خاص- ثقافات
*مهند النابلسي
فيلم خيال-علمي طريف وكوميدي يتابع نفس مغامرات الفريق الفضائي العجيب المسافر عبر المجرات، والذين يثابرون على القتال والتآزر لحماية وجودهم والمحافظة على دورهم الطيب، وكذلك لحل اللغز الخفي لأبوة الأمير “بيتر كييل”، حيث يتصادق الأعداء المزمنون ليصبحوا حلفاء وأصدقاء جدد، يحيي هذا الشريط الترفيهي الجذاب شخصيات “الكوميكس” الفنتازية الشهيرة والطريفة والمتناقضة والغريبة، وبطريقة فريدة مسلية وبأسلوب ملحمي، وكأنها شخصيات حقيقية من لحم ودم. كما يجمع هذا الشريط المشوق ثيمات الأكشن والمغامرة والكوميديا مع الخيال العلمي والفنتازيا بطريقة “غير مسبوقة” في تاريخ السينما، كما ينجح بتقديم نمط خلاب ومدهش من المؤثرات الخاصة الداعمة، ذات الدلالة والواقعية، وقد نال ثناء النقاد عالميا بنسبة 8/10.
الفيلم من إخراج “جيميس كوون” وكتابة “دان آبينيت”، وتمثيل كل من ” كريس براث، زو سالدانا (بدور يتيمة كائن فضائي غريب تسعى للخلاص من خطايا جرائمها السابقة وتم تدريبها كقاتلة محترفة)، وديف باوتستا” بالأدوار الرئيسية: اللورد الفضائي “بيتر كويل”، والفتاة الجامحة “جامورا” و”دراكس” المقاتل الشرس الظريف، ثم أصوات كل من “فان ديزل” للكائن النباتي الشجري الصغير الطريف “جروت”، وصوت “برادلي كوبر” للراكون الذكي “روكيت”، كما يدخل على الخط كل من “كورت راسل” بدور ايفو والد “بيتر كويل” (الأب الأناني الخالد الشرير)، ثم الممثل الشهير “سيلفستر ستالوني” بدور شخصية “ستاكر اوغورد” الداعمة والمتآزرة مع حراس المجرة، واليزابيت ديبيكي بدور “عائشة” الأمبرطورة الطويلة الغريبة المهيبة ( قائدة الشعب المستقل ذوي الجينات الخاصة ذات الطول المهيب الذي يتجاوز المنرين مع الحذاء الطويل)، ولا أدري حقا المغزى الخفي من تسمية هذا المسخ الفضائي الطاغية الذي يملك قوة ضاربة ويهدد وجود “حراس المجرة الأبطال” “بعايشة”؟ وهو اسم عربي – إسلامي! ثم هناك “ميشال روكر” بدور “يوندو اودونتا” صاحب الجلد الأزرق البليد- المطيع، وكارين جيلان بدور “نيبولا” الفتاة المتبناة لثانوس، والتي نشأت مع جامورا كتوأم، كما يوجد “بوم كليمنتيف” والتي نشأت وهي تفتقد “للتفاعل الاجتماعي” الذي تحاول تعلمه من الحراس…وقد تجاوز عدد الممثلين في هذا الشريط الفضائي الممتع عن سبعين ممثلا رئيسيا وثانويا، وهذا عدد كبير نسبيا ومربك للمشاهدين، وتصعب إدارته وتوجيهيه للتناغم وهذا ما نجح المخرج بتحقيقه مع طاقمه الإنتاجي…
تكمن جاذبية الفيلم ببعده المشهدي الأخاذ وبأسلوب السرد والحوار الكوميدي الطريف، وبطريقة تكوين “الكيمياء التفاعلية” وتوزيع الأدوار بين معظم الأبطال بتناغم عجيب، وكذلك بإبداع الموسيقى التصويرية المتنوعة. أما تركيبة الحراس فهي ذات مغزى وليست عشوائية، فهم مكونون من العنصر البشري والمسوخ الفضائية المتعاطفة والحيوانات والنبات (جروت بدوره الحيادي الداعم عكس حماس “روكيت” التفاعلي). يلعب “كريس سوليفان” دور قائد المتحولين “رافاجيرس” كشخصية غبية جامحة، ويأخذ مكياجه أكثر من ثلاث ساعات ليظهر بشكله المعبر، كما يلعب “سين جون” دور “كراجلين” القائد الثاني في الترتيب، ويبدع “سيلفستر ستالومي” بدوره القصير كضابط كبير في مجموعة الـ “رافاجيرس” وكصديق قديم ليوندو، أما الممثل “كورت راسل” فيلعب دور “ايجو”، ومن الضروري للقارىء النبيه معرفة أسماء الشخصيات المختلفة هنا لكي يفهم تفاصيل الحبكة المتداخلة.
تفاصيل الحبكة:
في العام 1980 يزرع والد “كويل” لوالدته “ميردويت” بذرة تثمر لاحقا عن زهرة مضيئة جميلة، وننتقل للعام 2014 حيث يتم إعلان كل من “بيتر كويل، جامورا، دراكس، روكييت والطفل الشجري جروت كحراس للمجرة، وتقوم “عايشة” كزعيمة لجنس مستقل، بمقايضة بطاريات قيمة (وصلتها كهدية من وحش كوني غريب)، مقابل احتجاز شقيقة “جامورا” الاخت “نيبولا”…والتي تعتقل لمحاولتها سرق البطاريات، بعد أن ينجح روكييت (الراكون الخبيث) باختلاس بعضا منها، حيث تقدم الإمبراطورة الطويلة على مهاجمة سفينة الحراس الفضائية بضراوة، مما يجبرهم على الهبوط الاضطراري على سطح كوكب غريب قريب،فيظهر لهم حينئذ شخصا غامضا مهيبا “ايجو” ويدعي أنه والد كويل المختفي،ويدعوهم لمنزله، بينما يبقى كل من “روكييت وجروت” لإصلاح السفينة وحماية نيبولا…ولاحقا يتم اكتشاف كهوف مليئة بالجماجم والهياكل العظمية القديمة لعدد كبير من الأطفال، فيما يحاول ايجو تعليم ابنه المفترض كويل كيفية التلاعب بالقوة السماوية الخالدة بأسلوب سحري، ثم يصل نيبولا لكوكب “ايجو” محاولا قتل “جامورا”، حيث يعترف ايجو لكويل بأنه قد زرع كما كبيرا من البذور في آلاف العوالم، كوسيلة لامتداده في الكون، كما تم “تحبيل” أعداد كبيرة من النساء، وتجميع الأطفال المولودين بواسطة المدعو “يوندو”، ولكن هذا الأخير فشل في استخدام القوة الكونية بشكل متناسق، لذا اضطر “ايجو” لقتلهم والتخلص منهم، حتى وجد اخيرا ضالته في ابنه المنسي المفترض “كويل”، محاولا استخدامه لتفعيل البذور مرة اخرى، وينجح اخيرا بتنويمه مغناطيسيا لمساعدته على انجاز مهمته المشبوهة، لكن ايجو يثور فجاة غاضبا بعد أن يعلم بأن ايجو المهووس هذا قد تسببت بموت والدته “ميرديت”، ولأن محبنه الشديدة لها قد تسببت بتشتيت فكره ومنعه عن بلوغ هدفه.
يصل الحراس لمركز الكوكب، حيث يستوطن “دماغ ايجو”، ويقاتلون طائرات الدرون السيادية، فينجح الراكون “روكييت” بصنع قنبلة من البطاريات المسروقة، بينما يحارب كويل ايجو الشرير مستخدما قواه الكونية الجديدة ليسمح لباقي الحراس بالهروب…فتنفجر عندئذ القنبلة وتفتك ب”ايجو” متسببة في تفكك الكوكب،، ويضحي “يوندو” بنفسه لإنقاذ كويل، ونكتشف حينئذ أن “يوندو” هو الأب الحقيقي لكويل، وأن “نيبولا” ما زال مصرا على قتل “ثانوس”، ويتم ترتيب جنازة مهيبة ليوندو، تحضرها عشرات السفن الفضائية مطلقة مفرقعات نارية هائلة ، ومعترفة بتضحيات ” يوندو” الإنسانية الكبيرة، ويستخدم “كراغلين” أسهم يوندو التي تعمل بطاقة التخاطر الخارقة، كما يتأثر القائد “ستاكار اوجورد” بتضحيات ” يوندو”، ويتحدث بوفاق مع رفاقه مصمما على اكمال المسيرة، ثم يعود جروت لحجمه الطبيعي، وتسعى الزعيمة “عائشة” للتخطيط ثانية لتدمير “حراس المجرة” بلا هوادة، حيث تسمي مشروعها “آدم”، ونلاحظ في المشاهد الأخيرة أحد رواد الفضاء وهو يناقش تجاربه مع مجموعة لامبالية من الحضور!
تلخيص نقدي:
يملك المخرج “جيمس كوون” رؤيا كوميدية- مشهدية، وقد نجح بتوصيلها بطريقة لافتة وشيقة كما نجح ببناء إحساس مستمر بالفكاهة، مع الموسيقى التصويرية المعبرة وتفاعل كافة الشخصيات… ولكن حماسه الزائد أوقعه في بعض المبالغات والفوضى وبعض العشوائية وربما الارتجال، فحول حراس المجرة أحيانا لمجموعة من القراصنة بسلوكيات “تهريجية”، مع كم كبير من الفنتازيا والكوميديا محولة الشريط المكلف لترفيه خالص مع بعض البعد الإنساني الطريف، ولو قارنا هذا الجزء بالجزء الأول (2014) لوجدنا انصهار مجموعة الحراس في كيمياء تفاعلية تلقائية (وخاصة بين برات وراسل وروكر)، مع دخول عدد جديد من الشخصيات الدرامية إلى السياق السردي، متماثلة ومتناقضة أحيانا مع الشخصيات القديمة لتعزز علاقات “الحب والكره والطموح والفتك”، معطية لهذا الشريط نكهة جديدة خاصة وعمقا عاطفيا مؤثرا، ساعد في إنقاذ الفيلم من “التفاهة والسطحية”…كما نجحت “مارفيل” بحق في اثبات وجود “شخصيات فضائية وحيوانية ونباتية” اخرى، مثل الراكون الذكي الناطق “روكر” الذي لعب دورا محوريا غير متوقع، وجروت “الشجري” الطفولي التلقائي، الذي لا ينطق الا باسمه “جروت” طوال الشريط.
________
مرتبط
إقرأ أيضاً
حرّاس النوعيّة*زليخة أبو ريشةكنت وددتُ أن وزارة التربية والتعليم هي التي عقدت تلك الندوة المهمة التي…
-
حافلة موقوتة هشام البستاني *مشارف إربد، الواحدة إلا رُبعاًمع مرور الدقائق وتدافع الركاب، يتحول الباص القديم المتهالك…