تحت رعايته

خاص- ثقافات

*محمد مراد أباظة

بعد افتتاح المعرض الخاص ببعض الفنانين التشكيليين بدأ المسؤول، راعي التظاهرة الفنية، بالتجول في أرجاء الصالة مستعرضاً اللوحات الفنية، وزوجته تتأبط ذراعه، ملتصقةً به، متحدثةً إليه همساً، يرافقهما مدير الصالة، وحارسان شخصيان يتبعانهم وهما يكنسان المكان بنظراتهما، وكان زجاج نظارتي المسؤول السوداوين يعكس أشكال المصابيح المتحركة على سطحيهما على إيقاع خطواته البطيئة، فيبدو وكأنه يدير ناظريه في كل الاتجاهات.
راح الفنانون يتحدثون واحداً بعد الآخر عن لوحاتهم، وكان يصغي إلى الفنان المتحدث باهتمام هازاً رأسه وعلامات الإعجاب تبدو على وجهه في الوقت الذي استمرت زوجته في وشوشته. وكان كل فنان بعد الانتهاء من الحديث يقف إلى جانب المسؤول، وشفتاه تنفرجان عن ابتسامة عريضة تحتل نصف وجهه لتلتقط له الكاميرات صوراً تذكارية معه، ومن ثم يمد يده إليه بوريقة بيضاء مطوية سرعان ما ينقض عليها أحد الحارسين عابساً، يلتقطها ويدسّها في أحد جيوبه.
وعند انتهاء الجولة اتجه الجميع نحو مدخل الصالة، وزوجته لا تزال مستمرة في وشوشته، وقبل نزولهم الدرجات المؤدية إلى الخارج تعثر المسؤول قليلاً، فأسرع أحد المرافقين وناوله عصا خاصة بالعميان ليتابع نزول الدرجات بأمان وزوجته لا تزال تتأبط إحدى ذراعيه.

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *