الحقيقة، الحقيقة هي أنه أنبت يده في عجيزتي و أنا كنت على وشك أن أصيح به بينما كان الجمع قد عبر من أمام كنيسة و رأيته يتبرك. هو فتى طيب بعد كل شيء، قلت مع نفسي. ربما لا يفعل ذلك عن قصد أو لعل يمناه تجهل ما تفعل يسراه. حاولت أن أفر إلى داخل العربة – لأن في هذا الأمر أولا تبريرا و ثانيا شيئا مختلفا هو أن أذعن للَّمس – لكن المسافرين كانوا يصعدون أكثر فأكثر و بالتالي لم يكن ذلك أمرا ممكنا. لم تكن التواءاتي إلا لتساعده على أن يدخل يده جيدا بل حتى على أن يداعبني. كنت أتحرك منرفزة. هو كان كذلك. مررنا من أمام كنيسة أخرى و لا هو انتبه بل رفع يده إلى وجهه ليمسح العرق فقط. بدأت أنظر إليه شزرا متظاهرة باللامبالاة، لئلا يعتقد أنه كان يعجبني. لم يكن بإمكاني أن أهرب و هذا ما كان يهزني. قررت أن آخذ ثأري و بدوري أنبتُّ يدي في عجيزته هو. بعد أمتار، أزاحتني موجة من الناس من جانبه دفعًا. اقتلعني من ذاك الجمع أولئك الذين كانوا ينزلون و ها أنا أتأسف الآن على فقدانه فجأة لأنه كان في حافظة نقوده فقط 7.400 بيسو قديمة، و أكثر من هذا و ذاك كنت لأستطيع أن أفوز معه بلقاء على انفراد. كان يبدو حنونا و كريما جدا.
*القصة في الأصل الإسباني:
Visión de reojo
La verdá, la verdá, me plantó la mano en el culo y yo estaba ya a punto de pegarle cuatro gritos cuando el colectivo pasó frente a una iglesia y lo vi persignarse. Buen muchacho después de todo, me dije. Quizá no lo esté haciendo a propósito o quizá su mano derecha ignore lo que su izquierda hace. Traté de correrme al interior del coche – porque una cosa es justificar y otra muy distinta es dejarse manosear – pero cada vez subían más pasajeros y no había forma. Mis esguinces sólo sirvieron para que él meta mejor la mano y hasta me acaricie. Yo me movía nerviosa. Él también. Pasamos frente a otra iglesia pero ni se dio cuenta y se llevó la mano a la cara sólo para secarse el sudor. Yo lo empecé a mirar de reojo haciéndome la disimulada, no fuera a creer que me estaba gustando. Imposible correrme y eso que me sacudía. Decidí entonces tomarme la revancha y a mi vez le planté la mano en el culo a él. Pocas cuadras después una oleada de gente me sacó de su lado a empujones. Los que bajaban me arrancaron del colectivo y ahora lamento haberlo perdido así de golpe porque en su billetera sólo había 7.400 pesos de los viejos y más hubiera podido sacarle en un encuentro a solas. Parecía cariñoso. Y muy desprendido.
*روائية و قاصة أرجنتينية شهيرة. ازدادت بالعاصمة بوينس آيرس في 26 نونبر من سنة 1938. و هي ابنة الكاتبة لويسا مرسيديس لفينسون و الطبيب بابلو بالنثويلا ميابي. كان منزل أمها صالونا أدبيا و ملتقى فنيا يتردد عليه كتاب معروفون من قبيل خورخي لويس بورخيس و أضولفو بيو كساريس و إرنيستو سابطو و غيرهم. بدأت الكتابة و النشر و هي في سن السابعة عشر رغم أنه استهوتها العلوم الطبيعية بداية، كما اشتغلت بإحدى الإذاعات هنالك. في سن العشرين تزوجت من رجل أعمال فرنسي و معه رحلت إلى عاصمة الأنوار باريس حيث اشتغلت بالإذاعة و التلفزة الفرنسيتين. تعرفت هناك على أعضاء مجموعتي “تيل كيل” و “الرواية الجديدة”. نالت مجموعة من المنح الدراسية كمنحة “غوغنهايم” و “فولبرايت” و توجت بعدة جوائز لعل أبرزها جائزة “أسترالبا”. و نذكر من بين أهم أعمالها العناوين التالية:
– يجب أن نضحك (رواية)، 1966.
– القط النشيط (رواية)، 1972.
– كما لو في الحرب (رواية)، 1977.
– الصباح (رواية)، 2010.
– المهرطقون (مجموعة قصصية)، 1967.
– هنا تحدث أشياء غريبة (مجموعة قصصية)، 1975.
– لعبة الأشرار (مجموعة قصصية)، 2008.
لا أحد يمكن أن يجادل في القيمة الأدبية الكبرى و المتميزة التي تحظى بها لويسا بالنثويلا لدى مجهور القراء الناطقين بالإسبانية بل حتى الذين قرأوها مترجمة في لغات حية أخرى كاللغة الإنجليزية. إنها صوت أدبي نسائي انطلق من هذه القارة الأمريكولاتينة الساردة و دوى في باقي أرجاء العالم. إن بالنثويلا كاتبة كوسموبوليتية قولا و فعلا إذ تنقلت بين دول و ثقافات و حضارات مختلفة في الواقع و عبرت عن ذلك في بعض من أعمالها بصورة واضحة جدا للعيان.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.