لا شيْءَ يَنْتَهي؟

خاص- ثقافات

*طلال حمّاد

مُثقَلٌ بِكِ أيّتها الحياةُ
مُثقَلٌ.. لا بَطَل!
ما الذي انتهى
وما الذي سيبدأ الآن؟
لا شيء ينتهى.. لا شيء
كلّ شيء يولد من جديد
كأنّه يبدأ للمرة الأولى..
وكالمرة الأولى..
نحن نبدأ..
فكيف ينتهي
كلّ ما نريد؟

لمْ يَحْدُثِ اليَوْمَ شَيْءٌ لا تَعْرِفُهُ
لنْ يَحْدُثِ اليَوْمَ شَيْءٌ لا تُفكِّرُ فيه
ـ قالَ هاتِفٌ مِنْ ورائِكَ وَفَرّ ـ
ستحدث اليوم حتماً
أشياءٌ لا تفكّر فيها
ستحدث الكذبة التي لا تنتظرها
والكذبة التي تفكر فيها
والكذبة التي هي الحقيقة
لكنّك تنسى أنّها الحقيقة الكذبة
سيحدث اليوم ما تعرف أنه حقيقة
أحدٌ ما
سيأكُل كتف صديقه
لكن لن يعرف أحدٌ من أين؟
تُرى أهْيَ كِذْبَةُ الأوَّلَ مِنْ أفاريلَ
أم هِيَ حقيقَةُ السَنَواتُ التي تَمُرُّ بأحمالِها على ظَهْرِك؟

انتبهت اليوم
أنّ أمس كان الأول من ابريل
وبأني نسيت أن أوشحه
بكذبة نيسان
وتذكّرت
أنّني نسيت عدداً مهمّا
من واجباتي أمس
هل حقّاً
أنّه كان عليّ أمسُ
أن أكذب على أحد؟
ومن تُرى كان عليّ أن أختار
من بين من لا يعرفون
أنّني لا أتقن الكذب؟
لم أكذب أمسُ
فهل أعوّضها
وأكذب اليوم؟
أيّة كذبة ستصلح اليوم
لتعوّض كذبة الأمس
التي نسيتُها؟

الصديق الذي يهرب عنك وأنت في محنة
كعدوٍّ يطعنُك ويمضي عنك وأنت تنزف

ـ ما الذي تريده من حياتك أيّها الرجل الذاهب فيك كما يذهب قطارٌ في نهاية رحلته إلى بدايتها؟
ـ وقتاً إضافيّاً. أريد وقتاً إضافيّاً لأقول وأفعل ما لم أقله وأفعله بعد!
ـ وهل تذكر جيّداً ما قلته وما فعلته من قبل؟
ـ !……………………..
ـ لماذا صمتَّ؟
ـ أفكّر!……
ـ فيمَ…….؟
ـ في ما عليّ أن أجيبك به!
ـ هل بدأت؟
ـ بدأتُ ماذا؟
ـ النسيان!
ـ ليس بالضبط!
ـ إذن ماذا؟
ـ الصبر على السؤال!
ـ ومتى سيأتي الجواب؟
ـ سيأتي.
ـ كم وقتاً تُريد؟
ـ ما يكفي من الوقت.

شاهد أيضاً

قصة “الظل” لإدغار آلان بو

(ثقافات) قصة الظل[1]. إدغار آلان بو ترجمة: عبد القادر  بوطالب                أنت الذي تقرأ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *