حاوره : علاء المفرجي
هاشم شفيق شاعر وروائي وناقد أدبي عراقي، ولد في بغداد ويعد من أبرز الأصوات الشعرية في سبعينيات القرن المنصرم في العراق، وأحد أهم الاسماء، التي تضمنها ملف مجلة الكلمة عام 1974، أصدر (قصائد أليفة) عام 1978 في بغداد، قبل أن يغادر نهاية السبعينيات العراق إلى المنافي ليلتحق بالكثير من المثقفين العراقيين الهاربين من قمع النظام الديكتاتوري، الى فضاء الحرية في مدن المنافي، وعلى مدى أكثر من أربعين عاماً، فمن باريس الى دمشق، وبيروت، وقبرص، وبراغ، ليستقر أخيراً في لندن ينتمي هاشم شفيق إلى ما يسمى على وفق مبدأ الأجيال إلى جيل السبعينيات لكنه أمينٌ لتجربة الرواد في العراق والجيل الذي جاء بعدهم خصوصاً . عمل في الصحافة العربية لسنوات طويلة، أصدر عدداً من المؤلفات شملت الشعر، والرواية، والنقد، والترجمة..
ففي مجال الشعر أصدر: قصائد أليفة، 1978 ، أقمار منزلية، 1981 شموس مختلفة، 1981 نوافذنا…نوافذهم، 1982 أوراق لنشيد ضائع، 1986 ورد الحناء، 1991 ، صباح الخير… بريطانيا، 1994 ، مشاهد صامتة، 1996 ، إعادة نظر مئة قصيدة وقصيدة، 2003 ، هدأة الهدهد التطريز بالكرز، 2012 ، كتاب الأشياء، 2015 ، شال شامي، 2015 .
وفي المجال الروائي أصدر: بيت تحت السحاب، أشهر من شهريار، 2012 ، البرج الأحمر، 2016 ، وله أيضاً: مدن غير مرئية
غزل عربي، 2001 ، بغداد السبعينيات: الشعر والمقاهي والحانات، 2014 ، أنطولوجيا شعر الهايكو الياباني، ترجمة، 2018.
حاورته (المدى) عن تجربته الشعرية التي نافت على الخمسين عاماً
*بعد مرور خمسة عقود عليك وأنت تكتب الشعر، أما زلت بتلك الوتيرة إياها في الكتابة الشعرية؟
ـ لا أكتمك إن قلت إنني لم أزل أحمل ذاك الشغف الأول، شغف الحبور والتطلع الى الكلمات، وهي تجري من بين أصابعي، وهي تسيل على الورق وتتخذ هيئات وأشكالاً، حين تتحوّل لتغدو محسوسة وملموسة ومشمومة. نعم الكلمات كائنات جميلة، ولها دوالّها حين تكون في هيئة قصيدة، فالشعر يفعل فعله فينا حين يخترق الحواس والمشاعر، إنه يضيء وهو يمرّ في الأعماق والدواخل، حتى يشفّ الكون، وتُصبح الكينونة مخلوطة بالكلمات والرؤى، وقتذاك تتحوّل أنتَ، لتكون مرآة للآخر.
*هل كانت البداية صعبة؟
ـ نعم صعبة.
*أيمكنك أن تصف ذلك؟
ـ كان من الصعب في العراق أن تنشر بسهولة، إلا حين تُصقل الأدوات وتُجلى، وتكون قادراً على زحزحة حصاة في جدار طويل وعال، ومبنيّ بمتانة من التعابير اللغوية واللفظية، وبضروب التصوير الإيقاعية والفنية .
*كيف؟
ـ يا صديقي كانت هناك أجيال شعرية لا تزال نشطة، تكتب وتنشر وتُساجل، وتُصدّر الدواوين الشعرية، وتُقيم الأمسيات الشعرية والندوات الثقافية، وتحتلّ الأمكنة الصحافية، والوظائف الأدبية، ولها صوتها العالي والمسموع، ولكننا بقوة الإبداع الكامن فينا، والإرادة الجمالية التي بصمت مسارنا، حاولنا أن نفتح كوة ونطل منها على بقية الأجيال الشعرية، تلك التي كانت قد سبقتنا بسبب العمر، وتصدّرت المشهد.
*مَن هي هذه الأجيال؟
ـ كانت كثيرة، الشعراء الرواد كانوا موجودين، كالبياتي ونازك وبلند والبريكان ، وكذلك الخمسينيون، مثل سعدي يوسف، ومحمد سعيد الصكار، ورشدي العامل، ويوسف الصايغ، فضلاً عن الستينيين، وعددهم لم يكن قليلاً، ولكن الفاعلين والمؤثرين في الستينيين كانوا قليلين.
*مَن هم؟
ـ لا أريد أن أثير حساسيّات وجدلاً بهذا الخصوص.
*وأنتم؟
ـ نحن كنا أيضاً كثيرين.
*مَن هم؟
ـ بحذاقتك الأدبية تستطيع أن ترى مَن تبقّى .
*ماذا تقصد؟
ـ أقصد الشعر “صعبٌ وطويلٌ سلّمه” كما قال شاعر قديم، وليس من السهولة أن تستمر فيه وتواصل الى النهاية، ومن يكتب له هذا الأمر، يكون قد ضحّى بالكثير، ومرّ بعوائق، وحواجز وأسوار، حتى وصل الى المآل الذي هو فيه .
*ماذا يعني لك الشعر؟
ـ الشعر هو حياتي.
*هل منحك شيئاً؟
ـ منحني حياة إضافية أخرى، فأنا عشت حياتين، حياتي التي تداخلت في الشعر، وشكلتْ كينونة لغوية أخرى، انبثقت منّي .
*أنت إذن منقسم الى اثنين؟
ـ إنني اثنان، الشعر وأنا، ولم يمر يوم في حياتي لم أفكر فيه بالشعر .
*هل تكتب الشعر دائماً؟
ـ أجل دائماً، وعلى نحو يوميّ تقريباً .
*إذن أنت شاعر غزير.
ـ نعم أنا كذلك .
*ومن هنا سر تراكم إنتاجك؟
ـ أظن هذا .
*كم أصدرت من الدواوين ؟
ـ ثلاثين ديواناً شعرياً.
*هل أصدرت أعمالك الشعرية؟
ـ أصدرت مجلدين من أعمالي، قبل أكثر من خمس عشرة سنة .
*فقط ؟
ـ نعم، ولكن هناك مجلدان سيصدران في الطريق.
*أهناك المزيد؟
ـ هناك مخطوطات شعرية كثيرة، مكتوبة منذ عقود خلت، وهي مُنضّدة وجاهزة للطبع والنشر.
*والحصيلة ما هي؟
ـ الحصيلة هي ثمانية مجلدات أخرى، والنتاج كله سيربو على اثني عشرَ مجلداً.
*ألا تجد ذلك كثيراً لفن الشعر؟
ـ أنا كنت شبه متفرّغ للشعر طيلة حياتي، والشعر أخذ حياتي كلها، ونتاجي هنا يفوق نتاج شعر سعدي يوسف الذي قال يوماً إن شعره يفوق نتاج شعر البحتري، والحَكَم في النهاية هو القارئ، ومن ثَمَّ الناقد الحصيف الذي سيعرف ماذا يوجد هناك في هذه الأشعار الوفيرة، وماذا تخبئ تلك الصفحات؟
*كيف توازن بين الكم والكيف؟
ـ هناك تناغم بين النوع والكم في هذه الأشعار، حرصت عليهما نتيجة خبرتي الطويلة بهذا الفن، الذي أوصلني في النهاية الى إقامة المعادل الموضوعي بينهما، إنْ صحّت العبارة.
*هل وجدت ناشراً لهذا النتاج الواسع؟
ـ حبذا لو يحدث ذلك .
*ماذا تطلب من الناشر مقابل هذا لو تمّ الأمر؟
ـ أطلب ألا أدفع فلساً واحداً مقابل حياة كاملة، ولا أطلب من الناشر سوى عدد من النسخ على عدد أصابع اليدين .
*وهل يذهب كل هذا النتاج الإبداعي دون مقابل ماديّ من الناشر، إذا كان هذا المنجز، هو مجهود العمر والخلاصة له؟
ـ لا أريد أن أتكسّب من الشعر، هو بالأساس فن زاهد، ومكتف بذاته.
*من أين يأتي كل هذا الشعر؟
ـ يأتي من التجارب الحياتية دون شك، ومن ليست لديه تجارب، سيكون فنه قليلاً ومحكوماً بالضيق، ضيق المخيلة والمكان، وضيق التجربة، أي ضيق الحياة نفسها، ينضاف لها الموهبة وكم هو حجمها، وكذلك التراكم المعرفي والثقافي والفني لدى الشاعر.
* هل تؤمن بالايقاع داخل الشعر؟
ـ الشعر هو الايقاع، إنه العمود الفقري للشعر، ويستوجب أن يكون خافتاً.
*هل شعرك من النمط الموزون؟
ـ أغلبه ولكنني أكتب الشكلين من الشعر، الموزون وما يعرف بقصيدة النثر، أو ” الشَّثر”.
*ماذا تعني بـ ” الشثر”؟
ـ هو مصطلح خاص بي، اجترحته من الشعر والنثر، وهو تسمية عربية، وهو يأتي بالضد من تسمية سوزان برنارد الفرنسية، ثم أنه قصير ومختصر، فتسمية ” قصيدة النثر” تتكوّن من عشرة حروف، بينما مصطلحي يتألف من ثلاثة حروف فقط، ولكنه يحتاج الى وقت، لكي يتم تداوله وتقبّله في الوسط الثقافي والأدبي والنقدي .
*هل يهمك المعنى في الشعر؟
ـ بالتأكيد، فالشعر من دون معان كبيرة، شعر لا يدوم، وزمانه سيكون محدوداً ولا يعمّر طويلاً. المعنى يمنح الشعر البقاء والديمومة والاستمرارية والتجدّد، ويحارب الزمن بقوة المعنى الموجود في داخله، والشعر الخالد والمعمّر، هو الذي يحمل السرّ الأزليّ، ويحمل معنى الوجود والحياة معاً .
*والغموض هل هو ضروري للشعر؟
ـ الغموض الموحي أجل، الغموض الشفاف والماسي، والغموض الفاتن، مثل نظرة امرأة ترمقك، ولا تعرف كيف تفسّرها، كونها موحية وتحمل الكثير من الإبهام والمَكر الآسر، والدلالات المحيّرة .
*ما الذي لا تستسيغه في الشعر عامة؟
ـ التعاضل اللغوي، الفذلكة التعبيرية، الادعاء الشكلي، التسطيح الفج واللا عمق، والخزعبلات المستوردة من الظواهر الشكلانية.
*وما الذي تحبّه في الشعر؟
ـ الصدق في التعبير، الوضوح العميق والشبكي داخل نسيج القصيدة، والرمز الموحي، والاستيحاء الجائب للمتخيّل، مع تقصّ للدلالة الأنيسة .
*هل تؤمن بدور الشاعر النبي، الشاعر العالم بالغيب؟
ـ كان زماناً ذاك الذي نادى بدور الشاعر النبي، انطوى هذا الدور الذي كرّسه شعراء مجلة “شعر” و”مواقف”، وجاء الآن دور الشاعر الأرضي، الشاعر الغنائي الذي يحب الحياة والكون والطبيعة والبشر، ولكنني أُؤمن من جهة ثانية بدور الشاعر الرائي، الشاعر المتقصّي والمستكشف .
*كيف تنظر الى الشعر في العراق الآن؟
ـ العراق موطن الشعر، وعلى مرّ العصور، فالشاعر الأول ظهر في العراق وكذلك الشاعرة الأولى، وإني أتحدث هنا عن بداية ونشوء أول حضارة حسب صموئيل كريمر، ومرافقة الشعراء والمدوّنين لهذه الحضارة، وملحمة كلكامش مثال لذلك، وبتعدّد الثقافات والأعراق، ونشوء حضارات موازية، امتدت في الأرجاء المجاورة، ظهر الشعر في العالم، كما لدى الأغارقة والفينيقيين والفراعنة والرومانيين.
*أثمة شعر شاب في العراق الآن، وموجات شعرية كالتي سادت في زمنكم؟
ـ الموجات الشعرية انحسرت، لتظهر هناك واحات شخصية، أو تلميحات بظهور واعد لشعراء واعدين وجدد، سيغيرون من مسار الشعر العراقي نحو الأفضل.
*ولكن هناك من يقول بوجود أزمة في الشعر؟
ـ الذي يقول بوجود أزمة في الشعر، أعتقد أن الأزمة موجودة لديه هو، ويحاول هنا أنْ يصدّرها ويعمّمها على الجميع.
*ما هو الشعر؟
ـ الشعر يعني الفن الأسمى، يعني الحياة بكل تجلياتها وتحولاتها وإرهاصاتها.
*كيف ترى الى الحياة من خلال الشعر؟
ـ الشعر بيتي، وعشت في هذا البيت طويلاً.
*ولكنك خرجت منه، أي خرجت من هذا الييت وذهبت الى الرواية؟
ـ خرجت الى الحديقة الخلفية لكي أتنزّه، وسأعود سريعاً الى مأواي، حالما تنتهي النزهة، إنه تمرين للمخيّلة على التطلع الى خارج السور، وأخذ إجازة قصيرة لغرض الراحة من الشعر، ومن أجل ألّا أكرّر نفسي.
*إذن حياتك كانت متنوّعة مع الشعر؟
ـ حسب تنوّع التجارب، ولا أكتمك لقد عشت حياتين، حياة واقعية وأخرى متخيّلة.
*أما زال للشعر ذاك التأثير كما كان عليه قبل بضعة عقود؟
ـ تأثيره الآن أكثر من السابق، بسبب انتشار وسائط الاتصال الاجتماعي، وظهور تقنيات الحياة الجديدة، فضلاً عن وجود عدة طرق لنشره وذيوعه، وجعله متناولاً، ومتداولاً، وفي يد الجميع.
*هل حقاً الرواية أخذت مكان الشعر؟
ـ هذا كلام جرائد، الشعر الآن أقوى من أي زمن مضى.
*لكن دور النشر تقول عكس ذلك؟
ـ دور النشر تبكي دائماً ومنذ زمن بعيد، وهي تضع فشلها دائماً على عاتق الشعر، وتنسى أنها لا تحسن وضع برامج وخطط ومشاريع لتسويق الشعر، كما هو موجود في بلدان أمريكا اللاتينية، فهي أيضاً بلدان عالم ثالث، وهناك دور تضع اللوم على الكتب الفنية والأدبية والدراسات الفكرية أيضاً، وتستثني من ذلك الكتب المترجمة، ولا سيّما الرواية.
*هل من مثال بهذا الخصوص؟
ـ أذكر ناشراً بيروتياً قديماً، وهو صديق قديم، وقد طبع لي أيضاً، كانت داره مختصة بطبع الشعر، وكانت تعتاش عليه وتدبّر أمورها من قضاياه، وقد طبعت لكل عمالقة الشعر العربي من الرواد، طبعتهم في أعمال كاملة، طبعات أنيقة وبحجم مميز ولافت، وكانت كتبها مصدر إعجاب للقراء والدارسين والباحثين والنقاد، وكانت مصدر ثراء للدار أيضاً، ولكن جميع الشعراء المشهورين كانوا يشتكون من الدار، وكانت الدار بدورها تشتكي من شعر الرواد الكبار والبارزين، وتزعم أنه لم يبع، ولا يزال موجوداً في المخازن، بينما الطبعات كانت تتوالى، الطبعة تلو الطبعة الأخرى، وبأشكال وأحجام مختلفة، ولديّ في مكتبتي البعض من هذه الطبعات المتعدّدة والمختلفة.
*أما زلت تقرأ الشعر؟
ـ أجل ودائماً، أقرأ ما يدهشني من الشعر، ذلك الذي يحمل رؤيا، ونغماً مختلفاً، وصوراً جديدة، ويقدّم عالماً إبداعياً مثيراً وغريباً عليّ .
*لقد ترجمت الشعر، حدّثنا عن هذه التجربة؟
ـ نعم لقد ترجمت شعراء وجدتهم قريبين الى قلبي، والى حساسيّتي الشعرية، وذائقتي الفنية، وأحسستُ أني من خلالهم أستطيع أن أنفذ الى دواخلهم، واستبصر جمالياتهم التعبيرية، ولمس هواجسهم، ورؤاهم التصويرية، فقمت بعد ذلك، بنقلهم الى العربية، لأشرك القارئ معي بهذا الجمال .
*مَن هم هؤلاء الشعراء الذين ترجمتهم؟
ـ ترجمت “مئة قصيدة من الشعر الصيني” و” انطولوجيا شعر الهايكو الياباني”، وترجمت الشاعرة الرومانية نينا كسيان في مختارت شعرية لها تحت عنوان ” لمست الغابة بشفتي”، وكذلك مختارات شعرية لشاعر من جيل “البيت” هو البريطاني أدريان ميتشيل بعنوان ” قهوة زرقاء”، وللشاعر الإنكليزي ـ الويلزي دانييل هوز ترجمت مختارات بعنوان ” قطرة الصمت صارت بحيرة “، وللشاعر البولوني تادئوش روزيفيتش ترجمت مختارات تحت عنوان ” ابتسامة ليوناردو دافنشي “، وترجمت منتخبات لخمسين شاعراً من العالم وهي في طريقها الى النشر، وهناك شاعران آخران ترجمتهما مؤخراً من بلد أوروبي شرقي، سأعلن عنهما في حينه، ليكونا مفاجأة للمتابعين، وترجمت قصائد مختارة لشاعري الأثير والمفضّل، اليوناني يانيس ريتسوس تحت عنوان” قدح حليب دافئ”.
*ما هو جديدك، وهل صدر لك شيء هذا العام؟
ـ نعم صدرت لي رواية ” الوزن الآخر للزهرة ” عن الغراء “دار المدى”، وهي الرابعة لي في هذا المضمار، إنها رواية سيرَوية، تسرد فترة وجودي في بيروت، حيث أقمت وعملت هناك في الإعلام الفلسطيني، نهاية السبعينيات، وحتى خروجي مطلع الثمانينيات مع المقاومة الفلسطينية بعد حصار بيروت الشهير. والرواية تتحدّث بضمير المتكلم، عن زمن عاصف وجميل، ورومانسي بكل معنى الكلمة، رغم دخان المدافع، والرصاص المُلعلع، وحروب الأزقة الصغيرة، ولكن كانت هناك حياة، وسهر، وطيش، وتمرّد، وهوس بالثورات والحرية والشعر والكتابة والحب، وكان هناك شعراء عبثيون، وبوهيميون، ومقاتلون حقيقيون، ومحبّون كثرٌ، وأبطالٌ نادرون، وعشّاقٌ ساحرون، وثوّارٌ لا يتكرّرون.
- عن المدى