( نهاية العالم ) : قراءة في الإشارات


يحيى القيسي *


مفتتح

بداية لا بد من القول إن العنوان يبدو صادما للكثيرين، فكلمة نهاية العالم تحيل إلى ” يوم القيامة ” عند الشعوب المتدينة، ولا سيما أصحاب الكتب السماوية من اليهود والمسيحيين والمسلمين، ولهذا لست راضياً عن هذه الصيغة من التعامل مع المسألة، ولا أعتقد على المستوى الشخصي، ولا عبر ما توصلت اليه من متابعات وقراءات بأن الأمر سيكون كذلك، بل على الأغلب ثمة تبدلات قادمة ستطال الأرض، وقد تكون صعبة جدا على بني البشر، لكن في النهاية ثمة من يترقبها بفرح، وبعضهم بحزن وكمد عظيم، أما البقية العظمى من الناس فهم غير منشغلين أصلا بهذا الأمر، ويرى معظمهم أن هذه إشاعات بل وخرافات ما لها من أصل حقيقي..!
الطريف في الأمر أن من يترقبون التغييرات المقبلة الهائلة يستندون إلى إشارات وردت في الكتب السماوية أو تلك الرؤى الخاصة ببعض الأشخاص ذوي القدرات الخاصة من القديسين والروحانيين والمتصوفة، أو عبر ما تقوله العلوم الحديثة، وتنبؤات المايا و نوستراداموس وغيرها، لكن الذين لا يؤمنون بالأمر وينكرونه لا يستندون إلا إلى اهواء شخصية وأمل خادع، ولا يريدون أن يصدقوا وجود إمكانية لحصول اي حدث جهلا واستنكارا في الأغلب، وهي ما تسول لهم أنفسهم، ويريدون جر الأخرين لمنطقتهم في هذا الإنكار… فشتان بين من يقرأ الإشارات ويبحث ويقارن ويرتقي ليعرف وبين الرافض جهلا وتعنتا عن غير علم …!!
تهدف هذه المقالة إذن إلى مراجعة بعض الإشارات التي بين يدينا سواء عبر ما وصلنا من الديانات أو من الجماعات الروحية أو العلوم الحديثة وتنبؤات بعض الجهات الدولية وأيضا في بعض ما ورد في الصحف من شذرات، وسأكتب هنا على سجيتي العفوية دون جفاف أكاديمي، ولا منهجية توثيقية، وعلى القارىء أن يجمع القطع المتبعثرة من لوحة الفسيفساء هذه ليشكل منها لوحته الخاصة به، فإن شاء وجد فيها اقتناعا بالتبدلات المقبلة ، وإن شاء وجدها تثبت ما لديه من القناعات بأن شيئا لن يجري في القريب العاجل لا بل ولا عبر السنوات الطويلة المقبلة، وسأبدو قدر الأمر محايدا، لا أفرض رأيي على أحد حتى تتم القراءة بهدوء وبمعزل عن أفكاري أو قناعاتي الروحية الخاصة، وسيجد القارىء الحصيف أن النص ” مفخخ ” بالدلالات وأن هناك الكثير من المسائل ينبغي البحث فيها سواء في الانترنت أو الكتب لاستكمال المعرفة حولها لمن شاء ..!

رحلتي في تأمل الكون

لقد مرت عشر سنوات تقريبا منذ ولجت طريق البحث والقراءة في الروحانيات والماورائيات وفهم باطن بعض الديانات وخصوصا الإسلام قادما من عالم المادة والإلحاد، وقد أسفرت تجربتي عن رواية ” أبناء السماء ” التي اعتبرها تلخص خبراتي الروحية في فترة معينة، ولم اشأ أن اثقلها أكثر بالمعلومات حتى لا تفقد جنسها الأدبي كرواية وتتحول بالتالي إلى كتاب تنظيري بحثي جاف، وقد لاقت هذه الرواية منذ صدرت في بيروت في العام 2010 الكثير من الاقبال والكثير من الصدود أيضا بل وصفها بعضهم بأنها خيال علمي وشعوذة.
وقد فجعت وأنا أقرأ وأبحث في هذه العوالم أن العرب هم أكثر شعوب الأرض فقرا من الناحية الروحية سواء على المستوى التطبيقي أو البحثي والتنظيري، ولذلك حكاية أخرى لا مجال للتورط في بحثها هنا، لا بل وجدت أن بلدانا مثل الاتحاد السوفياتي الماركسي ( سابقا ) قد قدمت للعالم نظريتها المادية وأفكارها اللادينية فيما انشغل افراد كثيرون ومعاهد أبحاث فيها بالتعمق في مجال الباراسايكولوجي والماورائيات منذ العشرينيات من القرن الماضي، ولقد عاد مئات الآلاف من الطلبة العرب من الدراسة هناك محملين بالأفكار التمردية الثورية على الله والديانات وكل الماورائيات، فيما بقيت تلك العلوم تتطور بكل هدوء وسرية وعلى مستويات غير مسبوقة في تلك المنظومة السياسية التي انهارت، وللأسف بعضهم ما يزال إلى اليوم يروج للأفكار المادية التي تخلى عنها أصحابها، لكنها بالطبع تلقى القبول في ظل وجود منظومة دينية متهالكة من كثرة ما تعرضت اليه من التغييرات وبصمات أصحاب السلطة السياسية القهرية فيها.

حكاية العام 2012

منذ ولجت طريق البحث قبل عقد من الزمان كما أشرت من قبل كان يتردد رقم 2012 كثيرا في الأفلام التوثيقية والكتب ونقاشات المهتمين، إذ كانوا يتحدثون عن حقبة جديدة ستبدأ لبني البشر، وأن الاهتمام بالروحانيات سيتزايد في عالم طغت عليه المادة، وقد انتشرت المؤلفات في هذا الاتجاه كثيرا ولا سيما باللغة الانجليزية، ولم تظهر للعرب إلا بضعة كتب سقيمة بترجمات ركيكة غالبا، وأذكر أني كنت في زيارة سياحية إلى الاسكندرية مع وفد صحفي يضم عربا وأجانب، قبل نحو ست سنوات، وذات صباح جلست اشرب القهوة وأنا اتطلع من فندق ” الفصول الأربعة ” إلى البحر اللامتناهي أمامي، وكان قربي صحفي بريطاني من أصل هندي لم أكن اعرفه قبل ، وقد وضع كتابا بالمقلوب على الطاولة أمامه، ودار حديث عام بيننا عن مستقبل الاسكندرية وقال لي: كيف برأيك سيكون الوضع عليه بعد خمسين سنة من الآن ؟؟
قلت له مبتسما- وكنت حينها قد أصبت بحمى 2012 وصار لدي قناعة بالتغيرات الكونية المقبلة : لا اعتقد ان هناك خمسين سنة قادمة ؟؟
حينها نظر إلي مدهوشا، وسألني عن تلك الإجابة فبدأت احكي له عن شعوري الخاص وقراءاتي، فما كان منه إلا أن قلب الكتاب فبدا لي عنوانه واضحا “2012 ” وقال ” هذه مصادفة مدهشة ، لقد اشتريت هذا الكتاب مؤخرا وأقرأ فيه عن النبوءات التي وصلتنا من الحضارات السابقة عما يمكن أن يحدث، وقال لي أيضا إنه غير متخصص في هذه المسائل بل بالقضايا السياسية الساخنة ويسافر كثيرا في بلدان العالم، لكن هاله كثرة اهتمام القادة السياسيين ورؤساء الدول بهذه المسائل، وبشكل غير معلن لشعوبهم غالبا، وذكر لي أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد من أكثر المتحمسين لمسألة ظهور المهدي، وأن الرئيس بوش أيضا ينتظر قدوم المسيح، وأن معظم دعمه لإسرائيل ناتج عن أن ظهور الدولة الإسرائيلية علامة على رجوع السيد المسيح، وبالتالي البدء بعصر جديد للبشرية، وكنت قد قرأت كتابا لصحفية أميركية اسمه ” النبوءة والسياسة ” وهو مترجم إلى العربية، وترصد فيه اهتمام القادة السياسيين الأميركيين بالجانب الديني، وانتظارهم للمعركة الفاصلة ” هرماجادون ” بل إن ريغان صرح أكثر من مرة بالقول ” يا ليتني أكون قائدا لهذه المعركة ” ..!
لقد بدا واضحا أن الأفكار الدينية تأخذ طريقها لصياغة الجانب السياسي ولو بشكل مخفي، لا بل وعملي فهناك جماعات سياحية كبيرة تأتي من أميركا تحديدا كل عام تضم الضباط العسكريين وغيرهم لمشاهدة مرج بني عامر في شمال فلسطين حيث يعتقدون أن المعركة الفاصلة ستدور هناك بين قوى الشر وقوى النور، والسيناريو يشير إلى تعطل التكنولوجيا أولا بحيث يضطر المتحاربون إلى العودة إلى السلاح الأبيض والمواجهات المباشرة …!
مثل هذه الإشارات وجدتها أيضا فيما وصلنا من موروث إسلامي، ولكن الطريف في الأمر أن كل أمة أو اصحاب ديانة يعتقدون بأنهم سينتصرون وأن المخلص سيكون منهم وأن البقية في الجحيم، وتلك مسألة بحاجة إلى مراجعة جذرية، وسأحاول المرور على فكرة ” المخلص ” لاحقا إن ضاقت العبارة بعد أن اتسعت الرؤية كثيرا …!!

ماذا سيحصل في الأيام القليلة المقبلة ؟؟

يتمحور السيناريو المتداول لدى الكثير من البشر حاليا على حدوث كوارث هائلة للأرض ومن عليها، وتتعدد التأويلات فبعضهم يرى أن حضارة المايا التي وجدت في اميركا الجنوبية قل نحو 5 الاف قبل الميلاد تقريبا والتي تميزت بالعلوم الفلكية الدقيقة، وانقرضت أيضا لأسباب مجهولة قد تركت لنا إشارات لذلك، وأن التقويم الخاص بها ينتهي يوم 21 ديسمبر 2012، ويرى بعضهم أن المقصود من ذلك ليس يوم القيامة وتدمير الأرض، بل بدء حقبة جديدة من التنوير للبشر بعهد جديد من الخير والحكمة والروحانيات بدل الحياة المادية التي طغت وأفسدت الأرض ومن عليها من البشر والشجر والحجر …!
أما طريقة التغيير فأمر مختلف عليه، فبعضهم يرى بأن كوكبا ضخما أكبر من الأرض ، ويسمى كوكب أكس أو نوبيرو سيمر في أثناء دورته الطبيعية كل بضعة الاف من السنين بالقرب من مسار الأرض وبالتالي سيحدث اهتزازا ضخما للأرض يخرجها عن محورها لبضعة أيام، أو ما يسمى ” الانزياح القطبي” وهذا ما يجعل الشمس تظهر من جهة المغرب بدل المشرق، لكن المسألة هنا لا تتوقف على هذا الانزياح ورجوع الأرض إلى مسارها بعد أيام فالأعراض الجانبية لما تم تكون مهلكة ومنها انقطاع الكهرباء، والمجالات المغناطيسية، وحصول دمار فوري كارثي على شكل هزات أرضية وبراكين وفيضانات كبرى، اضافة الى العتمة المطبقة والبرودة القاتلة، وهذا الأمر إن حصل سيدمر عددا هائلا من البشر إضافة إلى موت الكثيرين لاحقا من الجوع والأمراض…!
هذا هو السيناريو الأكثر تداولا حاليا، غير انه هناك سيناريوهات أخرى تتعلق باصطدام كويكب بالأرض وحرفها عن مسارها، أو حصول حرب عالمية ثالثة نتيجة صراع المصالح الاقتصادية بين القوى الفاعلة حاليا وخصوصا أميركا وحلفاءها مع إيران، وفي كل الاحوال يتوجس البشر خيفة من الأيام القادمة فهي لا تبشر بأي خير سواء فيما يتعلق بالتأزم السياسي أوبالخراب الروحي وعدم الطمأنينة الدينية التي تؤدي إلى القلق المتواصل وجلب نذر الشر .
لست معنيا هنا بتفنيد إمكانية حصول هذا الأمر أو لا ..، وإن كان التقويم المايي صحيحا أم خرافة، لكني كما قلت بداية هي قراءة في الإشارات المتوفرة لدينا عبر الوسائل الممكنة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل تم تحذير البشر من مثل هذا اليوم في حالة قدومه ؟؟ وهل هناك جهات دولية ومؤسسات دينية تأخذ الأمر على محمل الجد ..؟؟

من يحكم البشر حاليا ؟؟

قبل أن ننتقل للإجابة على السؤالين السابقين ينبغي طرح السؤال التالي بكل قوة : من يحكم البشر حقيقة منذ آلاف السنين ؟؟
إن المشهد البشري يبدو مظلما على الأرض فهناك قتل متواصل وتلوث وظلم وانتهازية وتطرف وديكتاتوريات وفقر وانتهاك للحق الإنساني وللحيوانات والنباتات ولكل عناصر الطبيعة، واستفحال للتفكير المادي، ولم يعش البشر حقيقية في عصور من السلم والحكمة والتأمل والمحبة منذ العهود السحيقة التي وصلتنا، ويكفي أن نعرف أنه تم قتل اكثر من خمسين مليون إنسان في الحروب خلال القرن الماضي لوحده،
وحينما كان يأتي إلى الأرض الأنبياء والمعلمون الروحانيون الكبار لتنبيه البشر إلى تصحيح وضعهم كانت الأمم تواجههم بقوة وتسخر منهم بل وتحاول قتلهم، ولهذا لا يمكن القول بأن البشر قد نجحوا في خلافة الأرض وإعمارها على المدى المنظور لنا على الأقل، صحيح أن فيلسوفا مثل أفلاطون تحدث عن ” المدينة الفاضلة ” التي وجدت قبله بآلاف السنين ، والتي يعتقد أنها حضارة أطلانطس التي كانت تسودها الحكمة والسكينة، لكننا لم نشهد ما يدل على حضارات بشرية تشبهها على الأقل خلال العشرة آلاف سنة الماضية، لا بل إن تاريخ البشر مليء بالحروب الضارية والصراعات، ولهذا يمكن القول إن الجانب المظلم من الكون أو ” الشيطان ” تجاوزا هو الذي يتحكم بالبشر ويسيطر على نفوسهم، وقلة قليلة هي التي تنجو دائما من حبائله..!
إن فكرة الشيطان ليست ميتافيزقية بل تعبر علميا عن الصراع الموجود بين الطاقة السلبية في الكون والطاقة الموجبة، بين الترددات أو الاهتزازات العليا للموجات ،والترددات البطيئة، بين جنود الشر والتدمير وجنود الخير والإعمار، بين الظلمة والنور …ومن الواضح علميا على الأقل وجود مثل هذه الطاقات التي تكمل بعضها في الكون، ومن المعروف أنه لا يوجد في الكون غير الطاقة والمادة، ومن الممكن أن تتحول الطاقة إلى مادة والمادة إلى طاقة، وبالتالي هناك احتمالية لأن تكون سالبة أو موجبة..!
أعود إلى القول إن اصحاب الطاقات الظلامية هم من يسيطر على البشر حاليا وهم الذين يوجهون هذا الكون عبر بشر آخرين من اتباعهم، وبالتالي يتحكمون في العلوم الحديثة وما يصل منها إلى البشر وما يبقى خاصا بهم، وهم الذي يتحكمون بالمناهج العلمية في المدارس والجامعات وما يجب ان يقال لأطفال البشر وما يجب أن يحجب عنهم، لا بل إنهم يقومون بأكبر عملية تضليل للبشر في مجال الجغرافيا والتاريخ ويشوهون الديانات الحقيقية بتغييرها عن مسارها النوراني، ولما ذكرت هناك الكثير من الأمثلة لا مجال لذكرها هنا بل يمكن للراغبين حقا بالمعرفة أن يشاهدوا الأفلام الوثائقية التي صنعها ابناء متنورون في الغرب نفسه عن هذا التضليل وآخر فيلم في هذا الاتجاه اسمه Thrive ” ” ..!
إن الهدف من كل ما يفعله اصحاب الطاقات الظلامية هو أن يبقى البشر أسارى للأفكار السلبية والخوف والقلق لأنها أفكار ذات ترددات منخفضة وبالتالي تسهل السيطرة عليهم، أما ثقافة الحب والمعرفة والنور فتلك تساعد في نهوض البشر، وبالتالي الانتباه إلى أنهم في الحقيقة عبيد لآخرين يحكمونهم وهذا ما يحررهم من التبعية ..!
إن اكبر مثال اليوم على العبودية البشرية هو قضاء البشر ساعات طويلة مشدودين إلى شاشات التلفزيون لتبث عليهم الغث من الافكار والإعلام الموجه المضلل، والترويج للشهوات الحارقة التي تركز على الجانب المادي من البشر لنسيان جانبهم الروحي، وهذا ايضا يتعلق بالتكنولوجيات المرئية الجديدة، وقلة فقط توظفها لخدمة البشرية ولصالح النور ……..لاحظوا معي أن هناك اكثر من ستين فضائية دينية عربية تبث ليل نهار الترغيب والترهيب وتخوف الناس من عذاب القبر ويوم الحساب وهي طاقة تردداتها منخفضة بدل نشر ثقافة الحب والعلم واعمار الأرض والتأمل بالكون ومعرفة الله الحقة …!!
لهذا فإن ملخص ما سأقوله هنا إنه في حالة وجود معلومات حقيقية عن كارثة قادمة للبشر فإن من يحكم العالم حقا لن يوصلها إلى البشر، لأنه لا يهمهم أصلا إن نجا أحد منهم، المهم أنهم يجهزون انفسهم وأتباعهم لذلك، وليذهب البشر الأخرون إلى الجحيم..!

من يستعد للأيام القادمة ؟؟



لاختصار هذا الموضوع يمكن النظر إلى عدد كبير من المواقع على شبكة الانترنت التي أشارت إلى وجود تحركات لدول أخذت التغيرات الكونية على محمل الجد، ومن هذه الروابط ما يشير إلى طلب وكالة إدارة الطوارىء الفيدرالية الأميركية( FEMA ) لنصف مليون كفن بلاستيكي، وهو عدد محير بالطبع فأية كارثة يمكن أن تحصل وتحتاج إلى مثل هذا العدد، وهناك صور وافلام باليوتيوب تصور هذه الأكفان، وأيضا طلبت الوكالة نفسها مليار وجبة طعام مجففة، وهو عدد مهول لا بد أن يكون لكارثة كبرى تتعطل فيها اجهزة التبريد، ومؤخرا قرأت خبرا نشره موقع العربية نت عن طلب اسرائيل شراء مائة الف حمار من مصر، وهذا الرقم الهائل أيضا لا يمكن أن يكون لأسباب علمية كما ذكر الخبر، بل يندرج في استعدادات بعض الدولة لمرحلة ما بعد التكنولوجيا، ويجب عدم الاستهانة أبدا بما يملكه اليهود من أسرار روحية ومعارف ناهيك عن خبراتهم التجسسسية التكنولوجية ..!
لقد قرأت قبل سنوات رسالة من وزير نرويجي قدم استقالته لأنه وجد أن بلاده لديها ملاجىء سرية للكوارث الكبرى تتسع لعدد معين فقط، وهذه الملاجىء مجهزة بالطعام وكل وسائل ادامة الحياة لاشهر عديدة، فاعتبر ان هذا الأمر غير أخلاقي، إذ في الحالات الصعبة ستتم دعوة عدد معين من ابناء بلاده للاختباء وبالتالي النجاة، فيما سيتم نسيان البقية وتركهم عرضة للموت، وهنا أتذكر الفيلم الذي انتجته هوليوود عن عام 2012 وهو بالاسم نفسه، وكيف حولت مؤسسة هوليوود المسيطر عليها بالطبع من اصحاب الأجندة الظلامية فكرة النجاة إلى الذين يملكون الأموال فقط، حتى أن هناك عربيا واحدا سينجو لأنه دفع مليار دولار ثمنا لمقعده في ( سفينة نوح ) المنتظرة ، وهذا بالطبع مناف لمقاصد الله على الأرض، فالأرض يرثها عباد الله الصالحون كما تعهد في القرآن، والأشخاص الإيجابيون هم الذين يعمرون الكون من شتى الديانات والإعتقادات وليس من يملك المال ..!
لقد كانت خطورة هذا الفيلم إنه يقول للناس لا تخافوا إنه مجرد فيلم ولن يحدث أي شيء ، وهي ما تقوم به هوليود من سنوات عديدة من تضليل البشر بتسخيف الأفكار وجعلها فقط مجرد أفلام للتسلية لا حقائق فيها ..!
ولكن في النهاية لا أحد يعرف إن كانت جهات أخرى في العالم تأخذ أمر التغيرات الكونية على محمل الجد، وإن كانت تفعل ذلك فلا بد أن يكون الأمر سريا لا يطلع عليه الناس، وبالتالي لم يصلنا، ولكن في الجانب الآخرهناك العديد من الجماعات الروحانية من دول عديدة في العالم لديهم أيضا توقعات بتغييرات مقبلة، ويعتقدون أن العصر المقبل لن يحتمل غير الروحانيين الذي يسعون إلى نشر المحبة والسلام بين بني البشر ويحافظون على الطبيعة ويتعايشون مع كل المخلوقات الأخرى بكل الحب والطمأنينة.
لقد قابلت شخصيا العديد من الأشخاص الذين لديهم مثل هذا الإيمان، وأذكر أني في العام 2008 التقيت لدقائق معدودة مع (شري شري شنكار) مؤسس ” الآرت اوف ليفنغ ” وهي مؤسسة موجودة في اكثر من 150 بلدا حول العالم، ولديه أتباع بالملايين ، وكان شنكار وهو روحاني كبير في زيارة إلى الأردن، وكنت مصرا على سؤاله عما يعتقده بشأن العام 2012 وكان متحفظا في الإجابة غير أني فهمت منه أن عصرا جديدا من الخير والاهتمام بالروح على حساب المادة سيبدأ للبشر .
والآن هناك آلاف الإشارات التي وصلتنا عبر أشخاص عبروا عنها في كتبهم أو محاضراتهم عن تلك التغييرات التي لا يعرف أحد بالضبط كيفية حدوثها بل كل شخص لديه سيناريو مختلف غير أن الجميع يتفقون بشأن حصولها.
لقد انشغلت أيضا فيما مضى بمتابعة ما يسمى ب ” دوائر المحاصيل ” وهي تشكيلات متقنة وغامضة لحصول القمح والشوفان حدثت في بريطانيا بشكل أساسي، وهناك نحو الف تشكيلة وصلتنا إلى اليوم ولا يمكن تصويرها إلا عبر الطائرات، وبعضها يشير إلى العصر الجديد للبشر، وهناك عشرة ملايين شخص حول العالم تم تسجيل افاداتهم أيضا برؤية أطباق طائرة أو اجسام غريبة في الفضاء، ولا يمكن أن يكونوا جميعا واهمين أو كذبة ، وهنا يتساءل المرء عن حجم المعلومات الهائل الذي لا نعرفه عن الكون المحيط بنا وعن أرضنا أيضا ..!

ما رأي “ناسا ” …؟

يقول الفريق غير المتحمس للتبدلات الكونية إن وكالة الفضاء الأميركية ناسا قد نفت وجود ما يسمى بكوكب اكس أو اية كواكب قادمة قد تصطدم بالأرض في القريب العاجل، و لكن وكالة ناسا قد تحدثت اكثر من مرة رسميا عما يسمى بالنشاط الشمسي الزائد الذي قد يعطل التكنولوجيا على الأرض ويسبب بعض الزلازل والبراكين، وفي هذا الأمر يبدو الاتفاق الضمني على حدوث التغييرات بالنسبة للفريقين المنكر والمتحمس، لكن بعض المتابعين لوكالة ناسا قد رصدوا إعلانها في بداية الثمانينيات عن كوكب اكس ثم ما لبث الخبر ان أزيل من موقعها الرسمي ولم يعد أحد يتذكره، ويقال إن الكوكب اكس لا يرى إلا بالأشعة تحت الحمراء وبالتالي لا ترصده المناظير الفضائية الحالية، وفي كل الأحوال فقد اجتهدت قنوات تلفزيونية شهيرة مثل بي بي سي وديسكفري وناشينوال جيوغرافيك بتناول مثل هذه السيناريوهات فيما لو تعطلت التكنولوجيا بسبب النشاط الشمسي الزائد، وإلى الآن لا توجد تأكيدات حقيقية بشأن ذلك، ويعزو بعض المتحمسين إلى أن وكالة ناسا في النهاية وكالة استخبارية اميركية ولا يمكنها قول الحقيقة، لأن قولها مكلف جدا ويسبب الفزع عالميا وانهيار الاقتصاد ونتائجه لا توصف، وبالتالي حتى إن كانت تعرف بحقائق أخرى لن تنشرها للعامة من البشر وتبقيها طي الكتمان الشديد، وهنا نعود إلى فكرة الطاقة الظلامية التي تسيطر على المؤسسات العالمية الكبرى، وتتحكم بالاعلام وما يجب على البشر معرفته أو لا ..!

هل هناك إشارات في الإسلام ؟؟



لا بد أن هناك تساؤلات كثيرة في رؤوس القراء المتدينين ولا سيما من المسلمين إن كانت هناك جذور لهذه المسائل في الإسلام سواء في القرآن أو في الأحاديث، وثمة ردود جاهزة للأسف عند الكثيرين، وعبارة شائعة يمكن سماعها هذه الأيام ” الذي يريده الله يحدث .. ولن ننتظر شيئا ..ويوم القيامة لا يعلمه إلا الله ” ، وهذا كلام لم ينفه احد، فالحديث هنا ليس عن ” يوم القيامة ” بل عن تبدلات على الأرض، ولهذا يجب الانتباه جيدا وقراءة المقال منذ البداية حتى لا يحدث أي خلط، صحيح أن يوم 21 ديسمبر الجاري بالنسبة لبعض الشعوب في العالم يمثل يوم القيامة او نهاية العالم، ولكن كما قلت من قبل، لا اجد شخصيا أن الأمر سيكون كذلك، ثم وعلى الأغلب لن يحصل شيء في هذا اليوم وستسير حياة الناس بشكل طبيعي، ولكن لا أحد يضمن أن لا تحدث أمور كبرى في الأيام المقبلة الأخرى…..!
بالنسبة للدين الإسلامي هناك إشارات إلى ما يسمى ” زلزلة الساعة ” وهي ليست ” الساعة ” بل تسبقها بفترة لا يعلمها الا الله، ومن الملاحظ في قراءة هذه الأيات انها لا تتحدث عن يوم القيامة، ففيها يكون الناس مثل السكارى، و تضع كل حاملة لطفل مولودها من هول الصدمة، ويفر المرء من أمه وأهله، وينشغل كل انسان بذاته، وفي يوم القيامة لا يكون هناك حامل ولا من يفر من الأخرين، لأن الجميع يخرجون من قبورهم ويساقون نحو الحساب، وبالتالي فهذه الآيات على الأغلب تتحدث عن المرحلة التي تسبق يوم القيامة اي إحدى العلامات الكبرى، وهناك إشارة إلى تبدل الأرض ” يوم تبدل الأرض غير الأرض” وإشارات إلى ” الدخان ” الذي يغشى الناس، وفي كل الأحوال فإن الأهوال هذه لا تكون يوم القيامة، وهي لم تأت بعد، فربما تكون الاحتمالية من خلال قراءة هذه الإشارات ما يعتقده المتحمسون للتغيرات، ومن المعروف أن النبي الكريم صلى الله وبارك عليه وآله قد حذر قومه من اقتراب الساعة، وبين لهم علاماتها، وهذا يشير إلى أن عصرها قد اقترب، ولكنها مخفية في وقتها وتفاصيلها عن الخلق، ولكن الله سبحانه وتعالى يختص بعلمه من يشاء، وبالتالي قد يكون عرفها للبعض وأخفاها عن البعض، فعلم الله لم يتوقف عند السلف، وما يزال فاعلا في الأرض، وهو وحده سبحانه يملك أمر إعلامه لمن يشاء ..!
إن الكثير من المسلمين اليوم منقسمون بشأن المستقبل الروحي لهم فالمسلمون السنة ينتظرون المهدي ثم نبي الله عيسى ليتبعه، والمسلمون الشيعة ينتظرون خروج صاحب الزمان، وهو الاسم الآخر للمهدي من كهف غاب فيه من أكثر من الف سنة، وهنا ينتظر المسيحيون من جهتهم المسيح عليه السلام محفوفا بالملائكة وهابطا على غيمة أمام الناس، وقد دهشت إلى أن الكثير في جبال التبت بانتظار ما يدعونه ” صاحب شامبالا ” وهو روح سامية تتجسد بشكل بشري وتأتي لإقامة عهد جديد من السلام على الأرض، ويعتقد اليهود أيضا بقدوم مخلصهم، وفي كل الاحوال فإن هناك سيطرة كبيرة لفكرة قدوم مخلص ليعيد الناس الى الصراط المستقيم ويقيم مملكة الله على الأرض، وللأسف كل جماعة أو اصحاب دين يظنون أنهم سينجون ويدافع عنهم مخلصهم فيما يخسف بالباقين الأرض، وهي فكرة بحاجة إلى مراجعة فالله سبحانه فوق الأديان والمذاهب والقوميات، وإن ارسل مخلصا لا بد أن يكون للجميع، وليس لشعب أو مذهب دون غيره، وعموما فإن فكرة المخلص هنا تدل على أن البشر يشعرون بأنهم في وضع صعب روحيا وأن القدرات الظلامية هي التي تتحكم بالبشر، وبالتالي فلا بد لهم من قائد ينير لهم الظلمات ويدحر قوى الشر، حتى يعيش البشر في عهد من السلام والمحبة بلا طاقة سالبة لعهود قادمة .

أخيرا :

إن ما أشرت إليه من قبل استعراض حاولت أن يكون شاملا ومختصرا لهذه المسألة الكونية المؤرقة للكثير من البشر، وقد توالت الأنباء مؤخرا عن رعب في اوكرانيا وروسيا وتركيا وفرنسا مما سيجري، فيما يغط العرب بالنوم في عسل الربيع الغارق بالدماء، وتسيطر قوى التطرف والانغلاق والجهل على الكثير منهم للأسف، ويبقى الباب مفتوحا للأمل لعهود جديدة من السلام والمحبة والتركيز على أخلاق التعامل بين البشر بغض النظر عن الجنس او اللون أو الدين، فمقصد الله في النهاية أن يعيش الناس بمحبة ويعمروا الأرض وينتبهوا إلى التأمل في الكون، والبحث عن الحق، ونشر طاقة النور…..وسواء حدث شيء في الأيام القريبة أو لم يحدث فإن الخلاص يكون فرديا بالاستيقاظ من سيطرة طاقة الشر، والعيش بانسجام مع بقية أفراد البشر في كل مكان.
إن أفضل ما يمكن أن يعمله المرء في هذه الحالات سواء حدث شيء او لم يحدث أن يقرر في داخله أن يبدأ عصره الذاتي من العيش في النور بطاقة المحبة العالية، وأن يسعى إلى ايقاظ قدراته الروحية الخيرة، ويخفف من الجانب المظلم في أعماقه، ويفتح قلبه وعقله للمعرفة وحب البشر والشجر والحجر، ونشر الخير ، وهي مسائل ممكنة لكل إنسان، وأن يكون ضد الحرب والطاقة الظلامية بمختلف تمظهراتها، وأن يقرر منذ هذه اللحظة الانحياز إلى طاقة النور والخير ففيها النجاة والسعادة الأبدية في كل الأحوال .
وعسى الله أن نلتقي جميعا في العهد الأجمل، ونحتفل بالبشر ونورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم .

* روائي وصحفي من الأردن


( مؤسس ورئيس تحرير ثقافات )

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *