“هيام الأسد” مسيرة حافلة بالنتاج الشعري

*ناهد عبدالله

لطالما عرف شعر المرأة بالخجل وظل قلمها على مر العصور يتأرجح على استحياء في محاولة لأن يناصف الرجل في محافل الأدب والثقافة والفن خاصة في بوتقة الشعر وبالتحديد في مجال العشق والغزل.                                         

وتعرف الساحة الأدبية العربية العديد من الشاعرات اللائي تمكن من وضع بصمة قوية في مجال الشعر، ماضين في درب شاعرات يحسب لهن ترميم الساس المرتكز على مساحة من الحرية والجرأة لتتمكن زميلاتهن من السير على ذات النهج.  

 فقد عرفت الساحة شاعرات لا يمكن تجاوزهن أمثال الشاعرة الإماراتية والناقدة الأديبة رهف المبارك من خلال قصائدها المنسوجة بحروف اللغة العربية الفصحى، والشاعرة الليبية ردينة الفيلالي التي أثارت الجدل منذ طلتها الأولى بقصائدها الغزلية المخاطبة للرجل، والشاعرة السودانية روضة الحاج وصوتها الجياش وهي تردد سمفونياتها الوطنية والإنسانية، وغيرهن من الشاعرات الخليجيات والعربيات.                  

وجاءت المقدمة مطلعا نستهل به الولوج إلى عوالم شاعرة شابة من أرض السمر بدأ بريقها يسطع خلال السنوات الأخيرة، تحظى في جعبتها بقصائد تجعلها في مصاف الشاعرات الرائدات.                                                           

هيام الأسد شاعرة سودانية تتمتع بمسيرة حافلة بالنتاج الشعري، وبصمة ظلت ترفل في المنتديات والأمسيات المحلية والعربية، ولها صوت شعري وكلمة رنانة ألهمت الكثير من الإعلاميين فدونوا كتاباتهم من وحي شعرها.                    

شاركت الأسد في مهرجان الشعراء الشباب العرب في المنامة بدولة البحرين في 2008م ، تلتها مشاركتها في مسابقة سحر القوافي بالخرطوم 2013م.                                             

وأيام بلقيس للأدب النسوي في طبعته الثالثة بعين توتة في باتنة بالجزائر، ومهرجان الإسكندرية للشعر العربي 2017م .                  

ومهرجان الشارقة للشعر النبطي والذي اعتبرته محطة فارقة في حياتها التقت خلاله كوكبة من الشعراء والأدباء الإماراتيين والمقيمين بدولة الإمارات. وسجلت حضورا في بعض الأمسيات الشعرية من بينها النادي الثقافي العربي بالشارقة والنادي الاجتماعي السوداني بأبوظبي.                         

دونت الأسد قصائدها في نتاجين شعريين هما “كنت الوقت” والذي تم تدشينه في جمعية الأحلام الأفروآسيوية.               

 وترجمت قصيدة “كنت الوقت” في كتاب يعنى بترجمة القصائد العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية. وديوان “نفاج الروح” الذي تم توقيعه في مدينة الشارقة في فبراير 2020م على هامش مهرجان الشارقة للشعر النبطي.                    

وظهرت في العديد من البرامج والأمسيات التلفزيونية المحلية والفضائية من بينها برنامجي ريحة البن ومساء جديد.          

وفيما يلي بعض القصائد من ديوان الشاعرة:                  

“كنت الوقت”

الوقت يشرب صفوة الأرواح

 يقتات البقايا ثم يمضي

مسرع الخطوات في درب الحياة

لم يعد مذ أدمن الترحال يوما.. لم يصل!

أترى صادفه حب فمات؟!!

لست أدري

إنما ما فات ما مات ولكن

في رماد العمر تحيا الذكريات ..

“رجل الياسمين”

أيا أنت يا رجل الياسمين

بكلي غرستك

تنبت في كل خفق من القلب زهرة..

بكلي ألتقيك

تسطع ما بين بيني فكرة..

بكلي وجدتك

كنت بمحراب طهري تصلي

وكنت إزاءك

أسجد!

أن أنت يا رب ناديتنا بنداء المحبة

فاسبغ على الروح منك المسرة..

أنا لست أرجوك أن عد..

فأنت تعود مع كل نبض

 جديد…

 

  • شاعرة وصحفية من السودان

شاهد أيضاً

أول رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي

(ثقافات) أوَّل رسالة دكتوراة رقمية تفاعلية في الأدب العربي: أركيولوجيا الصورة في رحلة ابن بطوطة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *