قراءة في فيلم ” أخبار العالم” The News of the World

أخبار العالم: فيلم درامي أميركي من بطولة توم هانكس والممثلة الطفلة الألمانية هيلينا زنغل.

* هاني يارد

تدور أحداث الفيلم، المقتبس عن رواية تاريخية للكاتبة بوليت جايلز، في مجاهيل الغرب الأميريكي المتوحش بتكساس بعيد الحرب الأهلية الأميركي (1865-1861) وتحديدا عام 1870.

الفيلم حمّال أوجه؛ إذا يمكن أن “يقرأ” على أنه قصة شرف، أو حكاية قضية مشرفة، أو ببساطة رحلة داخل النفس البشرية، غير أني لن أخوض في الحكاية نفسها ومغازيها، بل سأكتفي بعرض بما اعترى الفيلم من أخطاء في التصوير والإخراج والحبكة.

كابتن كِد يكسب قوت يومه من عشر سنتات يدفعها له كل من يحضر أمسيات قراءة أخبار الصحف التي يعقدها الكابتن في أنحاء شمالي تكساس المتفرقة حيث يقرأ للمهتمين بأخبار العالم المنبتين عنه نتفا من الصحف التي يبتاعها في تجواله.

في أحد الأيام، وأثناء تنقله إلى بلدة أخرى ليقرأ للأهلين ما يتيسر من الأخبار، يعثر على طفلة ألمانية كانت اختطفتها قبيلة هندية في غارة على أهل الطفلة.

الطفلة جوانا ليونبيرغر ذي العشرة أعوام كانت في عربة تعرضت لهجوم من قطاع طرق قتلوا الحارس الذي كان مكلفا بتوصيل جوانا إلى أهلها.

يشعر الكابتن كِد وهو المحارب القديم في الجيش بأن من واجبه الأخلاقي إكمال مهمة أخذ الطفلة المختطفة أصلا إلى أهلها.

باستثناء حوالي 13 دقيقة من الاشتباك المسلح المتقن فنيا بين الكابتن وثلاثة أشرار بعد أن رفض بيعهم الطفلة، فإن الفيلم بمدته البالغة ساعتان ممل للغاية وإيقاعه بطيء جدا.

فمشاهده تتوزع بين التخييم، وامتطاء الخيل أو ركوب عربة، مع غياب أي حوار حقيقي أثناء ذلك التخييم أو ذلك الامتطاء . . . بين بطلي الفيلم: الكابتن يتحدث الإنجليزية والطفلة تتحدث لهجة الكيوا الهندية، ولغة الإشارة لا تجدي كثيرا بين الطرفين، بل غير مقنعة أصلا.

حدة تلك الرتابة تقطعها أحيانا لقطات سينمائية خلابة وصور ملتقطة من الجو لطبيعة آسرة توِّجت بتصوير فذ لعاصفة رملية تقترب أثناءها جوانا من زعيم رهط من الهنود الحمر تطلب منه بصمت حصانا لاستكمال رحلتها مع الكابتن كد.

التصوير بكاميرا محمولة يخفف أحيانا من تلك الرتابة أيضا، موحيا بأن الفيلم حقيقي وليس تمثيلا.

من الأخطاء التي اقترفها المصور، ولا يغفر ذلك للمخرج، ما وقع في مستهل الفيلم في الدقيقة الأولى و53 ثانية أثناء ملاحقة الكابتن للطفلة ومحاولته الإمساك بها ثم مخاطبتها لوجها لوجه لأول مرة في الفيلم. ففي إحدى اللقطات يبدو توم هانكس بأنه يخاطب شخصا آخر خلف الطفلة لأنه لا ينظر إلى عينيها.

في لقطة أخرى، بينما هانكس وزنغل يركبان عربة يجرها فرس، يظهر للحظة في الكادر ثلاثة فرسان أمامهم دون سابق إنذار ما يلبثون أن يختفوا. فمن هؤلاء؟ فالمتلقي لم يرهم من قبل ولا يراهم من بعد!

كيف تفوت فريق العمل زلة كهذه؟

أما بندقية الصيد التي لا تفارق الكابتن والتي يظن المتلقي أنها للدفاع عن النفس، نفاجأ أنه عندما تدعو الحاجةُ الكابتن لاستخدام السلاح يتخلى عن تلك البندقية ليتبين لنا أنها بندقية لصيد العصافير!

ثمة خلل آخر في الحبكة وهو عدم لحاق جوانا بالهنود، وهي الهندية بالتربية واللغة خلال العاصفة الرملية، في حين أنها لحقت بركبهم في يوم ماطر سابق. ما الذي جعلها تغير رأيها؟

أما إقحام قصة زوجة الكابتن كد في الفيلم فلا تضيف شيئا للقصة ولو تم حذف ذلك الجزء لكان الفيلم أقل رتابة.

لا أنصح بالفيلم لمن لا جَلَدَ لهم على الجلوس ساعتين لمشاهدة فيلم كان يمكن أن يحكي قصته بساعة ونصف فقط!

* كاتب ومترجم أردني

شاهد أيضاً

ما سرّ فشل الرواية العربية في تحقيق مبيعات في الدول الغربية؟

(ثقافات) بمناسبة افتتاح معرض لندن للكتاب 2024: ما سرّ فشل الرواية العربية في تحقيق مبيعات …

تعليق واحد

  1. يبدو وكان الكاتب الجليل لا علاقة له في السينما وإبداعاتها فهو بالتأكيد لم يفهم الفيلم وضاق خلقه وانصح بمشاهدته مرة أخرى بعمق ويعتبر هذا الشريط من افضل خمس إصدارات سيننماءية للعام2020م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *