تحت المطر



بقلم: خوانا دي إباربورو** / ترجمة:د. لحسن الكيري*


خاص ( ثقافات )
يا للماء كيف ينزلق على ظهري!
كيف يبلل تنورتي،
و يجمد خدي ببرودته الثلجية!
إنها تمطر، تمطر، تمطر،
أنا آخذة إلى الأمام دربي،
و الروح خفيفة و الوجه متهلل،
بدون أن أشعر، بدون أن أحلم،
و لذة تجتاحني لكوني لا أفكر.
طائر ينغمس في الماء
في بركة معتكرة؛ يتفزع من وجودي
يتسمر… يراقبني… نحس أننا صديقان…
كلانا نحب السموات و الحقول و القموح!
حينذاك يفاجئني بعبوره
فلاح بمجرفته على الكتف.
و المطر المنهمر يكسوني
بكل أنواع الأريج التي يمنحها تشرين الأول للأسيجة.
و فوق جسدي المشبع بالماء
يوشني بحلة عجيبة، رائقة
من قطرات بلورية و ورود معبلة
تقلبها النباتات المنذهلة من نقلة رجلي.
و أنا أتحسس في تجاويف ذاكرتي
الخالية من كل حلم، اشتهاء للذة بدون مدى،
سائغة و هلامية،
في دقيقة منذورة للنسيان.
إنها تمطر، تمطر، تمطر،
و في روحي و جسدي شيء، كأنه انتعاش من أثر الثلج.
*النص في الأصل الإسباني:
¡Cómo resbala el agua por mi espalda!
¡Cómo moja mi falda, 
Y pone en mis mejillas su frescura de nieve!
Llueve, llueve, llueve,
Y voy, senda adelante,
Con el alma ligera y la cara radiante,
Sin sentir, sin soñar,
Llena de la voluptuosidad de no pensar.
Un pájaro se baña
En una charca turbia. Mi presencia le extraña, 
Se detiene… Me mira… Nos sentimos amigos…
¡Los dos amamos muchos cielos, campos y trigos!
Después es el asombro
De un labriego que pasa con su azada en el hombro.
Y la lluvia me cubre 
De todas las fragancias que a los setos da Octubre.
Y es, sobre mi cuerpo por el agua empapado,
Como un maravilloso y estupendo tocado
De gotas cristalinas, de flores deshojadas
Que vuelcan a mi paso las plantas asombradas.
Y siento, en la vacuidad
Del cerebro sin sueño, la voluptuosidad
Del placer infinito, dulce y desconocido,
De un minuto de olvido.
Llueve, llueve, llueve,
Y tengo en alma y carne, como un frescor de nieve.
_____________
** شاعرة مرموقة من الأوروجواي. توفيت في مونتيفديو سنة 1979 عن سن ناهزت 87 عاما. تلقب بخوانا الأمريكية (Juana de América). من رائدات القصيدة الإسبانوأمريكية النسائية. تركت لنا بعد رحيلها أزيد من عشرة دواوين شعرية.
* كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء – المغرب.

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *