(معجم الحياة الاجتماعيّة والثقافيّة عند العرب) للباحث برهومة

( ثقافات )

يستعد أستاذ اللسانيّات في الجامعة الهاشميّة، الأستاذ الدكتور عيسى برهومة لإصدار الجزء الأول من موسوعته المعجميّة في الحياة الاجتماعيّة الثقافيّة، التي تضمُّ عددًا من المعجمات، وهي: مُعجم الحياةِ الاجتماعيّة والثقافيّة عند العَرَب: ألفاظ من قرون العرب الأولى، ومعجم المرأة والطّفل العربيّ، ومعجم الثقافة الشّعبيّة، ومعجم مُلتقطات الناس، ومعجم الزّواج، ومعجم الألعاب العربيّة، ومعجم الكتابة، ومعجم الثقافة والمثقفين. وقد أنجز د. برهومة الجزء الأول من موسوعته، وهو الآن طور التحرير والتدقيق، وقد وسمه بـ: (مُعجم الحياةِ الاجتماعيّة والثقافيّة عند العَرَب: ألفاظ من قرون العرب الأولى)، وهو عملٌ مثّل لدى د.برهومة حلمًا جميلًا باتَ الآن قاب قوسين أو أدنى. ويعكف الباحث على إنجاز موسوعته منذ ست عشرة سنة أو تزيد يرصد فيها، بأناة، الحياة الاجتماعيّة والثقافيّة عند العرب، مع ما يكتنف الصناعة المعجميّة من مصاعب ومشاقّ لا تخفى، غير أنّ هذا الخاطر ما يزال يبعثُ في النفس شعورًا ما برح يتعاظم، ومؤدّاه هو ضرورة النهوض للقيام بمشروع معجميّ، يسدُّ خللًا بيّنا في بناء المعجمات العربية الحديثة، فيكشف عن تجليات أضرب من التعالقات التي ما تنفك تمتدُّ أواصرها بين اللغة، بما هي عليه من جهة، والسياقات الثقافيّة والسّياسيّة والاجتماعيّة المختلفة التي تتحلّق حولها وتتداخل بها من جهة أخرى. ويتطلّع مشروع (مُعجم الحياةِ الاجتماعيّة والثقافيّة عند العَرَب) أن يكون في أربعة آلاف صفحة، سيصدر الجزء الأول منه في صيف هذا العام، وسيطّرد إصدار الأجزاء الأخرى تباعًا، وقد تجلّى المشروع لصاحبه في الإلماعة الأولى، كالحُلُم العَذْب، أو كالمُنْيَة القريبة، وحتى لا تظلّ الفكرة موجودةً في الذهن بالقوة شرع الباحث في أنْ يشخِّصها في وجود منهجيّ مائز بالفِعْل، وذلك حين بدأ في تأليف على هذا المعجم منذ سنين طوال على نسق منهجي بيِّن. ويشبه أنْ يكون هذا المنجز، نقصد العملَ في الصّنعة المعجميّة، ضربًا من الاكتواء بنار المعرفة والبحث، ولعلَّه ليس بدعًا من القول أنّ الانخراط في الصّناعة المُعجميّة ليس أمرًا هيِّنًا أو يسيرًا، بحسب الباحث برهومة؛ ذلك أنه يستغرق من العُمْر سنينَ عددًا، وتكاد أن تنقضي الأعمار والسُّنون ولمّا ينقض أربُ المعجميّ أو مرومه من الانشغال المعرفيّ بهذا الفنّ أو هذه الصّنعة كما تتسمّى كذلك؛ ذلك أنّه عمل جِدّ صعب، يتطلّب باحثًا جَلْدًا في مكنته وفي وسعه كذلك القراءة والتّمحيص والمقابلة والمراجعة والتدوين إلى غير ذلك مما يتعلّق بهذه الصّنعة، التي تُعاني في وطننا العربيّ من تقصير المجامع اللغويّة، وأقسام اللغة العربية في الجامعات الرّسميّة، وفِرَقِ البحث والتأليف في دور النشر الكُبرى. ويعدّ هذا المعجم محاولة من المحاولات التي يدعو إليها الدّرس اللسانيّ الحديث، في الكشف عن آليات التعبير اللغويّ التي اتّخذها اللسان العربيّ في بدايته في التعبير عن حاجاته الاجتماعيّة، وما يستلحقها من ألفاظ تتنزل كذلك في المنزلة ذاته؛ إذ إنّ هذا المعجم يمضي في التماس الاستعمال الجاري للغة في تلافيف المجتمعات، في دورة لا تكاد تجد لها بداية أو نهاية. وقد جاء هذا الجزء بوصفه الجزء الأول من الموسوعة في ثلاثة عشر بابًا منها: (باب الصِّفات)، و(باب ألفاظ ما دلّ على العلاقات الاجتماعيّة)، و(باب ألفاظ القَرَابة)، و(الزواج والولادة والطِّفل)، و(باب ألفاظ الزّينة والتزيُّن)، و(باب ألفاظ اللباس والغَزْل)، و(باب ألفاظ الطعام والشراب والطبخ)، و(باب ألفاظ المهن والحرف)، و(باب ألفاظ الزّراعة والتجارة والنقل).

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *