مداحُ القمر

خاص- ثقافات

*رياض الدليمي

أكاليل ياسمين أُغتصبتْ من قدودِ القمر
خارج حلب
على خطوطِ نارٍ لمْ تنتهِ ،
اِمتد لهيبُها  من قلبي إلى أزقةِ الموصلِ القديمةْ
وأسواقِ حلب المهجورة ،
مدنٌ أخرى على مقربةٍ من القيامةْ
.. تجارٌ
.. منافقون
.. عبادُ الدم
.. بلهاءٌ  يرسمون
طرقَ الفرحِ
لمُسعفٍ وَجدَ جثثَ أولادهِ
وهو معتمر الغبطةِ ،
كمْ كانَ سعيداً وهو يرفعُ الركامَ عنْ ولدهِ الصغيرْ
واِبنتهِ التي انتظرتهُ طويلاً … لم يأتها
كان منهمكاً بغلقِ أفواهِ  الموتى المبتسمةِ ،
جاءَ إليها الموتُ مبشراً ضاحكاً … بلا وجلٍ ،
لمْ تفاجأ بهِ
قالتْ لهُ :
يا موتُ أبلغْ أبي أني انتظرتهُ طويلاً
أخبرهُ كم وجدتُ أطفالاً من الموصل
وطلاباً من جامعةِ بابل ،
وجدتُ رمادَهم وأحلامَهم في سيطرة الآثارِ الموجوعةِ
قد توسدوا كُتبهم ،
رأيتُ الصباحَ أضحى بلا شمسٍ ونسمات ،
فيروزُ تبحثُ بين الدمارِ عن أغنياتِها
كان يرددها الطلابُ قبلَ الانفجار ،
فَتشت أفواهَهم وحناجرَهم
لم اسمعْ سوى صوت المذياعْ
يرددُ :
أنعي لكم آخر الأغنياتْ
تفحمتْ الأمنياتُ في الحقائبِ
لن نجدَ بصماتٍ على الأحلام  ،
لم يفلحْ الانتحاريُ
أن ينزع حياءَ الفتيات .
مازال هناك من يعشق هذا الموال
بنادقٌ من كل الجهاتِ صوبتْ
نحو امرأة عجوز توارتْ في بيتٍ مهجورٍ
أخفتْ شريطاً لأغنيةِ عبد الحليم :
مداحُ القمر
قَدكَ المياس يا عمري ….
هل  ثمة من حلب ؟
………………..
7- 2- 2016

شاهد أيضاً

يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت

(ثقافات) يَنبثُ لِي شارِبٌ.. منَ الصَّمت حسن حصاري منْ يمُدُّ لي صوْتا غيرَ صوْتي الغائِب؟ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *