العروس

خاص- ثقافات

*كي جوتبرج/ ترجمة : د.محمد عبدالحليم غنيم

الشخصيات :
كارل : شاب
ليو : رجل متقدم فى السن .

 ( يبدو وكأنه غراب بقبعة سوداء مثل المدخنة )

( تتخذ المسرحية الطريق العام مكاناً لها . ليو فى الطريق، يدخل الجمهور و يقف فى جانب الطريق . ليو وحده . يطل على الطريق . يبحث عن شىء ما . يقف فى وقت الصباح الباكر )

ليو : لا يمكن رؤية ذلك الشىء الملعون .

( يبصق )

لا شىء .

 ( ينظر حوله فى اهتمام )

انظر إلى تلك الغربان تنعق

( يجلس القرفصاء و ينظر إلى الأرض تحته . يحدق فى الطريق . ينظر بعيداً.  ينظر .

 وقفة .

ينظر نحو الطريق . يرى شيئاً ما ، يحدق بشدة . يغمض عينيه )  

ليو : ( يواصل ) اللعنة على كل ذلك .

( ينظر بمكر، و نصف ابتسامة )

يا مسيح!

( يظهر شخص عبر الطريق . يرتدى ثوبا أو عباءة نوم بيضاء . يتحرك نحو ليو . و عندما يقترب منه أكثر. يكتشف أنه رجل يرتدى ملابس رومانسية بيضاء . لكنه لا يتصرف بوصفه امرأة أو شخصا أحمق . إنه فقط يرتدى فستاناً )

ليو : ( يواصل ) ما هذا بحق الجحيم .

( عندما يزداد اقتراب الشخص نرى شاباً يبدو عادياً ، بشعر طويل . يسير بجوار ليو على الطريق . يمر به ، فيراقبه ليو )

ليو : ( مواصلاً ) مهلاً !

( يلتفت الرجل )

ليو : ( مواصلاً ) ماذا تفعل على أية حالٍ ؟

كارل : أتمشى .

ليو : تتمشى ؟

( يتحقق منه )

 رأيتك تتمشى هنا منذ ثلاثة أيام .

كارل : نعم ؟

ليو : ماذا تعمل ؟

( صمت . وقفة )

كارل : تقصد الفستان ؟

ليو : أنت تمزح . نعم  الفستان . ما هذا بحق الجحيم ؟

كارل : اسمى كارل .

( يمد يده  )

ليو : ( مبتعداً عن يده ) أهذا نوع من الطقوس الدينية ؟ أشىء من هذا القبيل ؟

كارل : أنا أتمرن .

ليو : ماذا بحق الجحيم …

كارل : أن أكون عروساً .

ليو : أأنت مجنون ؟ ماذا ؟

كارل : ألم يسبق لك الزواج مطلقا ؟

ليو : بالتأكيد . لقد ماتت .

كارل : و أنا أريد أن أتزوج .

ليو : أمن امرأة ؟

كارل : أجل. من امرأة . ما رأيك ؟

ليو : لن تكون أنت العروس .

كارل : حلمت .

( وقفة )

كارل : لا يمكن أن أكون فتاة .. و بعد ذلك حلمت .

ليو : أى نوع من الأحلام ؟

كارل : حسناً . إنه حلم غريب بعض الشىء . حلمت أننى كنت أحفر فى حقل . كنت أقلب الأرض . امرأة  ، امرأة صغيرة قفزت من وسط الوحل.

ليو : أى نوع من النساء ؟ أى امرأة ؟

كارل : مجرد امرأة . فى الواقع جنية . كانت تصرخ .

ليو : يا يسوع

كارل : أقول لك ، استيقظت على الفور ، لكننى كنت فضولياً .

ليو : إذن ماذا قالت ؟

كارل : ” كن عروساً “

ليو : ماذا ؟

كارل : ذلك الذى قلت . قالت ” إذا أردت زوجة ، فكن عروساً “

ليو : ما هذا بحق الجحيم .

كارل : لذلك أنا هنا .

ليو : يا للجحيم . كيف ذلك . لا يمكن أن تكون فتاة !

كارل : لو كنت أعرف . لأمكننى أن أفعل هذا ؟ إنه فقط لم يحدث .

ليو : لأجل ماذا تريد زوجة ؟

كارل : لا أدرى . مجرد رغبة . كالمعتاد .

ليو : أعتقد أنك مثل من يتبول فى مهب الريح .

كارل : أعتقد أن الخطة ستنجح .

ليو : ما الذى دفعك إلى تلك الفكرة .

كارل : أشعر بالاختلاف .

ليو : هاه .

كارل : الليلة الماضية أكثرت من الشراب و تحدثت إلى فتاتين .

ليو : أأنت خجول ؟

كارل : إلى حد ما . أنا فى حيرة . لا أستطيع أن أقول ماذا يعتقدان .

ليو : لست أنت الوحيد .

كارل : أعتقد أننى فى حاجة إلى قناع / نقاب.

ليو : لماذا ؟

كارل : مجرد شعور .

ليو : لدى برقع .

كارل : أى نوع من البراقع .

ليو : فراشة . شىء يشبه الحجاب .

كارل : دعنى أراه .

( يخرج ليو برقعاً من وسط الحشائش )

كارل : أتصطاد الفراشات ؟

ليو : مرة فى كل فترة . أحب أن أنظر إليها ، شىء من هذا القبيل .

كارل : هل تحتفظ بها ؟

ليو : كلا .

كارل : دعنى أرى تلك …

( يأخذها )

 نعم ، إنها تشبه إلى حد ما النقاب .

ليو : ضعها فوق رأسك

( يفعل كارل )

 خذ

( يعيد ليو البرقع إلى مكانه )

بالتأكيد . ذلك عمل  . ما شعورك ؟

كارل : لا أعرف بعد . هل أمشى بها .

ليو : إلى أين ؟

كارل : فقط فى الطريق . هل يبدو ذلك مقبولاً ؟

ليو : أكيد . تبدو جيداً . لكنك لا تبدو مثل عروس .

كارل : لم لا ؟

ليو : لا توجد زهور . لدى العروس دائماً باقة من الزهور .

( ينظر حوله )

 خذ

( يبدأ فى اقتلاع الحشائش . يقف كارل و يراقب )

ليو : لقد رحلت زوجتى منذ اثنتى عشرة سنة . كانت مرعبة . مرعبة بشكل رهيب .

( يرتب باقة الأعشاب بإتقان و هو يتحدث )

أوه . يمكنها أن تتحدث إليك من تحت الأرض .

كارل : ماذا كان اسمها ؟

ليو : روز . كنت أدعوها روزى . روزى روز

كارل : هذه الباقة التى نستقها لطيفة .

ليو : كانت لدينا حديقة كبيرة عندما كان لنا بيت . اعتدت أن أحضر لها باقة ورد فى صباح أيام السبت . فذلك هو اليوم الذى أمكث فيه بالسرير طوال اليوم، تجعلنى نظيفاً .

كارل : يا مسيح ! ألابد أن تتنظف ؟

ليو : أوه ، يمكن أن تكون قاسية .

( يقدم باقة الورد إلى كارل )

 ما رأيك ؟

كارل : جيدة .

ليو : تبدو أكثر شبهاً بها . خذ، سأضع بعضاً من هذا فى البرقع .

( ينثر بعض الزهور على البرقع )

نعم . هكذا .

كارل : حسناً . يمكن أن أكون مجنوناً تافهاً .

ليو : نعم . يمكن .

كارل : سأحضر لك البرقع عندما أعود .

ليو : يمكننى أن أتبعك .

كارل : لأجل ماذا ؟

ليو : يمكن أن أحمل لك  ” الحاشية”

كارل: ما الحاشية ؟

ليو : إنها القطعة التى تشبك فى الخلف . كان لدى روزى اثنتا عشرة ذيلاً .

كارل : ليس عندى واحد .

ليو : يمكننى أن أحمل المقبض .

كارل : لا بأس

( يمسك ليو بطرف البرقع و يمشى الرجلين فى الطريق )

” النهاية ”
____________

ki_gottberg_1

المؤلفة : كى جوتبرج / Ki Gottberg: كاتبة مسرح أمريكية ، تخرجت من كلية فيرهافن فى جامعة واشنطن ، بكالوريوس الفنون الجميلة و الاجتماع عام 1980  و حصلت على ماجستير فى الفنون من جامعة واشنطون عام 1983،  تعمل منذ 2007 أستاذا للدراما بجامعة سياتل . من أبرز أعمالها المسرحية  : القرد المشعر ، الثلاثة – صندوق – المدير الكبير – الحياة الداخلية لكل شىء فى المدينة الجديدة ” و غيرها من المسرحيات . وقد كتبت  مسرحيتى :  العروس 1988 و ليلة الزفاف  1990. وإلى جانب الكتابة للمسرح فإن كى جوتبرج مخرجة و ممثلة و حاصلة على العديد من الجوائز و المنح فى كتابة المسرحية .
و تدرس التمثيل و الكتابة المسرحية و الإخراح و الإنتاج فى جامعة سياتل ، حيث قامت بالتدريس لمدة 22 سنة ، وتدربت كممثلة فى جامعة واشنطن ، ثم عملت فى سياتل .
بدأت الكتابة لخشبة المسرح تحت إشراف ماريا إيرين فورينس الكاتبة الأمريكية من أصل كوبى . و قد تم إنتاج مسرحيات كى جوتبرج فى سياتل و سان فرانسيسكو و لوس أنجلوس و نيويورك و نالت العديد من الجوائز . و هى – كى جوتبرج-   فخورة بشكل خاص بمسرحياتها ” الجوع – المدير الكبير – الحياة الداخلية لكل شىء فى المدينة الجديدة “

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *