خاص- ثقافات
عمرُ الدّقائقِ في السّجونِ مؤبّد ٌ \والماءُ غَصَّ من الهواءِ تحجّرَ
وترابُ قبرٍ راسبٌ في ساعةٍ\ تقفُ العقاربُ والزّمانُ تحيّرَ
زنزانة ٌزلزالُ ملحٍ طولُها\|والملحُ بحرٌ في الشّموسِ تبخّرَ
فمضى إلى غيم السّماءِ يريده\طوفانَ فجرٍ في الحديدِ تفجّرَ
يا دفترَ الجوعِ المقدّسِ قل لنا\عن سجنِ يوسفَ كيف قام وأبحرَ
كيف المسافة في المسافةِ تختفي\حتى يصيرَ الفجرُ حلما أكبرَ!
خيّطتَ دمعكَ في الجفون خريطةً\ ومضيتَ ترسمُ في الخيالِ الأبحرَ
ورفعتَ من عطشِ اليقينِ شراعَكَ \من أيِّ طينٍ جئتَ كي تتحرّرَ ؟!
تركوكَ وحدكَ في غيابةِ عتمةٍ\لكنّ نجمكَ في الظلامِ تكبّر
وفتحتَ شبّاكا بروحكَ عاليا \لترى بملحكَ بحر يافا أزهرَ
فالعالمُ الكونيّ عندكَ راكعٌ \ والصّبحُ طاف بقدسِ روحكَ نوَّرَ
تمشي وتمشي في انفرادك جاذبًا\غصنًا يصير بنَـبْعِ جوعِكَ أخضرَ
الغصنُ أنتَ وأنتَ غصنٌ كامنٌ \والقيدُ من غَضَبِ الغصون تكسّرَ