وداع

خاص- ثقافات

*عبد العالي النميلي

 

 

أينَ أَنا ؟

تتأهبُ للرحيلِ وتتركني عما قريبٍ ،

أشتاقُ إليكَ حتما بلْ إن الشوقَ ليحاصرني منذُ الآن ،

ولا أُصدقُ في سنةٍ قادمةٍ عودتكَ ،

إنما الذي سيدركني في مكان من الأرضِ هو آخَرٌ

يشبهكَ ويحملُ اسمكَ ،

لكنهُ يجهلني !

 

 ***

بلغتني حزيناً مثلَ مساءاتكَ الرماديةِ الباكية ،

وستتركني شارداً بلا أحاسيسَ تنم عن الحياة ،

تنصرفُ أيامكَ بأحلامي وأشعاري

وتختفي غيرَ عابئة بِيُتْمي .

***

 

تغيرَ المكانُ !

هَلْ تغيرَ المكانْ ؟

وأنتَ توقظُ في خلايا روحي رياحَ أحلامٍ مُؤَجلةٍ ،

تُحْيي في صدري عصافيرَ الطفل الذي كُنْتُه ُ منذُ عشرينَ سنة ،

تغيرَ المكانُ ، ولا أشعُرُ بغيرِ ثِقْلٍ نفسيٍ بِلا معنى ،

وبياضٍ بلا حُدودٍ .

***

تُمْطِرُ بصمْتٍ و رتابة ،

تتواطأُ معَ زمني ؟

أينَ الأَعاصيرُ ؟

أين العواصفُ المزمجرة ؟

أين الأمطارُ الطوفانية  ؟

أين السيولُ الجارفة ؟

أين صراخُ الرياحِ الغازيةِ في النوافذِ و الغابات ؟

***

 

الناسُ يمضونَ بِبُطءٍ ،

لا يهرولونَ ، بلا مبالاة ،

لا يحتمون بمكانٍ ولا يستنجدون !

أُصرُخْ يا فبراير

 بكل ما أوتيتْ رُعودُكَ من غَضَبٍ ،

لَعَلكَ تَطرُدُ الموتَ من أعماقي !

***

اِنصَرِفْ بسلامٍ يا شهراً وارى لي أكثرَ من حُبٍ ،

وَأمْطِرْ  مَثواها بِرَحْمَة.

هكذا تنصرِفُ إِذنْ يا فَبرايَر و تتركُني

مُثْقَلاً بِخسائري .

خُذْ مَعَكَ أسراري ،

خُذْ معكَ أشلاءَ أشعاري

قَدْ يَمنحُها الرحيلُ ايقاعاً أو معنى !

فاس : بنسودة – السبت25 فبراير1989 .

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *