مهرجان “فجر السينمائي العالمي” يكرّم ذكرى المخرج الراحل عباس كيارستمي

خاص-ثقافات

*محمد رضا فرطوسی

قال عنه المخرج الفرنسي الكبير “جان لوك غودار”: “السينما تبدأ بدي دبليو غريفيث وتنتهي عند عباس كيارستمي”.

و توج كيارستمي بالعديد من الجوائز البارزة في عالم السينما، منها جائزة  روسيليني وتروفو و بازوليني وكيراساوا وفليني و لوکارنو، فضلاً عن السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي التي نالها عام 1997 عن فيلمه “طعم الكرز”.

ما الذي يميزه عن غيره؟ ربما نزعته العالمية، والنظرة المحلية و عدم انقطاعه من جذوره ومناهله المحلية. و کان یقول حول قراره بالبقاء فی إیران: إن رحلت سأكون كالشجرة التي تُقتلع جذورها، الشجرة إن تم نقلها لمكان آخر، لن تستطيع طرح الثمار مجدداً، وهذا هو حالي إن رحلت عن الوطن.

DSC04801

ولد كيارستمي في طهران عام 1940، و نظرته العميقة إلى الوجود صنعت بصمته التي تركت أثرها ليس على السينما الإيرانية فحسب، بل على السينما العالمية. لقبوه بالغامض في حياته الخاصة وحياته العملية في مجال السينما، لقد غيّر حياة الكثيرين، وكان إلهاماً للآخرين، حيث لم يفقد عالم السينما مُخرجاً مبدعاً فحسب، بل خسر العالم أيضاً رجلاً عظيماً برحيل عباس كيارستمي، الذي توفي الرابع من يوليو 2016 عن عمر يناهز السادسة والسبعين سنة.

رحيل عباس كيارستمي المفاجئ صدم الجميع. كيف يمكن أن يموت هذا الرجل المليء برونق الحياة.. واليوم المهرجان يكرم من كان وجوده تكريماً للحياة.

ومن دواعي الحظ أنه ترك لنا إرثاً غنياً. أكثر من أربعين فيلماً توزعت بين الأفلام الروائية والوثائقية والأفلام الدرامية القصيرة. كيف يمكن أن تنسى ثلاثيته الرائعة: الثلاثية التي أوضحت حسه الفني ودقته الفكرية للعالم، والتي بدأت بفيلم “أين بيت الصديق؟” والذي انتهى عام 1987، وهو الفيلم الذي حاز على أول جائزة قيمة في مسيرته الفنية، وهي جائزة مهرجان لوكارنو السينمائي.

ثم بعد ذلك “الحياة، ولا شيء بعد ذلك” من ضمن الثلاثية، وهو الفيلم الذي انتهى عام 1992. صّور الفيلم أحداث ما بعد الزلزال المدمر الذي ضرب إيران عام 1990، و الفيلم الثالث كان “كلوز آب” وقد تم مدح الفيلم من قبل العديد من المخرجين المشهورين مثل “كوينتن تارانتينو” و “مارتن سكورسيزي” و “فرنر هرتزوغ” و “جان لوك غودار” و “نانى مورتى”.

“طعم الكرز”، كان الذروة في عمله، وحصل على جائزة السعفة الذهبية، وهي أعلى جائزة تُمنح في مهرجان كان السينمائي. الفيلم يروي قصة رجل أزمته فيمن يدفنه بعد انتحاره.

و تكريماً لمسيرته الفنية، ستعرض بعض أفلامه في النسخة الخامسة و الثلاثين من مهرجان فجر السينمائي العالمي، وقد زين الملصق الرسمي للمهرجان بصورة من عدسته، و الملصق الخاص بتكريمه يأتي بصورة من مشهد يعرفه الجميع: “أين بيت الصديق؟”

ستنطلق فعاليات مهرجان فجر العالمي في دورته الخامسة والثلاثين من 21 أبريل و يستمر حتى 28 أبريل 2017 في العاصمة الإيرانية طهران.

 

شاهد أيضاً

في اليوم العالمي للشعر: كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !

(ثقافات) كمَنْ يَحْرُثُ البَّحْرَ / وَيَكتُبُ فوْقَ المَاء !  هذا ما قاله المكسيكيّ خُوسّيه بَاشِيكُو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *