أعلنت جائزة البوكر الدولية ”مان بوكر” قائمتها الطويلة لعام 2017 عبر موقعها، لتختار بذلك 13 عملاً أدبياً، من ضمن 156 رواية، و هذا يعد العام الثالث للجائزة منذ عام 1969 التي تفتح فيه الباب لكتاب الإنكليزية من مختلف الجنسيات . وتبلغ قيمة الجائزة 50 ألف دولار .
وتضم القائمة الطويلة حشداً من عمالقة الأدب، الذين كوّنوا مجموعة منتقاة ضمّت اسماءً لامعة مثل بوليتزر، وكوستا، و بيليس، وفوليو، و إمباك وغولد سميث، وتضم القائمة أيضاً الكاتبة الهندية اروندهاتي روي – وهي الكاتبة الوحيدة التي فازت بالبوكر من قبل – وروايتها المدرجة تتحدث عن امرأة هندية متحولة جنسياً، ووصفتها لجنة التحكيم بأنها “رواية ثرية وحيوية”. وفي حديثها عن سبب مضي عقدين من الزمن حتى تكتب رواية ثانية، قالت روي إن “الرواية تأخذ وقتها. وأنا لست في عجلة من أمري. لا أستطيع الكتابة بشكل أسرع أو أبطأ مما استطيع”.
واختارت لجنة التحكيم هذه القائمة من بين أكثر من 150 عنواناً، وتضم أيضاً أربعة كتاب كان قد تم اختيارهم من قبل في القائمة القصيرة للجائزة التي تعد أفضل جائزة أدبية في المملكة المتحدة، لكن الحظ لم يحالفهم في الفوز بها. وتم اختيار رواية آلي سميث المعنونة “إنساني، احمق، لذيذ، متفائل” واختيرت رواية الكاتبة زادي سميث (وقت التأرجح) التي تتحدث عن الصداقة والتنافس بين فتيات لندن اللاتي يلتقين في فصل لتعليم الرقص، ونجد في القائمة أيضاً رواية ايام بلا نهاية للكاتب سيباستيان باري وتتناول قصة، رجل ايرلندي يهاجر إلى الولايات المتحدة في الفترة التي سبقت الحرب الأهلية؛ وأخيراً هناك رواية الكاتب محسن حامد المعنونة “الهروب نحو الغرب”، وهي قصة حب تدور في عالم يستخدم فيه اللاجئون كل ثغرة قانونية تتاح أمامهم للسفر من مدينة إلى مدينة.
فتحت جائزة بوكر أبوابها أمام المؤلفين من الولايات المتحدة في عام 2014، حين اصبح بول بيتي أول كاتب أمريكي يفوز بها، وتتنافس هذا العام، ثلاثة من أكبر الأسماء في أدب الولايات المتحدة على الجائزة: بول أوستر مع روايته 4321، التي تستكشف حياة أربع شخصيات لرجل واحد وفي وقت واحد، والتي وصفتها لجنة التحكيم بالرواية “المبهرة ” وهناك ايضاً جورج سوندرز، وهو كاتب قصة قصيرة، حيث يقدم روايته الأولى لينكولن في المقبرة، وفيها يتابع زيارات إبراهيم لنكولن إلى المقبرة، حيث يرقد ابنه البالغ من العمر 11 عاماً؛ ويقدم كولسون وايتهيد روايته الخيالية “السكك الحديدية السرية”، عن فتيات من الرقيق يهربن من مزرعة القطن في جورجيا، والتي فازت من قبل بجائزة بوليتزر وجائزة الرواية في الولايات المتحدة.
وقالت رئيسة لجنة التحكيم البارونة لولا يونغ “من الواضح أنه كان امراً مثيراً للجدل للغاية، أن تفتح الجائزة ابوابها أمام كتاب الولايات المتحدة “كنت اشعرشخصياً قبل أن يتم إدخال الكتاب الأميركيين، في المنافسة على الجائزة بأن الامر يبدو غريباً جداً، وكانت المشاركة متاحة لأيّ كتاب مكتوب باللغة الإنكليزية من المملكة المتحدة، أو دول الكومنولث، وأيرلندا وزيمبابوي – كانت توليفة غريبة قليلاً. ويبدو [شمول أمريكا] خطوة منطقية، ولا أعتقد أن على القراء والكتاب والناشرين أن يشعروا بالتوتر الشديد “. وأضافت يونغ في هذا العام، كانت نحو ثلث المشاركات تعود لكتاب امريكيين – بانخفاض طفيف عن العام الماضي.
وسوف يتنافس الكتاب الامريكيون الثلاثة، وهم ساندرزو ويتهيد وأوستر مع اثنين من الأسماء الجديدة: فيونا موزلي، البالغة من العمر 29 عاماً، من المملكة المتحدة، وأميلي فريدلوند البالغة من العمر 38 عاماً، وقد اختيرت اول رواية يقومان بتأليفها الكاتبتان للمشاركة في المنافسة، وهما (إلميت) و(تاريخ الذئاب) على التوالي. وينضم إليهم الكاتب إمباك دبلن الحائز على جائزة جون ماكجريجور عن روايته الصهريج رقم 13، وتتناول ما يحدث في احدى القرى بعد اختفاء فتاة من سكانها المحليين تبلغ من العمر 13 عاماً، اثناء تمضيتها العطلة، وللكاتبة كاملا شمسي رواية “نيران البيت” ، وهي رواية تعيد كتابة مأساة سوفوكليس (أنتيجون) و تبدأ احداثها من غرفة الاستجواب في مطار هيثرو.
وتكتمل القائمة الطويلة مع رواية الكاتب الايرلندي مايك ماكورماك (عظام شمسية)، وهي الرواية التي فازت بجائزة غولدسميثس العام الماضي. ونشرت لأول مرة في عام 2016 من قبل دار نشر ايرلندية صغيرة تدعى ترامب بريس ، ولم تتأهل رواية ماكورماك للبوكر في العام الماضي لعدم وجود مكتب لدار النشر في المملكة المتحدة. وبعد أن نشرتها دار كانونغات، اصبحت مؤهلة للمنافسة على الجائزة.
إذاً، فالقائمة الطويلة تتألف من أربعة كتاب من بريطانيا، وأربعة من الولايات المتحدة، واثنين من ايرلندا، وكاتبين بريطانيين من اصل باكستاني وكاتبة هندية واحدة؛ سبعة رجال مقابل ست نساء؛ ويشترك ثلاثة من المتنافسين بروايتهم الاولى؛ وأصرت رئيسة لجنة التحكيم البارونة لولا يونغ على أنه عندما قام اعضاء لجنة التحكيم باستعراض الأسماء الثلاثة عشر للمتنافسين، أدركوا تنوع قائمتهم.
“إن القائمة الطويلة تعرض طيفاً متنوعاً – ليس فقط للأصوات والأشكال الأدبية، بل أيضاً للأبطال، في ثقافتهم وعمرهم ونوع جنسهم. ومع ذلك وجدنا أن هناك روحاً مشتركة بين كل هذه الروايات: على الرغم من أن موضوعهم قد يكون مضطرباً، وقوتهم ومدى الحياة مؤكدة للحياة – منشط في عصرنا “، وقال يونغ. “معاً وتعرض القائمة الطويلة طيفاً متنوعاً – الا انها تتميز بالحيوية – التي تبثها في زمننا الحاضر “، وقالت يونغ. “ويستكشف جميع المؤلفين – سواء المعروفين أو الجدد – مجموعة من الأشكال والتقنيات الأدبية، من أولئك الذين يكتبون بسياق تقليدي الى أولئك الذين يهدفون إلى خلخلة جدران الرواية”.
جائزة بوكر هي من أهم الجوائز الأدبية المخصصة للأعمال الروائية باللغة الإنكليزية، وذلك منذ تأسيسها عام 1968. تُمنح لأفضل رواية كتبها مواطن من المملكة المتحدة أو من دول الكومنولث أو من جمهورية أيرلندا. ولها فرع يهتم بالرواية العربية وهي الجائزة العالمية للرواية العربية التي تم إطلاقها في أبو ظبي في نيسان 2007.
أعضاء لجنة التحكيم في جائزة “بوكر” هم من نخبة النقّاد والكتّاب والأكاديميين، ويتغيّرون كل سنة بغية الحفاظ على صدقية الجائزة ومستواها.
الجائزة خاصة بالرواية حصراً، وهي تكافئ كلاً من الروايات الستّ التي تصل إلى القائمة النهائية بـعشرة آلاف دولار أميركي، بالإضافة إلى خمسين ألف دولار أمريكي للفائز. الـ”بوكر” جائزةٌ لها تأثير على الكاتب الذي يفوز بها، إن كان معنوياً (ترجمات وشهرة عالمية)، أو مادياً (قيمة الجائزة وانعكاسها على مبيعات الكتب).
تفرعت من الـ”بوكر” جائزتان عالميتان للرواية هما: جائزة بوكر الروسية التي تأسست عام 1992، و جائزة كاين للأدب الأفريقي عام 2000
____________
المدى العراقية عن: الغارديان