( ثقافات )
منارة الحيارى في أعلام النصارى – أبجر بن جابر العجلي
* هاني سمير يارد
أَبْجَر[1] بن جابر العجلي هو ثاني اثنين من رجال بني عِجْلٍ في علو المنزلة، أما الأول فجدّه لأمه حنظلة بن ثعلبة بن سِيار[2] الذي كان من بين من هزموا الفرس يوم ذي قار[3] سنة ثلاث للهجرة[4] (حوالي 624 م). أعمامه اثنا عشر[5] “رأسوا كلهم[6]“. أما ابنه حَجَّار (في بعض النُسخِ حِجار) الذي أسلم في زمن الخليفة عمر بن الخطاب فيصفه بعض المؤرخين بـ “سيد بكر بن وائل”.
يقول الأب لويس شيخو في سَميّ أبجر بن جابر:
“اسمه من الأسماء التي يُستدل من مجرد منطوقها أنها لنصارى وليست لسواهم، فقد دُعي بها بعض نصارى العرب في الجاهلية، والعرب يشتقونه من “بَجر” أي عظم بطنه[7]“، لكن الأب لويس شيخو يرجّح اشتقاق الاسم من السريانية ومعناه “الأعرج وبه عُرف ملوك الرها[8] الأباجرة[9]“.
لكن إن كانت نصارى العرب قد اتخذت “مارية” اسما لبعض من بناتها، فإنه لا يُعرف إطلاق أسماء سريانية على الذكور. وعليه لا نرى منطقا في إطلاق سميّ سريانيّ على عربيّ قبل أكثر من ثلاثة عشر قرنا، سيما وليس في أسماء آباء وأجداد وأعمام هذا السيّد، وصولا إلى جده الأكبر عدنان، أو عشيرته الأقربين خلا الأسماء العربية:
أَبْجَر[10] (إخوته زيد، وحرقصة، وحِراش[11]) بن جابر (ورد آنفا ذكر إخوته الاثني عشر) بن بُجَيْر (أخواه عبد الله (الملقب بـ المُكفف) وسعد) بن عائذ (إخوته الأسود، والحارث (الملقب بـ الحوفزان)، وغنْم ومالك، ومطر[12]) بن شريك (أخوه عامر) بن عمرو (الملقب بالصلب) (أخوه ربيعة) بن مالك بن ربيعة (إخوته ضُبَيعَة، وسعد، وكعب) بن عِجْل (شقيقه مُرة) بن لجيم (وإخوته عُكَابة، ومُعَاويَة دَرَجَ[13]، والشَاهِد دَرَجَ، ونَجْم دَرَجَ، وعَمْرو دَرَجَ، وهمام) بن صعب (أو الصعب) (وإخوته مُرة، وهر وخالد درجا) بن علي (وأخواه يشكر وذهل) بن بكر (وإخوته دثار (تغلب) وشيبان، وعبد الله (عنز)، والشخيص) بن وائل (أخوه معاوية) بن قاسط بن هنْب بن أفصى بن دُعْميّ بن جَديلَة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
ولأبجر تسعة من الأخوة[14]، وأختان على الأقل هما حُسَيْنَة ومُرَيّة[15] من أمهم مارية بنت حنظلة، أما ما وصل إلينا من خبر أبنائه فعرفنا حَجَّارا (أو حِجارا) ووهبا وبُجَيْرا.
فأين الأسماء السريانية في كل ما تقدّم من الأسماء باستثناء مارية؟
يورد ابن الأثير في الكامل في التاريخ والطبري في تاريخ الرسل والملوك شيئا عن دور قبيلة عجل في ذي قار:
” . . . فأتتهم العجم فقاتلتهم بالحنو (اسم موضع قرب ذي قار)، فجزعت العجم من العطش إلى الجبابات (موضع آخر)، فتبعتهم بكرٌ، وعجل أوائل بكر، فتقدمت عجل، وأبلت يومئذٍ بلاء حسناً، واضْطَمَّت[16] عليهم جنود العجم، فقال الناس: هلكت عجل، ثم حملت بكر فوجدت عجلاً تقاتل وامرأة منهم تقول:
إن يظفروا يحرّزوا فينا الغرل[17] |
إيهاً فداءٌ لكم بنـي عـجـل |
وتقول أيضاً تحضض الناس:
إن تهزِموا نعانق |
ونفرش النَّمارق[18] |
|
أو تهزَموا نفارق |
فراقَ غير وامق”[19] |
ربما حضر أبجر بن جابر يوم ذي قار، لكن مما وثّقته كتبُ الأثر عنه افتداؤه لأخته حُسَيْنَة إذ أخذت سبية في “يوم العذاب”، ولأبي عروبة، وغزوتي يوم الصَمْد, ويوم الشقيق، ومحاربته لخالد بن الوليد، وإسلام ابنه حَجَّار، ووصية، ثم جنازته.
افتداؤه لأخته حُسَيْنَةَ، ولأبي عروبة
يروى أن حُسَيْنَةَ أخت أبجر وقعت في أسر عمرو بن الحارث[20] بن أقيش[21] العُكلي[22] في يوم العذاب[23] في الجاهلية، وكانت حُسَيْنَةُ تحت ابن عمّها تمّام بن سَوادَة بن يزيد بن بُجَيْر معرساً بها، فلبثت عند عمرو بن الحارث، ثم أن تمّاماً زوجها وأباه سوادة، أتياها ليفاديانها، فاختارت عمرو بن الحارث، وقالت حسينة تعيّر تمّاماً زوجها:
تمَّام قد أسلمتـنـي لـرمـاحـهـم |
وخرجت تركض في عجاج القسْطل |
|
وتلومـنـي أن لا أكـرَّ عـلـيكـم |
هيهات ذلك مـنـكـم لا أفـعـل |
|
إني وجدتكـم تـكـون نـسـاؤكـم |
يوم اللـقـاء لـمـن أتـاكـم أول |
ثم أن أخاها أبجر أتاها بعدما ردت تمّاماً وأباه، فلامها على اختيارها على قومها، فرضيت بالرجوع مع أخيها، ففاداها بمائة من الإبل وخمسة أفراس.
ويروي الوزير المغربي في كتابه أدب الخواص أن الحُطَم[24] أغار على قبيلة بَهرَاء[25]، وكانوا نصارى، فأصاب منهم رجلاً شريفاً فأسره، وكان معه جماعة من عنزة، منهم أبو عروبة، فقُتل أخ لأبي عروبة، فقالوا لأخيه: “ما تدع هذا الأسير?! ألا تقتله بأخيك?” فشدّ عليه أبو عروبة فقتله، فأخذه الحُطَم فأوثقه في القِدّ[26] فأصبح هو الأسير. فاستغاث أبو عروبة وهو في قده بعباد بن مرثد بن عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضُبيعة بن قيس بن ثعلبة الحصن بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل . . . فلم يغثه، فأتاه أبجر بن جابر العجلي فاشتراه بمائةٍ من الإبل واعتقه، فأنشد أبو عروبة أبجر:
قولا لأبجر والمعروف نافلة … عندي وعمد بني عمي وأعمامي
رأبتَ ما لم يكن حي ليرأبه … إلا الهمام على بوسي والنعام
فالله يجزيك عما لم تجاز به … وعن شوابك[27] أصهار وأرحام
وقال أبو عروبة أيضاً:
رضينا بعجل في اللقاء فوارساً … إذا أزمات الموت حبت حياتها
يسود عجلاً صبرها برمحها … ويحمدها مضرورها وعنانتها
محاربة خالد بن الوليد
ثبتت عجل على نصرانيتها بعد الإسلام فحاربت خالد بن الوليد وجيوش المسلمين بإمرة جابر بن بُجَيْر وابنه أبجر بن جابر وعبد الأسود بن حنظلة[28] وابنه عامر والحُطَم . . .[29]
ويذكر أبو هلال العسكري في كتاب الأوائل لقاء جابر من بُجَيْر بخالد بن الوليد في باب “أول ما ورد على أبي بكر حين استخلف” قال:
“. . . بعث أبو بكر خالد بن الوليد على العراق، وكتب إلى المثنّى بن حارثة[30] أن يطيعه فاستقبله بالنبَّاجِ[31] وأتاه أبجر بن جابر فقال له: قدمت خير مقدم، ويعظم الله لك المغنم، ويظهرك على العجم. قال خالد: “لو شئت أن تقول الشعر لقلته. ما دينك يا أبجر?” قال: “دين عيسى بن مريم.” قال: “إذن أنت على ديننا. أتؤمن بمحمد?” قال: “لا”. قال: “إذن أقتلك.” قال: “أتقتلني إن لم أتبع دينك ولم أحاربك?” قال: “نعم.” قال: “ومتى كان دينكم? إنما جئتم منذ أعوام.” قال: “كذا يقول من كفر بعيسى. لتسلمنّ أو لأقتلنك.” قال له المثنى : “هب لي ابن عمي[32] . . . “، فقال: “إذا أسلم نصارى العرب فأنا زعيم من سيسلم”، فخرج أبجر وقال:
فإن تنجني اللهم من شر خالـد |
فأنت المرجى للشدائد والكرب |
إسلام ابنه حَجَّار
كان حَجَّار من أشراف قومه. أدركَ الإسلام وأسلمَ في أيام عمر بن الخطاب. وفي ذلك يقول المؤرخون نقلا عن أشياخ من بني عجل قالوا قال حجّار بن أبجر لأبيه وكان نصرانيا، فرغب في الاسلام، فأتى أباه أبجر فقال له: ” يا أبت، إني أرى قوماً دخلوا في هذا الدين ليس لهم مثل قدمي، ولا مثل آبائي فشرفوا، فأحب أن تأذن لي فيه”. فقال له أبجر: “يا بني إذا أزمعت على هذا فلا تعجل حتى أقدم معك على عُمر ليشرفك”.
فجاء أبجر عمرا، وقال له: “أشهد أن لا إله إلا الله، وأن حجّارا يشهد أن محمدًا رسول الله”. فقال له عمر: ” فما يمنعك أنت؟” قال: “إنما أنا هامة اليوم أو غد[33]“.
يوم الصَمْد
“يوم الشقيق” من بين غزوات أَبجر بن جابر العِجلْي التي انتصر فيها على بني مالك بن حَنظلة[34]، والتي سَبى فيها امرأة تدعى سُلَيْمى بنت مِحْصَن الطهوية[35] فولدت له ابنه وهبا. والراجح أنه كان لسُليمى ولد اسمه عَمِيرة بن طارق[36] ربّاه أبجر.
والثابت أيضا أنه لما بلغ عميرة أشده تزوّج في قومه امرأة تعرف بابنة النطف من بني تميم[37]. ويروى أن عميرة بن طارق تزوج مُرَيّة بنت جابر العجلي أخت أبجر وسار إلى عجل ليبتني على أهله[38]. فأتى أبجر أخته امرأة عميرة يزورها يوما فقال لها: “إني لأرجو أن آتيك ببنت النطف امرأة عميرة التي في قومها”. فقال له عميرة: “أترضى أن تحاربني وتسبيني؟”
وفي رواية أخرى: “ما أراك تبقي علي حتى تسلبني أهلي.”
فأظهر أبجر ندمه، وقال لعميرة: “ما كنت لأغزو قومك، ولكنني مستأسر في هذا الحي من تميم.”
واتفق أبجر مع الحوفزان بن شريك[39] على غزو بني يربوع، أبجر فيمن تبعه من اللهازم[40]، والحوفزان فيمن تبعه من بني شيبان[41]، ووكلا بعميرة من يحرسه (ويروى أن من أُوكل به حرقصة بن جابر أخا أبجر) لئلا يأتي قومه فينذرهم. فسار الجيش، فاحتال عميرة على الموكل بحفظه، وهرب منه وجدّ السير إلى أن وصل إلى بني يربوع فقال لهم: ” قد غزاكم الجيش من بكر بن وائل، فأعلموا بني ثعلبة بطناً منهم، فأرسلوا طليعة منهم فبقوا ثلاثة أيام، ووصلت بكر فركبت يربوع، والتقوا بذي طلوح[42]. فركب عميرة ولقي أبجر[43] . . . ، والتقى القوم واقتتلوا فكان الظفر ليربوع، وانهزمت بكر، وأَسرَ حنظلةُ بن بشر[44] _ وكان في بني يربوع _ الحوفزان بن شريك، أخذه معه أبو مليلٍ عبد الله بن الحارث اليربوعي مكبلا، وأُسر كذلك الأسود بن الحوفزان، وسوادة بن يزيد بن بُجَيْرٌ بن غنم ابن عم أبجر، وأخذ عبد الله بن عَنَمة الضَّبِّيّ[45] الشاعر حليف (مجاور) بني شيبان، فافتكه متمم بن نويرة[46]، وقد قال ابن عنمة يشكر متمماً:
جزي الله ربّ الناس عنّي متممّـاً |
بخير الجزاء ما أعـفّ وأجـودا |
|
أجيرت به أبنـاؤنـا ودمـاؤنـا |
وشارك في إطلاقنـا وتـفـرّدا |
|
أبا نهشـل إنّـي غـير كـافـرٍ |
ولا جاعلٍ من دونك المال سرمدا |
ومما قاله عميرة بن طارق اليربوعي لأبجر:
ولما رأيت القوم جد نفيرهـم |
دعوت نجيّي[47] محرزاً[48] والمثلما |
|
فأعرض عني محرز وكأنمـا |
رأى أهل أود[49] مَرْصَداً[50] وسلهما[51] |
وقال جرير:
فسارالحوفزان وكان يسمو |
وأبجر لا ألف ولا بلـيد |
|
فصحبهم بأسفل ذي طلوح |
ضوامر لا تزاد ولا تزيد |
وأسر أسود وفَلْحس[52]، وهما من بني سَعد بن هَمّام بن مرة بن ذهل بن شيبان. فقال جرير في ذلك يذكر تلك الموقعة:
ولمّا لَقِيتا خـيلَ أبـجـرَ يَدّعـي |
بدَعْوى لُجيم غير مِيل العـوَاتِـقِ |
|
صبَرنا وكان الصبر منّا سَـجِـيّةً |
بأسيافنا تحت الظِّلال الخَـوافـق |
|
فلما رَأوا أن لا هـوادةَ عِـنْـدنـا |
دَعَوْا بعد كَربٍ يا عَمِيرَ بن طارق |
وصية أبجر لابنه
أورد المفضل بن سلمة[53] في كتابه الفاخر وصية أبجر، وقد ذهب بعض ما قاله أمثالا: ” لَيست له هِمَّة دون الغَاية القُصْوى،” و”أكثر من الصديق فإنك على العدو قادر”، وهو مثلٌ فيه كثير من المنطق والتعقل . . . إلخ:
“إياك أن يكون لك همة دون الغاية القصوى[54]، وإياك والسآمة ]في طلب الأمور[، فإنك إن سئمت قذفتك الرجال خلف أعقابها[55]، وإذا دخلت مصراً، فأكثر من الصديق، فإنك على العدو قادر، وإذا حضرت باب السلطان، فلا تنازعن بوابه على بابه، فإن أيسر ما يلقاك منه أن يعلقك اسما يسبّك به الناس، وإذا وصلت إلى حاكمك، فبوئ لنفسك منزلاً يجملُ بك، وإياك أن تجلس مجلساً يقصر بك[56]، وإن أنت جالست حاكمك فلا تجالسه بخلاف هواه، فإنك إن فعلت ذلك لم آمن عليك، وإن لم تعجل عقوبتك أن ينفر قلبه عنك، فلا يزال منك منقبضاً. وإياك والخُطَب[57]، فإنها مشوار[58] كثير العثار، ولا تكن حلوا فتزُدرد، ولا مُراً فتلفظ، واعلم أن أمثل[59] القوم تقية، الصّابرُ عند نزول الحقائق، الذّاب عن الحُرم . . . إن سِرّكم طول البقاء، وحسنُ الثناء، والنكاية في الأعداء، فإذا استقبلتم الخميس[60] فاستقبلوهم بوجوهكم، وإياكم أن تمنحوهم أكتافكم فتطعنوا بالرماح في أدباركم . . . . “
جنازة أبجر
ذكر المرزباني[61] في معجم الشعراء أن أبجر مات على نصرانيته في زمن علي بن أبي طالب قبل قتله بيسير. فبعد أن أزمع عبد الرحمن بن ملجم على قتل علي رضي الله عنه جاء الكوفة يطلبه من مكة. وبينما هو ذات يوم في السوق متقلداً سيفه الذي سممه شهرا لقتل علي، مرّت به جنازة يشيعها أشراف العرب، ومعها القسيسون يقرؤون الإنجيل، فقال: ويحكم، ما هذا? فقالوا: هذا أبجر بن جابر العجلي مات نصرانياً، وابنه حجّار بن أبجر سيد بكر بن وائل، فاتبعها أشراف الناس لسؤدد ابنه، واتبعها النصارى لدينه.
وفي رواية أخرى للطبري في كتابه تاريخ الرسل والملوك ما يأتي:
” . . . وذكروا أن ابن ملجم قال قبل أن يضرب عليا، وكان جالساً في بكر ابن وائل، إذ مرّ عليه بجنازة أبجر بن جابر العجلي أبي حجّار، وكان نصرانياً، والنصارى حوله، وأناس مع حجّار لمنزلته فيهم يمشون في جانب . . . فقال ابن ملجم: ما هؤلاء? فأخبر الخبر، فأنشأ يقول:
لئن كان حجّار بن أبجر مسلمـاً |
لقد بوعدت منه جنازة أبـجـر |
|
وإن كان حجّار بن أبجر كافـراً |
فما مثل هذا من كفورٍ بمنكـر |
|
أترضون هذا أن قيساً ومسلـمـاً |
جميعاً لدى نعشٍ، فيا قبح منظر! |
|
فلولا الذي أنوي لفرقت جمعهـم |
بأبيض مصقول الدِّيَاسِ[62] مشهـر |
|
ولكننـي أنـوي بـذاك وسـيلةً |
إلى الله أو هذا فخـذ ذاك أو ذر |
أما البلاذري فقد أورد الحادثة في كتابه أنساب الأشراف كما يأتي:
“وحدثني أبو مسعود الكوفي[63]، وغيره أن عوانة بن الحكم[64] حدّث أن ابن ملجم كان في بكر بن وائل، فمرّت بن جنازة أبجر بن جابر العجلي- وكان نصرانياً ونصارى الحيرة يحملونه- ومع ابنه حجار بن أبجر :شقيق بن ثور[65]، وخالد بن المعمر[66]، وحريث بن جابر[67] وجماعة من المسلمين يمشون في ناحية إكراماً لحجار، فلما رآهم ابن ملجم أعظم[68] ذلك وأراد غيراً منهم[69]، ثم قال. لولا أني أعد سيفي لضربة هي أعظم عند الله أجراً وثواباً من ضرب هؤلاء؛ لاعترضتهم فإنهم قد أتوا أمراً عظيماً! فأخذ وأتي به إلى علي[70] فقال: هل أحدث حدثا[71]? قالوا: لا. فخلّى سبيله.”