مريم نعوم: الصوت الداخلي للشخصيات قادني في «واحة الغروب»

*جورج إدوارد

عقب فيلمها السينمائي الأول «واحد صفر» اتجهت المؤلفة المصرية مريم نعوم إلى كتابة الأعمال التلفزيونية، حيث لمعت عبر مسلسلات مميزة، بدأتها بمسلسل يسرا «بالشمع الأحمر» عام 2010، وشكلت ثنائياً ناجحاً مع المخرجة كاملة أبو ذكري في مسلسلات عدة، فحقق مسلسل «ذات» نجاحاً ساحقاً، ثم مسلسل «سجن النسا»، واجتمعا مرة أخرى خلال موسم رمضان الحالي في مسلسل «واحة الغروب».

وتعد نعوم كاتبة السيناريو الأكثر تقديماً للروايات بين أبناء جيلها، إذ قدمت «منخفض الهند الموسمي» لأسامة أنور عكاشة تحت اسم «موجة حارة» مع المخرج محمد ياسين، ثم «ذات» عن الرواية الشهيرة لصنع الله إبراهيم، و «سجن النسا» عن مسرحية فتحية العسال وأخيراً رائعة بهاء طاهر «واحة الغروب» التي ما زالت تحقق نجاحاً لافتاً وإشادة من الجمهور والنقاد. عن تجربتها في هذا العمل، تقول نعوم لـ «الحياة» أن «فروقاً أساسية تمايز بين تجربتها في تحويل رواية «واحة الغروب» إلى مسلسل تلفزيوني مقارنة بالأعمال الأدبية الأخرى التي سبق أن كتبت لها السيناريو، إذ ينبع الاختلاف من الفترة الزمنية التي تحصل خلالها أحداث العمل التي تدور في القرن التاسع عشر، ما جعل المعلومات الخاصة بالتاريخ الاجتماعي لتلك الفترة محدودة جداً من حيث الملابس والعادات، إضافة إلى شكل العلاقات». وساقت نعوم مثلاً في رواية «ذات» بقولها: «دارت أحداثها خلال الخمسينات من القرن العشرين وما بعدها، فكان من اليسير اللجوء إلى أشخاص عاشوا ذلك العهد ما زالوا يعيشون بيننا».

وتثني على أهالي واحة سيوة لتقديمهم المساعدة والعون لها خلال رحلتها في كتابة السيناريو بينها إمدادها بمخطوط نادر يتضمن عاداتهم وتقاليدهم كما أوصاهم الأجداد، فيما قدمت لها إحدى السيدات التي تجاوز عمرها مئة عام، معلومات وذكريات ساعدت في هذا الصدد.

وتشير نعوم إلى أن «واحة الغروب» تعد تجربة مميزة ومختلفة لكونها اعتمدت على الصوت الداخلي للشخصيات، ما جعلها تحول هذه السمة إلى مادة مرئية يتفاعل معها المشاهد، فيما جاءت غالبية الأحداث في شكل «القص والرواية» عبر استرجاع الماضي في ظل عدم وجود صورة متكاملة لواحة سيوة في نص بهاء طاهر إلا عبر عدد محدود من الشخصيات، ما اقتضى إعادة تكوين صورة سيوة بما يناسب العمل التلفزيوني.

وتكشف نعوم أنها تفرغت نحو عامين لكتابة العمل وشاركها في كتابة الحوار أحمد بدوي، مشيرة إلى أن العمل الجماعي هو سبب نجاح المسلسل، بخاصة أن ما يراه الجمهور على الشاشة نتاج جهد جماعي حقيقي بداية من المادة البحثية، مروراً بالجلسات التي جمعت بينها وبين فريق العمل.

وتمنت أن تقدم في ما بعد أعمالاً مميزة مثل «واحة الغروب»، تجمع بين مشاعر وأحاسيس كل فرد من فريق العمل سواء الكاتب أو المخرج أو الممثلين.

______
*الحياة

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *