الحدث الأغرّ

خاص- ثقافات

*كريم ناصر

(1)

ما من ريحٍ قويّةٍ حتى تؤازر الديدان

إهمدي فالشمسُ لم تذهب،

لم تطمرِ السلالم

أيّتها السماء: يكادُ قلبي يُضيءُ من فوره.

(2)

فلن أرضى حتى ينفق الصِلّ،

هنا

يسمعُ الطائرُ الموسيقى كأفوافِ الضوء،

وتتعرّى النجومُ من سدُمِها

كبذورِ القنطرة..

لو لا الربيع لما انبرتْ أقلامُنا،

كلّما كسرَتِ الريحُ مظلّتنا، هرعنا إلى الأنهار.

                  ***

لو لا النسيمُ الأربد

لما غطسَ الغطّاسُ في العبير،

لو لا الماء

لو لا الحمام.

(3)

عندما صرعنا الأرذالَ في الزنقة، إبتعدنا عن الأعاصير..

عندما سقنا العربات، انخفضتِ التلال

فأجبرنا القطارَ على زجرِ سككه.

                  ***

مثلما خرمتِ الرياحُ السنابل

تلاحمنا كأمواجِ بحرٍ مديد،

هيّا لنملأ الزوارقَ بالزهورِ ونعبر الأثير،

هناك

لو يمرعُ النهرُ ضفافه

فتلدغ العقربُ رقائقَ الذهب

هناك.

(4)

أطلقنا الشحرورَ كتمثالٍ يرمزُ إلى العِفّة،

فربّما لهذا السبب مسّدنا على ساقِ النخلة،

منذ ذاك الحدث الأغرّ

في ذلك المساءِ الناهد الذي يسبرُ غوره قمرٌ شفيف.

(5)

قالتِ البطلةُ تقدّم،

ثمّ مضتْ لتلوّح بمنديلها للطائر

في قلعةِ الموسيقى..

هكذا

ظلّتْ تراقب اللقالقَ في سماءٍ نقيّة.

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *