نُعلقها على أعمدة “باب العمود”
ونعود إلى ليلٍ ناعسٍ في الأزقةِ
نتفيّأ الأماكن الفارغة من قمصانِ أهلِ البيوتِ
البيوتِ العتيقةِ في أقصى أسرار الأصدقاء المحاربين
لهفي على مدينةِ الله
يا الله ..يا الله
..الله أكبر
..هذي عاصمةُ التراتيلِ
والمدنِ المطعونةِ
تاريخُ الترابِ
حرارةُ الجرحِ
وطنُ الأنبياءِ الشهداء
أرض منذورة للرصاصِ والخناجر
لانقلابِ الوقتِ في صراخِ الحروبِ
أرضٌ منذورة للطعناتِ
طعناتِ العواصمِ المرتجفةِ
أمامِ ذئبِ الليالي في شخيبِ الدمِ
أرضٌ منذورةٌ لدمعِ من رحلوا
هي رقصة الأيوبيّ في تكاثرِ التراتيلِ
في مفتتحِ المعاركِ
احتراقُ الراياتِ والمراكبِ
انطفاءُ الحلمِ على فراشِ التاريخْ
هي يبوس.. الكنعانيين
امتحانُ الحياةِ
سَفرُ القلوب نحو لغةٍ
لم تسقط في قفصِ النعاسِ
هي صحائف الأولينَ والآخرينْ
أصواتُ الأنبياءِ المعذبين
أصواتُ الكنائسِ والمآذنِ
أعشاشُ الحمامِ في أضلاعِ القبابِ
دمعُ الشموع في المقابرِ
فوانيس الشوارعِ المعلقةِ في الحواري
هي القدسُ.. مدينةُ الله.
هي القدسُ.. هي القدس
هناك تركتني في ترابها
رأيتُ حجارة أزقتها تُصلي في منازلِ القلوب،
رأيتُ تاريخاً في شرايينِ القبةُ يُصلي
رأيتُ مُدنا تحجُّ موصولة بالعروةِ الوثقى
تحجّ للقيامة، للصخرة، للشهداء، لمدينة الله
هناكَ في القدسِ
أطلقتُ جسدي
حماماً في سوقِ العطارين
بينَ المارةِ والكعك المقدسي في الطرقات
في ثيابِ الشوارعِ
وقمصانِ صلاح الدين،
“فيا ليلة الإسراء”
لم نزلْ ننامُ في خيمةِ العراء
نشمُّ رائحة التوابل والزيتون
ننام في الشوارع والحارات
حواري القدس القديمة
ولم نزل نرفع الرايات
رايات من رحلوا
ونبتهل إلى الله
2
هذا كتابُ القدسِ أوراقُ الجرحِ والموتِ أبجدية الدم الصاعد لغةُ الثابتينَ على أبوابِ المعراجِ مدينةُ الذاهبين إلى علياءِ الروحِ و المدينة تمضي في نهارها الطريد
ويأخذنا السؤالُ القتيل
لماذا تركَ الأعراب قمصانها
ممزقة على الحجارة؟ لماذا تركوا طيور الكانئسِ والمآذنِ بلا صلاةٍ
و بلا تسابيح؟ القدسُ سرُّ الأمهاتِ اللواتي ذهبنَّ يُنشدنَ حُلم الشهادةِ في طينها المبللِ بالتهاليلْ القدسُ دمٌ طري في الحارات
دم سابح في جسد التاريخ القدس جغرافيا الثائرين..كتاب الله القدس حرف البداية والنهاية معنى الصعود لشكل الحياة كتاب القدس حكاية نور الله في القلوب حكاية نزف المرابطين في عنق البلاد حكاية دمهم في معجم الأرض القدس جرح الأنبياء في التراب القدس كتاب المتعبين لغة الفلسطيني المسكون بالنار لغة الصهيل على شفاه المنذورين للسماء