يحدثُ.. فلا تُخْطِئِ الحَدْسَ

خاص- ثقافات

*طلال حمّاد

يَحدُثُ أنْ لا يَحدُثَ
ما يجِبُ
لكنّهُ يَحْدُثُ
ويحدُثُ غَيْرُهُ
فالدُنْيا من حَولِكَ
لا تَنْتَظِر
أنْ يَصْفُرَ القِطارُ
أو تُعْلِنَ الطائِرَةُ
عنْ رِحْلَتِها
أو أنْ يَقْرَعَ جَرَسُ المَدْرَسة
لِتَدْخُلَ إلى الصَفِّ
أو لِتَقولَ لك اعْتَدِلْ
كجُنْديٍّ يَنْظُرُ إلى نَمْلَةٍ
تتسلَّقُ دونَما خَوْفٍ
حذاءَهُ العَسْكَريّ
الدُنْيا تركَضُ قبلَ الراكضين
وتَشْهَقُ قبْلَ الشاهقينَ
وتَصْمِتُ
وتُثيرَ الضَجيجَ
وتَصْرُخُ
مُحْتَجَّةً
أو مُسْتَعْذِبَةً
وتَقْفِزُ من سَطْحٍ إلى سَطْحٍ
وتُخْرِجُ متى تشاءُ لِسانَها
وتَعُضُّ إذا شاءَتْ
إصْبَعَكَ الوُسْطى
إذا ما تَجاوَزَتْ حَدّاً ما
لِتَعْرِفَ أنْتَ
حَدَّكَ
وَتَعْرِفَ أنّ عليْكَ
ما عَلَيْكَ
فلا تَمُدَّ ساقيْكَ
أكْثَرَ مِنْ فِراشِكَ
فتَبْدُوانِ طويلتيْنِ
أو تُثيرانِ الرغْبَةَ
في ممارسة الفَلْقَةِ
على قَدَمَيْكَ
ولا تَنْسى
الدُنْيا
تَمْشي
عَلى قَدَمَيْك

يحدُثُ أنْ تقولَ النصيحَةُ
أن اعمل لدُنياكَ
ما تُريدُهُ مِنْك
وهْيَ سَتُعطيكَ
ما تُريدُهُ لك
أكثَرَ أو أقَلَّ
وليْسَ كلَّ ما تشتهيه
فإنْ أخذتَهُ أخَذتَهُ
وإن لم تأخُذهُ
فإنّها لا تأبَهُ بِك

يَحْدُثُ
فلا تُخْطِئِ الحَدْسَ
فإنْ أخْطَأتَ
فلا شَيْءَ يَحْدُثُ
إخْتَرْ إذَنْ

(يحدُثُ أنْ لا تَشْعُرَ
بالرغْبَةِ في النَومِ
قبْلَ النَوْمِ
لكنّكَ تَنامُ
لا تَعْرِفُ
على أيِّ جَنْب
يَحْدُثُ
أنْ لا تَرْغَبَ
في الاستيقاظِ
لكنْ….
ماذا تفعَلُ
حينَ تَشْعُرُ
بأكثَرَ منْ عُضْوٍ فيكَ
القلبُ على رأس القائِمَةِ
يسْتَيْقِظُ قَبْلَك
وَهْوَ يخْفِقُ
بالحياةِ
كمُحَوّلٍ
مُنْتِجٍ
لطاقَةٍ خلاّقَةٍ
ويُطِلُّ بِرأسِهِ
كمولودٌ جَديد؟)

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *