خاص- ثقافات
*عبد اللطيف رعري
انثُري الورقَ
انثُري الورقَ سيِّدتي أبيضاً….
أنثُريه بسخاءٍ منَ القمَمِ إن يُرضِيكِ طُولاً فعَرْضاً
فأحْدَبٌ يمُرُّ منْ هنَاكَ تكْسُوهُ القَسوة
ستهابه من خلف الأبواب
الصبية وما تبقى من النسوة
ممتطياً لهيب السنوات العاقرة
يرش المدينة بنقع البرودة والعتمة
ماشيا كالرمح لا يعثر إلاّ على هاوية
في قلب الصحراء….
في عمق الهاربة الحدواء.
في بداية الخلاء …حتى منتهى البلاء
ماشاء الله مبتور القدمين
ماشاء الله حتى اليدين
سيعلنها جحيما بالألوان التي نمقتها
وسيهيم في استظهار فتأوي كانت لنا في السلوى فجيعة
وفي صفحات العمر فضيحة
فأيُّ ريحٍ سلمت الروح للقطيعة
وأيّ ريحٍ أنت قاطعة منيعة
والأحدب فيك يغزل برد الشتاء الأخير
يغزل دخان المدفأة برضاب الصباح الضرير
فأين الأثير…
وما شأن الغدير….
وبهو حظيرتنا يتحرى بالبدء السعير
ويتحرّى في الختم السعير
والسعير للسعير
أحدب يغار من وطأة النمل على هضبة ثلجية
يعدو على ساقٍ أوحدٍ قيل من دخان…
نفته جنٌ من عمان في ورطة الإدمان
فأعدمته جند سليمان
وقال الأنام في صمت خرّت لهوله الملائكة
لا خوف على سليمان من عواصف أم درمان
يسخرها بإدن الله حمداً وسلاماً….
وكذالك يفعل الملكان….لا يعصون أمرا حين يؤمرون
الطاعة للجلال وللجلال يهرعون
أحدب عيونه تلتقط الطير قبل يقظة الفجر
يصفق للدهشة في مهدها كما تفعل ساعة الجنون
سيأتيكم هذا الأحدب ينشد الخراب
فيحرق تربتكم ….
ويعكر صفو وجوهكم ….
الأحدب لا يصالح
وكيف له أن يصالح…..ومتى….ومتى يصالح
ورُهابُ الموت يشد أنفاسه بالوعيد
تعالوا الآن لنبكي قدر المحال
لنضاهي نساءنا في البقاء فسرنا في اللّمَّة
تعالوا معي لإحياء قداس الصلوات
ونوبات الذكر والعشق الحكيم تزول الغمَّة
فالأحدب سائر إلى ختمنا لا يصالح
لا يصالح….لا يصالح….
تعالوا معي اليوم خلف جبل يعصمنا من مكر الأحدب
فو الله قاتل لا يصالح
وناصية الأمور لا يأخذها سفيهٌ بيننا
والرشدُ والسداد فيكِ سيدتى أصلًا
وفيكِ مفصلا
انثري الورق سيدتي أبيضاً….
أنثريه بسخاء من القمم إن يرضيك طولا فعرضاً
الريح حين يمر يترك للسفح بقايا الوادي
ليحلو الحريق ..
وتنتهي الطريق
ويلعن الضرير نعمة البريق..
.ويشتد وثاق الشقيق للشقيق.
من هزل المغيب بين أهدابٍ هشّمها سواد الظهيرة
وبين عدول الأنفاس الأخيرة عن الامتثال
لغمز المطر
أنثري سيدتي الورق أبيضاً
أنثريه
فلا أثر لوجهك الأبيض في البياض
ولا حرف يدلني لسمائك حين تحتويك حلكة الغياب
فقد انتصب عموداً عاصياً في صحرائك
وألف الظلال حول تجهمي وأقضي النهار باكياً
لأتساوى بشُقرة الخيبة
فأصابعي تحفر الألقاب كلها في غضبة القمر
ولعابي لا يلعلع للقر ومضة
شئ منا وشئ من القدر
فأعياد السادة والمماليك تضمها العاصفة
والأحدب والأحدب قادمان لا يسألان
عن الملكان ولا عن سليمان
فكيف لحالك اليوم أيتها النملة من غدر الأعيان؟
قد تغيب بسمة سليمان
قد يصاب الهدهد بالأرق آخر الأوان
وتلك عاقبة الأطيار حتى الآن
زهدٌ في السماء بكل الألوان
صمت طويل إلا لمن حَسُنَ الموال
وكذا نحن وقوافل النمل
ومن عليها ندبر آياتنا بالحسبان
ونسأل الرب أجر الختام
تيمنا بالشهداء والأيتام
الرسل والأنبياء ومن أحسن مع الرب السلام
والسلام
_______
منتبوليي/فرنسا