الغبارُ يضحكُ من شكوى الغبار

خاص- ثقافات

*الكيلاني عون 

 

بماذا تعود الرياح من ثقوب السهر

وبراميل العدم المتدحرج

بأسلافه المغرَّر بما اقترفوه من ظلال الدفلى

بأيِّ جدارٍ ستُخفَى ندوبُ الجدار

بأيِّ زبدٍ كعراكِ الحظوظ تعود بغالُ الزفير

وبأيِّ كذبةٍ يا سيِّدي سنعود للغرف الشقيَّة بزينتها

بأيِّ جنٍّ طريدٍ سأُنجبُ درايتي بالمخابئ ؟

نسيتُني مرَّات

وأنا أتوسَّط الطوفانَ كأنه عينُ القنَّاص

نسيتُ بماذا رشوتُ الحصانَ المطعون بين عينيه

قبل استدارته الأخيرة للهشيم

بماذا رشوتُ عظامَ الخنادق

وانقضاض المقتول على رصاص القاتل

وما يتقاضاه خيّالُ التدابير المطهوَّة كالعدس

في بال المغنِّي وصوته المغلوب على أمر المتاه

نسيتُ المتاهَ ونزوح الهمس المدجَّج بصمغ الطفولة

نسيتُ ما يكلِّمني وأُكلِّمه

ولا

شيء

كما

ترجَّلته

الزنازينُ

إنه غرامُ المقصّات لكتَّان الأرواح

ولزوم الظلال المعبأة في قدور

الشعير ليومٍ يُسحَلُ علانيةً

يا للهواء

المحتشم

بصديدِ

الرواةِ

يا للرواة وضجيج أسواقهم

تتدافع حصصُ الشّهود كبلاغة الأسرى :

ـ أُريد وزنها قديداً محفوفاً بالتّين

جارية  الوصف المُنْتَهَب من غفلةِ الجنِّ

ـ من يشتري منِّي هدهدَ اللّون

برداءٍ أُغطِّي به خشبَ الحاضر ؟

ـ من يشتريني أُسوَةً بالشهداء ؟

وثمَّتَ رفٌّ يبيع ثدييّ الجنَّةِ بنصف محراثٍ

مكسورٍ ورطلٍ من زبيب البارود

سِجالٌ

بين

الحنَّاء

وفطائر

البرق

رحَّالةٌ كمَّموا طباعَ أزقَّة القُبَلِ بأشبار القُبَلِ

ملاكٌ حافٍ يريهم بزوغَ الفرار

ولا

يرونَ

تعبَه

المؤرَّخ

بالشظايا

باعة السحب الصغيرة في أكياس ملوَّنة بالرمل

وباعة الحدائق والمناديل الورقيَّة

ودهرٌ من فروق النَّسَبِ الشحَّاذ

أضرموا النارَ في بضاعة المغيب

وأطلّوا من الشرفات يغازلون النقودَ الساقطة مع المطر

من جيوب الغيب المثقوبة

يا للغبار

يضحك

من شكوى

الغبار

____
*شاعر وتشكيلي من ليبيا

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *