خاص-ثقافات
*أحمد الحجام
كَمْ مِنْ مساءٍ كان يجمعنا
شربنا على ذُبالتِه
أُجاجَ التّعبِ فَمَا ارْتويْنا
و اقتسمنا كِسْرةً مِنْ قُرْصِ القمر
فمَا أفل السّغبُ
و عزفنا في جوف زجاجات
على مقام المَطَرِ
فما ابتلت من غيها ذؤابات
و ما انفلقت سويداء الفكر
كان ” سَبُو ” غَيْرَ بعيدٍ
يُغَرْغِرُ تحت الجسر الوطيء
هناك في آخر المنحدر
تناغيه مزامير الأنسام و تحرسه
كتيبة الضفادع البلهاء
بثرثرة لا تنام
كنّا ثلاثه
.. و رابعنا .. خامسنا ..
سيقان هزيلة من قصب الكرخ
نخاصراعطابها المياسة
حول نار توقظ الوجع
كالهنود الحمر نراقص اشباحها
نتلوصلاة الصخب
موقعة فوق طين الضفاف
و ما بلغْنا ذروة الخَدرِ
لأنّ تمثال الشمع قد سال
بين الماء و الجمر
لأنّ كأسا مكشرة
شحذت في الظهر شظاياها
على حوافّها اانثلمت
شفاهُ اللؤم و الحجر
و ما فطنت قيْدَ مجلسٍ
حتّى اثخنها النبيذ المر
بحمرة الحقيقه
كمْ من مساء أوْصدتُهُ علي
دون الأرياح و نُدُوب الشّكِّ العميقه
في رأسي أُدِيرُ المِزْلاجَ
أعقد الطرقات انشوطتين حول ركبتي
اتوسد بئرا سحيقه
لكنْ مَا أهْمَدَتْ جُهْنةُ الأسْوَارِ
جَمْرَ المواجِع و لا روضت برهة
جنزرة الظنون
عندمَا أعُودُ وحيدا بدوني إلي
أفرغ الزجاجة المغشوشة في جوفي
و ما تبقى من حطام مالح
فوق مائدة الصمت
كم مساء تضمحل اساريره
بين الجعجعة و الغبار
وراء الباب كنت أنفضه
عن ذيول اعذاري
فما امطرت عواصف تنقضه
ليطل النهر من عيني
عائدا بجرار هشمها العطش
صوب أعالي الجبل
مكناس في 2/11/2016