموت “. ( 8 )

ومركز الدائرة في منحوتات منى يتحول ” مع الحجر إلى كرة مغلقة، مرة هي جنين ومرة هي امرأة ومرة هي كمال الخطوط. والانحناءات التي تتحول إلى حدود هي العناق والحنان والرأفة والمحبة. فإذا الحجر المنحوت رمز يجمع بين الذكورة والأنوثة في جسد أو في نحت واحد “.( 9 )

وهذا ما كانت تبدأ به منى السعودي، حيث كانت تبدأ و ” في معظم أعمالها النحتية الأولى بعنصر إنساني ” امرأة ـ رجل ” ثم تختزله إلى كتل عارية من التفصيل، وتعمل على تكتيل حجوم التمثال على بعضها متفادية الفراغات الهوائية ما بين الكتل. جاء ذلك من فهمها واحترامها لمادة الحجر الذي تتعامل معه، وهذا ما نجده واضحاً في النحت القديم، المصري والآشوري، حيث كان التمثال كتلة واحدة خالية من الفراغات الهوائية، وهو ما ساعد في الحفاظ عليها حتى الآن، أي عكس التماثيل الإغريقية التي وصلت إلينا ناقصة الأطراف نتيجة للتأكيد على الفراغ الهوائي “. ( 10 )

وعلى ذكر الحضارات القديمة فإن منحوتات منى السعودي تأخذنا إلى تلك الأزمان البعيدة، أزمان تعود ” إلى معتقدات شرقية عرفتها حضارة ما بين النهرين، وعرفها الشرق الأقصى وبعض معتقدات الحضارات الأولى عندما كانت تجمع بين الذكورة والأنوثة في إله واحد أو في مخلوق واحد. غير أن الجنس في هذه المنحوتات يتحرر من الفهم الغيبي التجريدي ليحيا الفهم المادي الحسي فالتوحيد بين الاثنين هنا توحد حسي يجيء من طبيعة المادة ومن عفوية وبراءة وصفاء الحس عندما نرفع عنه كل ظن، وكل إسقاط ديني وأخلاقي واجتماعي”. ( 11 )

الظل والضوء

من العناصر المهمة في منحوتات منى السعودي ” الظل والضوء ” اللذان تؤلفهما الفنانة، باعتبارهما عنصرين مهمين، من أجل كشف الشكل والكتلة من خلالهما، حيث اعتمدت على أحاسيسها وخبرتها النحتية في أنواع الحجر وتجريبها للظل والنور، الذي يعتمد عليه في الأساس فن النحت.. إلا أن ذلك لم يكن الحقيقة الداخلية التي تبحث عنها منى السعودي، فالحقيقة الداخلية قد كشفت عنها في الخط وفي حاسة اللمس، وهذا ما يؤكد علية الفنان الفلسطيني الراحل مصطفى الحلاج عندما قال:

” … تلعب بقيم الملمس، تصقل السطح إذا كان رخاماً أو مرمراً، لتظهر تعريقات المادة ومذاق ملمسها البصري، وينساب الظل ويظهر الضوء، بليونة أو بحدة، حسب استخدام الخطوط المنحنية اللينة أو الهندسية الصلبة، وتترك التمثال خشناً إذا كان حجراً كلسياً كتمثال ” أمومة الأرض ـ 1966 ” و ” الفجر ـ 1969، و “خصب ـ 1987 ” إنها تجرد الواقع وتجسم المجرد “. ( 12 ) وهكذا يكون للملمس الأولوية في الإثارة.

أما بالنسبة للخطوط في تماثيلها فهي تحدد المساحات المفرغة، فتتوارى الكتلة فلا تحس لها وجوداً، ورغم ذلك لا نشعر بسقوط الشكل، لأن ” الشكل عندها، ليس لحظة من لحظات الحركة، بل هو مبدأ الحركة، لأن المنحوتة جسد العلاقة لا جسد المتحرك، تتمثل هذه العلاقة بحركة واستقطاب وتصالب. فمن حيث العلاقة الداخلية بين عناصر المنحوتة، هناك حركة تندفع من الأطراف نحو المركز، ومن حيث العلاقة الخارجية بالفضاء والأرض، هناك حركة تندفع من المركز نحو النهايتين “. ( 13 )

وبذلك تكون الفنانة قد أبدعت تماثيلها على شكل تصميمات هندسية بلغة تعبيرية تحمل مضامين رمزية كما في منحوتة ” النهر ” 1983، التي تنتصب على مدخل بنك القاهرة في عمان، والمنحوتة عبارة عن شكل دائري له جناحان يمر من بينهما خط متموج، وقد رمزت الفنانة للخط المتموج بنهر الأردن، أما الجناحان فهما يمثلان الضفة الغربية والشرقية: فلسطين والأردن.

ومن أهم نماذج النحت التي أنتجتها ” منى السعودي ” نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، منحوتة ” الخصب ” التي تمثل رؤية تعبيرية لصياغة الشكل الإنساني فنجد المرأة في هذا التمثال ” تمثل حالة إنسانية أخرى، مضموناً يشكل مع محتوى ” أمومة الأرض ” ملحمة الحياة الفلسطينية.. ملحمة المواجهة من اجل البقاء والاستمرارية في الحياة، وهنا يبرز الجنس كوظيفة سياسية واجتماعية، وقد اعتمدت الفنانة في هذه المنحوتة على تداخل الكتل مع بعضها بشكل عضوي يشير في حركته إلى المعنى الحقيقي للخصب والذي يعني برؤية ” منى ” الولادة الدائمة للشعب العربي الفلسطيني، فمن يلد لا يموت، وقد أشارت بوضوح إلى هذا المعنى في منحوتة ثالثة بعنوان امرأة حامل ” مرمر ـ إنتاج عام 1968 ” إلا أنها في هذه المنحوتة اقتربت من الرقة والنعومة والعذوبة محققة عبر ذلك الملمس الناعم لكتلة المرمر وحركة الشكل وامتشاقه المرأة التي ترتفع إلى الأعلى برشاقة “. ( 14 )

أما تمثال تنويعات على ” حرف النون ” 1981، والذي يبلغ ارتفاعه 220 سم، فقد استقر عام 2003 في حديقة السفارة الفرنسية في عمان، وهو يتكون من ثلاث قطع تشكل، الماضي، والحاضر، والمستقبل في بناء عمودي، وقد اختارت الفنانة حرف النون لكونه حرفاً بخطوط دائرية تتمحور حول نقطة.

هذا التمثال ” يتكون من أربع كتل، القاعدة صماء صامتة تلامس الأرض وتحمل ثقلاً هي جزء منه، تليها كتلة تتجمع على نفسها كما تتجمع الأم على طفلها ( القوس والخط المستقيم ) محققة الحوار بين كتلتي الوحدة وبقية الوحدات، وتليها كتلة تنفتح على الخارج بأقواسها وكتلها المستقيمة، ثم الكتلة تترأس التمثال والمفتوحة كلها إلى أعلى، وكأنها تتحفز للاندفاع إلى الفراغ، إلى اللانهاية، حاملة معها ثقل الكتل السفلى ” النون “، هل هي نون فلسطين أم نون النسوة، أم نون الإنسان، أم كلها جميعا؟ “. ( 15 )

وتمثل منحوتة ” دائرة الأيام السبعة ” التي أنجزتها عام 1986، والتي تنتصب أمام جامعة العلوم والتكنولوجيا في شمال الأردن، قرص دائري مشقوق في الوسط، بحيث يتقدم نصف الدائرة إلى الأمام ونصفها الآخر إلى الخلف، وهذه المسافة توحي بالبعد الزمني في المنحوتة التي يتوسطها فتحة دائرية يمر فيها عمودياً سبع مسننات، وهي تمثل دائرة الأيام السبعة، إحدى الوحدات الزمنية التي تعيش فيها، وعلى الرغم من أن وزن المنحوتة النهائي حوالي ستة أطنان، فإن بوسع المشاهد جعلها تدور حول محورها بتحريكها باليد، مما يخلق حواراً بين المشاهد والمنحوتة، والقدرة على تحريكها يمنح شعوراً بالدهشة والفرح.

أما منحوتة ” هندسة الروح ” التي أنجزتها الفنانة في عام 1987، من الرخام بارتفاع ثلاثة أمتار، قدمها الأردن هدية لساحة معهد العالم العربي في باريس، فهي مستوحاة من الأنصاب النبطية ولكن بمعالجة تشكيلية هندسية حديثة، حيث عملت الفنانة السعودي على إيجاد تقسيمات في أبعاد الكتلة سواء بشكل طولي أو عرضي، وهي أقرب ما تكون إلى تقاسيم الزمن في التأليف الموسيقي، وتداخلت في المنحوتة تموجات الماء والصحراء وولادة القمر هلالاً.

لقد أخذت الفنانة منى السعودي من المنحوتات النبطية، الشكل المستطيل، ثم حاولت عمل أبعاد ومسافات في الحجر لها علاقة بالزمن الموسيقي. وكانت ترغب في تسمية هذه المنحوتة ” تقاسيم على الحجر “، وبعد أن صادفت في مقال لعبد الكريم الكبير الخطيبي عبارة ” هندسة الروح “، ووجدت في هذه العبارة ما يلخص عملها في النحت فأسمته ” هندسة الروح “.

أخيراً استطاعت الفنانة منى السعودي، أن تشق طريقها وسط الحركة التشكيلية المحلية والعربية بصبر وجرأة ورقة، وأن تقدم خلال مسيرتها الفنية الطويلة، وبأسلوب لا ينتمي إلى أي من الأساليب المعروفة، منحوتات ذات رؤية خاصة.. إنها طراز فريد بين فنانينا الكبار، وفناني العالم أيضاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشرت في مجلة الحياة التشكيلية السورية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ الهوامش:

1 ـ جريدة الغد: 12 / 2 / 2010.

2 ـ مجلة الكفاح العربي: آذار / مارس 1981، العدد 145 ـ 828، ص 63.

3 ـ فنون عربية: العدد ( 1 ) 1982، ص157 .

4 ـ جريدة الثورة السورية: العدد 7419، 51 / 7 / 1987.

5 ـ مجلة الحياة التشكيلية: تصدر عن وزارة الثقافة السورية، العدد الثامن، السنة الثانية، 1982، ص14 .

6 ـ مصدر سبق ذكره، جريدة الثورة السورية.

7 ـ المصدر السابق نفسه.

8 ـ مصدر سبق ذكره، فنون عربية.

9 ـ المصدر السابق نفسه.

10 ـ الموسوعة الفلسطينية: المجلد الرابع، دمشق، ط 1، 1990 ، ص 923.

11 ـ مصدر سبق ذكره، فنون عربية: ص159 .

12 ـ مصدر سبق ذكره،الموسوعة الفلسطينية.

13 ـ مجلة الأجنحة الأردنية: العدد 76 ، تموز 1984، ص 11.

14 ـ مصدر سبق ذكره، جريدة الثورة السورية.

15 ـ مصدر سبق ذكره، الموسوعة الفلسطينية: ص 923 و 924.

ـ المراجع:

ـ تأملات نحاتة من عمان ( الحلم والخيبة )، ورقة قدمتها الفنانة منى السعودي في الملتقى الأول للنحاتين العرب بعمان من 24 ـ 28 يوليو / تموز 1997.

ـ السيرة الذاتية للنحاتة منى السعودي:

ـ مواليد عمان عام 1945.

ـ درست النحت في المدرسة العليا للفنون الجميلة في باريس وتخرجت عام 1973 .

ـ عاشت في بيروت من عام 1969 وغادرتها بعد اجتياحها من قبل الصهاينة عام 1982.

ـ أسست قسم الفنون التشكيلية في دائرة الإعلام الموحد في منظمة التحرير الفلسطينية وتسلمت مسؤولية القسم.

ـ شاركت بأعمالها في معظم المعارض المرتبطة بالقضية الفلسطينية حتى خروجها من بيروت.

ـ لها كتاب ” شهادة الأطفال في زمن الحرب ” وقصائد مرسوم خاصة لأعمال أدبية لغسان كنفاني وأدونيس ومعين بسيسو.

ـ عادت للاستقرار في عمان عام 1983، وبدأت بإنشاء محترفها، وأنجزت منحوتات لعمارة بنك البتراء ولمدينة عمان.

ـ عام 1986 أنجزت منحوتة ” دائرة الأيام السبعة ” والتي كانت هدية عبد المحسن قطان لجامعة العلوم والتكنولوجيا في إربد.

ـ عام 1987 أنجزت منحوتة ” هندسة الروح ” التي كانت هدية الأردن لمعهد العالم العربي في باريس.

ـ لها مجموعتان شعريتان مع رسوم بعنوان ” رؤيا أولى ” 1970، و ” محيط الحلم ” 1992 .

ـ المعارض الشخصية:

ـ جاليري ” كاف دولابرس ” بيروت 1963.

ـ جاليري ” فيركامير ” باريس 1971.

ـ جاليري ” ون ” بيروت 1973.

ـ جاليري ” كونتومبوران ” بيروت 1975.

ـ جاليري ” ابروف دارتيست ” بيروت 1982.

ـ جاليري ” أليف ” واشنطن 1984.

ـ جاليري ” السالمية ” الكويت 1985.

ـ المعارض الجماعية:

ـ صالون أيار ” متحف الفن الحديث ” باريس 1972 ـ 1973.

ـ ” كولاماريني وتلامذته ” متحف رودان ” باريس 1973.

ـ المعرض العالمي من أجل فلسطين ـ بيروت 1978.

ـ معرض الفن والبيئة ” متحف بلدية طوكيو ” 1980.

ـ بيت الفنانينت أوسلو 1981.

ـ الفن العربي المعاصر ـ لندن 1983.

ـ بينالي بغداد العالمي ـ 1986 ـ 1988.

ـ الفن الأردني المعاصر ـ اونتاريو / كندا 1991.

ـ منحوتات ـ وجوه ” صالة الفن ” باريس 1993.

ـ معرض الجسد ” جاليري دوبلان ” سويسرا 1993.

ـ المعرض الدائم ” دارة الفنون ” عمان 1993.

ـ حاصلة على جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1993.

ـ درّست النحت في الجامعة الأمريكية ببيروت في الفترة 1999 ـ 2003.

ـ معرض للرسم، الرباط 2000.

ـ صدر لها كتاب ” أربعون عاما من النحت ” 2007.

ـ معرض ” من وحي الشعر ” لندن 2010. حيث ضم المعرض الى جانب النحت مجموعة من الرسومات المستوحاة من قصائد ” رقيم البتراء ” لأدونيس، و ” الأرض ” للراحل محمود درويش، و ” نشيد الاعتدال ” للفرنسي جان بيرس.

ـ معرض ” تحية لمحمود درويش ” في جاليري جكار أندا إمدجز ” عمان 201

شاهد أيضاً

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي

“المثنوى”و”شمس” من كُنوز مَولانا الرُّومي منال رضوان     المثنوى المعنوى، وديوان شمس لمولانا جلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *