مطرقة وسندان

خاص- ثقافات

*ثورية بدوي

1-المشهد الأول :صباح الطيور المهاجرة

تستيقظ كل يوم على الساعة الخامسة والنصف، تحضر فطورها المعتاد، شاي وخبز و زبد ة، تساعد أمها العجوز المقعدة، على قضاء حاجتها، تغير لها ملابسها كل صباح  ثم تخرج بعدها في اتجاه “الموقف” رفقة بنات الدوار في انتظار أن يأتي أصحاب الضيعات لأخذهن إلى العمل هناك. مرت أيام دون أن تحصل على عمل.

في ذلك الصباح وقع عليها الاختيار. ركبت الحافلة مع بنات من دواوير أخرى مجاورة. بعد وصولهن لضيعة البرتقال وزع عليهن “الكابران” [1]المهام مباشرة إذ لا مجال لتضييع الوقت.أخذت صندوقا متوسط الحجم ربطته على ظهرها المقوس رغم سنها الصغيرة وشرعت في قطف حبات الليمون، كما قطف الفقر وجشع الكابْرانات أحلى سنوات عمرها!

بعد ساعات مضنية من العمل، تتعب، تضع الصندوق جانبا، ترشف كأس شاي بارد مع قطعة خبز وبعض الزيتونات. يأتي الكابران يجس نبضها مغازلا لها  ببعض الكلمات. يحمر وجهها، ينبض قلبها العطشان ويمر المشهد بسلام. 

 

2-المشهد الثاني  :عربسات

تكرر مشهد الغزل،

وكان للكبت ألوان عبر الشاشة.

وللفقر لون الهزيمة والتذلل.

انفرد بها “الكابران”  تحت ظل شجرة وقد كان اليوم حارا

فكان المشهد من نوع XXXL !

 

 

 

3-المشهد الثالث :نزيف الشهوة

جسدها ما عاد كالسابق فقد أصبح يضيق ببدويته الموروثة 

داعبت حُلُمها، غازلته بكل ما أوتيت،  ارتعشت ثم سلمته نفسها،

كانت كمن يتدحرج على درج فيتهاوى من دون إرادته.

هو سقط مغشيا عليه وتربعت هي على عرش الشهوة.

فكانت نزيفا بلذة الانتقام !

 

[1] المسؤول على مجموعة من العمال

_________
*قاصة من المغرب

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *