*الترجمة عن الفرنسية نجيب مبارك
أنا أعيش، أنا أغشّ
لا أريدُ أصدقاء: لديّ فقط زبائن
وبعض المُورّدين.
أكره الكُتَّاب وأنا أبتسم.
ليس لدي توأمُ روحٍ سوى العاهرة
التي تعبر بشكل غير متوقّع،
المتشرّدُ الذي يكرّر الكلمات نفسها
وهو ليس جميلاً ولا حزيناً.
أحبُّ الإنسان الأمّي
حين يصرُّ على تمزيق آخر أشعاري.
أريدُ أن أكون ملعوناً من طرف معاصريّ:
لقد حوّلوا الكون إلى مزبلة ومكبّ نفايات
وحتّى الزنابق صارت مدنّسة.
أيّتها الضعيفات، يا بنات عمّي، يا أخي التّعس،
من جرَحني؟
إلى أين أنا ذاهب؟
يجب أن أُقتل.
حياتي مظلمةٌ ولا أستطيع الانتقام،
قصديتي خيبةُ أمل:
إنها ترغبُ في كلام بلا خطر
ترغب في ثوب نبيل أحياناً
يكسو في الليل
أشباهي الملغومين بالمهزلة.
يكفي!
النّار يجب أن ترثَ زمنَ الخرافات.
ما دمتُ أعيش، فأنا أغشّ.
حالة مدنية
سألوني أين وُلدت.
أجبت:
“في المكان الذي يشير إليه الرّمل
وشجرة المُرّ”.
سألوني عن والديّ.
أجبت:
“شجرة السِكويا، النجمة الخضراء”.
سألوني أين درَست.
أجبت:
“على الجُرف، في النهر:
المعرفة هناك لطيفة وقاسية”.
سألوني هل أكسب قوت يومي بشرف.
أجبتُ:
“مثل الإعصار،
مثل نسر فوق جبين طفل”.
سألوني هل أستحقّ الاحترام.
أجبت:
“ليس بقدر الموسيقى
التي تذهبُ من فمٍ إلى فم”.
سألوني هل أُفكّر في الموت.
أجبت:
“اسألوا عنّي الرّمل
وشجرة المُرّ”.
النسيان
أنسى جِلدي.
أنسى جسدي.
أنسى هيكلي العظميّ المائل.
أنسى القَرن والديكور،
النهار الرمادي والليالي البيضاء.
أنسى الحق والواجب،
الفرد والجمهورية،
الشارع والضاحية،
أنسى كمائن الموسيقى.
أنسى الخبز.
أنسى الحبّ.
أنسى أختي، المرأة السعيدة،
والطريق في الغابة.
أنسى كبريائي الذي يحفرني
وعطشي الواقف أمام نافورة مجنونة.
أنسى حقيقتي الحزينة
المُطيعة لكلامي.
أنسى أنّي لم أكن
في مستوى وَرطاتي.
لا أتذكّر، من وراء عينيّ
ومن قلب العدم،
سوى هذه القصيدة
هذا المُطلق
هذه الصّرخة إلى الله.
أنا لا شيء
أنا لا شيء:
قليلٌ من كبرياء بين رَمادين.
أنا لا شيء:
فاصلةٌ في مقال نُشر عام 1892 تقريباً،
خلال الحرب، لا أعرف في أيّ صحيفة.
أنا لا شيء:
فاكهةٌ نائمةٌ في خزانة
وهي تتعفّن من دون شكوى.
أنا لا شيء:
ذبابةٌ بلا جناحين تحطّ وتطير
فوق غطاء مائدة متّسخ.
أنا لا شيء:
بسبب تكرار هذا القول،
بيني وبين نفسي
مثل نهرِ دمٍ ثائر،
تنفجر وتنهار
سكينتي الزائفة.
يوم عادي