كَم مِن آمِين يَارَبَّ العَالَمِينَ لدُخُولِ جَنَّتكَ

خاص- ثقافات

*عبد اللطيف رعري

قَالُوا السَّلَام فِي أرْضِ السلام ِ
قُلنَا سَلامًا …ولمّا الأقْلاَم جَفّتْ قُلنَّا عَلاَمَة …
وحِينَ تكدَّر وَجهُ القَمرِ وَغَابتِ الاحْلاَمُ
قُلنا أيْضًا عَلامَة …
لكِن انْ تسقُط َمنْ أيْدينَا تبَاشِير الحُرِّيةِ
فتلكَ هِي النَّدَامَة….
أن يطْفُو عَّلى سَطْحِ مَاءِنا
طُحلْب الغَشَاوَة
ويُصَابُ بالعَمَى مِن   منّا علَى عَهدِهِ بالمُصَابِ
فتِلكَ بِدايَةُ القَتامَة …
وكُنتمْ تَرْمُون العُصَاة بِوابلِ الشُّرُور ِ
وفِيهمْ الأوفِياءُ
وفيهم الأوليِاءُ
وَفيِهِم الأتْقِياءُ
فلمَّا أقرُّوا السَّلام أفاقَ الشيْطانُ فِيكُم البلَاءُ
وأفاضَ في وجُوهكُم ْالنَّكْرَاءُ عِشقَ العدَاءِ
فمن غَارَ وَتَرمّدَت عيَناهُ
ومَن ثارَ وَهشَّمَ أصَابعه ُبحُرقةِ النَّدَمِ ..
وعَطّل مَسْعَاه ُ
وأعَادَ الغَريبَ مَنفاه ُ
كأنه يُؤًّمِنُ لنفْسهِ   فرَّةٌ من حرِّ الاهْ.
ومِنّا الايادي البيضاء وقد
لُطِّختْ ببُرازِ الوُلاةِ وأعْوانِ مِن وَرَقٍ
وسَارَتِ الأوْمأة ُتقصِفُ الغَرْب والشَّرْق
فمَنْ أحَالَ اليومَ   دُونَ نُشُوبِ الحَّرْقِ …؟
النبَلاَءُ والاسْيادُ…
أم العَامَّةُ مِن العِبادِ…؟
احْرِقوُا العُدَّة والعَتاد …
اجْعَلُوا اسَاطِيلَ البَحْرِ فُرجَة للرَّملِ
وبعْثِرُوا حَوْلنَا المَلاَذُ ….
وأعْلنوُا الحِيّادَ ….
فطهارة الابدان لا تأتي من طلقةِ نار..
لا مِن نَشرةٍ استِحْمامِيّة لغَزلِ العَارِ…
لا مِن غَضَب الثُّوارِ….
الطهارة في كل الشهور ويقودها آدار…
ومِنَّا السَّواعِدُ المَكْلُومَةُ وهِي تَنحَتُ ظَهْرَ الجبَالِ….
لتأتِي الشَّهَادة ُعَلى َطبقٍ
من طَارقٍ يحْكُم ُطُقُوسَ الرِّوايةِ
فكم من آمين يارَبَّ العَالمينَ لِدُخُولِ جَنتِك؟
ومن أخْمَرَتْهُ المرَارة
وعرّت سَوءَتَهُ القَذارَة
وأضَاعَ حُظُوظَه في البِشَاَرَة
وعلق آمالهُ في عُلْوِ المَنارَة
فغابتْ عَنهُ النَّظارَةُ والشَّطارَة
ليِصْحُو كَلبًا يتبولُ في ماء ِالنهرِ ..
ويشدُّ أزرَ الغِرْبانِ حتّى تخْلُدَ لِلرَّذِيلةِ
فيَجْترُ الغَدْر…
وترْسُو قَوَارِبهُ عَلى القَهْرِ
فلاَ تَسْألُوني عَن العَاقِبة ففيهَا أحكامُ الدّهرِ
ومَنْ خَلَّدَ اسْمهُ ضِمنَ قائِمَةِ القطط التِّي أنهَكَها الرِّياءُ….
فما طَالَ غدُنا إلا لسُوءِ طَلعتِنَا
فيومهم سودناه سودناه ….
ومن كَانتْ في الطُّهْرِ يُمناهُ تأكُلُ منهَا الطَّيرُ….
وأمَّا مَنْ عَادَ وَخَانَ فالدّوامُ لهُ بُطْلٌ فَواجِعُهُ النَّقْرُ
ومنْ بالأمْسِ قَبَساً يَعْلُوهُ الابتِهَاجُ وَتُنبِئُهُ الرُؤى بالقَداسَةِ
صار ضريراً يتكئ على عصاه
وقد نخرها البهتان
صَارَ كمَا صيَّرتهُ الجَمَاعة
يحكُمُ سُبُلَ الطّاعَةِ
ويُحَايِّلُ الساعَة بِساعَة
وان تساءلُنِي فهي مُجردُ بشَاعَة
ومن أجبَرَهُ مكْرُوهُ الصّدمة علَى رُكُوب ظَهرِ أخِيهِ …
ومن ينتظرُ بفعلتِه سُترةٌ تعْفِيهِ
فالعَاصِفةُ ُكَاشِفةٌ للأسْرَارِ ..
منَّا المُدجَّجُ بالشُّبُهاتِ ولاَ يَرُدُّ ذُبابَة برَمشٍ حَزينٍ …
منَّا المَلفُوفُ بأطْرافِ الطَّريق ِ
ولَم تطَأ قدمَاهُ بابَ العُريِّ
فدجّن الاطْيافُ وَقاسَمَهَا حِبالَ الحَيرةِ والاستِغْراب ِ
فمَرَّتْ نُسيمَاتُ الصًّباح باكِية
فَأهدَاها قُمْقمُ الصَّدأ برائحةِ القَطرانِ
فنَالتِ الشَّك َوالارْتيابِ
لِتعَافَ المدّى فِي غَيبةِ الأسْبابِ
فكَفاَنَا فِيكُم الإفكَ والإطْنابِ
وكَفَانَا فيكُم تَوثُّرَ الأعْصابِ…
فهَذَا القلبٌ الجَريحُ يتُوقُ للغِيابِ …
فمَنْ يُؤَجلُ الرَّحيلَ لاَ يهَابُ سُكُونَ اللَّيلِ
ولَا تَطْفُو فَوقَ مَاءه ِكآبة
مَنْ مِنَّا يخْشَى الظَّلام
وترْكضُ عَيْناهُ   فِي مَسَارحِ الهَوى
منْ يسْأل الخُلُودَ لحْظَة العُمرِ فينهَارُ فِي جُبِّ النِّسيانِ
من منا يَألفُ طُعُونَ الغَدرِ ويسْتقيمُ عَلىَ هَاويِة ٍ…
وأمُّهُ هَاوِية …
ومَا أدْرَاكَ ماَهِيةْ …
أهلُهَا سَوَاسِيَّةْ ..
حَققُوا المَنامِيَّهْ …
مِنهُم الجَّلادِينَ والزَّباَنيِةْ ….
وسَعِيرَ ربِّهِم ْغيرُ فاَنِيةْ
لا يُعْرَفُ لَهُمْ لُغْو وَلا لاَغِيةْ …
آمين آمين.. وكَم يُلزِمُناَ يارَبَّ العاَلمِينَ
لِنُصْرَتِك
صُحُفُهم فيها للأبدِ كلَامِيَّة.
.تقدّمية يسارية….
اشتراكية عالمية …
ليبرالية وعلمانية ….
وما سَيُلحِقُنَا مِنَ الأقْباسِ النُّورَانِية….
لخَلاَصِ البشَرِية
فكَمْ مِن آمِين يَارَبَّ العَالميِنَ لدُخُولِ جَنَّتكَ
بِرحْمتِكَ بقُدرَتِك
قَالُوا السَّلامَ فِي أرْضِ السَّلامِ
قُلنا أمْهِلُونا وَقتا للْكلَامِ
فهَللنا بِبياضِ الراياتِ
وعَانقنَا أفْنانَ الزَّيتُونِ بِوَقعِ الآياتِ…..
ورُحْناَ بِصِغارِنَا ذَاكَ الجبَلُ نُجبِرُهُ البَياتَ
أسْرَابًا كُنَّا نَقْطعُ الوِدْيانَ
مِنَّا الحُفاةُ والعُراةُ …..
منا العَامَّة ُوالقُضاةُ ..مِنَّا الحُماةُ والغُلاةُ
وحرُّ اللّهِيبِ يكْوِي الابْدَان
سِرنَا الَى الامَامِ الى الامَامِ
اليمِينُ أقلاَمٌ واليسَارُ أعْلاَمٌ
والناجُونَ كُثرٌ ظُلام ُ
وما تزِنُهُ الخَطوَاتُ
وما تعُدُّه ُالنَّبضَاتُ
ووَخْزُ النَّبَراتِ….
وجُرْمُ النَّظَرَاتِ
وَوأدُ الحَضارَاتِ
وغَمزُ الجَارَاتِ……
سِرْنا الىَ الامَامِ الَى مَتّم الامَامِ
واليسارُ أعْلامٌ
واليسَارُ أقْلامٌ
واليسَارُ سَلامٌ ….
وَمَا بَكتِ العُيُون ..
وَما تَوَرَّمَت الجُفُون ..
وَما صَمَّتْ مِنْ حَوْلنَا أسْوارُ المُدُنِ…
ومَا سَكَنتِ الأطْيافُ إلا أعْشَاشاً فِي سَقَرٍ…
بِرغْمِ الطُّعُونِ وَ آثاَرِ الشُجُونِ …
بِرغمِ العِصْيانِ وَتمَرُّدِ العُمُومِ…
برَغْمِ الزِّنزَانَة وَمَا أوَتْ….
والاشْوَاكِ وَمَا كَوَتْ…
والاغْلاَلِ وَمَا أدْمَتْ
والاسْمَالِ ومَا عَرَّتْ
والخُنُوعِ وَالإدْلاَلِ …
وبُرُودِ الأعْلالِ ….
فمَا خَرَّتْ أجْسَادُنا إلَّا لِننْجُو مِن طُوفاَنٍ
يسْكُنُ كُلّ العَواصِمِ العَرَبِيةِ.
الهَديلُ يَشُقُ منْ حَولنَا طُرُقَ الأمَلُ
وزَغَارِيد ُالأمَّهاتِ كَمَا تَهوَاهَا الألْحَانُ
أناشيدٌ والله صَادِقةٌ ناَطِقةٌ
فكَمْ مِنْ آمِينْ ياَرَبَّ العَالمِينَ لدُخُولِ جَنّتكَ
فَجُورُ الوُلاَةِ وَالأعْيانُ مِن وَرَق
سَرَقُوا منَّا ثوْرِتنَا
وأرْغَمُونَا علَى البُكَاءِ
احْرِقوُا العُدَّة والعَتاد …
اجْعَلُوا اسَاطِيلَ البَحْرِ فُرجَة للرَّملِ
وبعْثِرُوا حَوْلنَا المَلاَذُ ….
وأعْلنوُا الحِيّاد
فَطَهارَةُ الأبْدَانِ لاَ تأتِي مِنْ طَلقَةِ نَارٍ
آخر قصائد الشاعر المغربي عبد اللطيف رعري/مونتبوليي/فرنسا
27-04-2017 ….

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *