و. س.ميروين من أهم شعراء أميركا الأحياء. ولد في نيويورك عام ١٩٢٧. في التاسعة عشرة زار ميروين عزرا باوند (١٨٨٥-١٩٧٢)، حين كان الأخير معتقلاً في مستشفى سانت إليزابيث. ونصحه باوند بترجمة أساتذة الشعر لأنّ الترجمة أفضل وسيلة للتمرّن على كتابة الشعر. واتّبع ميروين نصيحة باوند وأصبحت الترجمة عنصراً أساسياً في تكوينه وممارسته كشاعر. فترجم أكثر من عشرين ديواناً ومختارات ترجمها بنفسه من الإسبانية (نيرودا ولوركا) والفرنسية والبرتغالية واللاتينية، ومن عشرين لغة أخرى بالاشتراك مع آخرين.
فاز بــ «جائزة البوليتزر» الشهيرة مرّتين وبـ «جائزة والاس ستيڤنز» وبجوائز أخرى عديدة. وتم اختياره الشاعر الرسمي السابع عشر للولايات المتحدة عام ٢٠١٠. نشر سبعة وعشرين ديواناً آخرها «زمن الحديقة» الذي اختيرت منه هذه القصائد. ويلخّص عنوانه هاجسين أساسيّين في شعر ميروين، خصوصاً في العقود الأخيرة، وهما الزمن والطبيعة، وعلاقة الإنسان الجدليّة بهما. يعيش ميروين في جزيرة هاواي منذ أكثر من ثلاثين سنة. وقد ترك موطنه الجديد أثراً عميقاً على خطابه الشعري الذي يقطر ألماً وحيرة إزاء الدمار الذي يحيقه الإنسان ببيته الأكبر: الأرض. «في آخر يوم في العالم أريد أن أزرع شجرة» يقول ميروين. الشعر بالنسبة إلى ميروين: «طريقة في النظر إلى العالم للمرة الأولى». هناك دائماً محاولة للعودة إلى البدايات، بل ما قبلها. العودة عبر اللغة إلى ما قبلها. وتتبع نهر الزمن إلى منابعه في الذاكرة والطفولة والتقاطع مع الأزل. ترجم سركون بولص مختارات من قصائد ميروين نشرتها «دار الجمل» عام ٢٠١٣. وقد ترك شعره أثراً كبيراً على سرگون.
في إحدى تعريفاته للشعر يقترب ميروين إلى تعريف العرب له (قول ما لا يقال): «والشعر هو في الحقيقة قول ما لا يمكن أن يقال. ولهذا يلجأ إليه البشر في لحظات مثل هذه. لا يعرفون كيف يقولون هذا، لكن شيئاً ما في داخلهم يحسّ أن القصيدة قد تقوله. لن تقوله، لكنها ستقترب من قوله أكثر من أي شيء آخر». وميروين هو من أولئك الذين تنجح قصائدهم في ذلك.
قصائد و. س.ميروين من مجموعة «زمن الحديقة» (٢٠١٦):
(Garden Time, Copper Canyon Press, 2016)
_____________