لِقاء.. مع باريس

خاص- ثقافات

*محمد الزهراوي

جِئْتُها مِنْ
سَواحِل الرّمادِ.
ها الغَيْمَةُ تَهْمي
اَلسّلامُ
على الْعَتَباتِ.
عُدْتُ مِنَ
الحَرْبِ مُهَيّأً لأَِكونَ
لَها السّجينَ وأَبْدَأَ
معَها الحَرْبَ .
ها هِيَ تَجَرّدتْ
مِن روبِها الْفِضّي.
لا تَصْرِفْ يا هذا
عنْها وَجْهَكَ.
تَهْمِسُ لي كما
تَشاءُ في
عُرْيِها القُزَحِي.
أرى الأنْجُمَ في
شَعْرِها الْمجْنونِ.
وأسْألُ مرّاتٍ..
كيْفَ جاءتْ بِهذا
الْعِطْرِ الْمَلَكِيِّ..
مِن الطّينِ.
تَسْعى إليّ مِثْلَ
فَجْرٍ أبْيَضَ.
مَنْ نَثَرَ لَها
الْمِسْكَ وَالنّسْرينَ؟
تَرْقُصُ لي
ولا تَسْتَريحُ ..
تَتَهادى كالْبَحْر.
حَيْثُما ولّيْتُ وَجْهي
وَجدْتُها تَقِفُ لي
في الْمَرايا
كَتِمْثالٍ ذَهَبِي.
جِئْتُ مُقامَها
الْخَفِيَّ مَعَ
عُشّاقِها الْحَيارى.
اُنْظُرْ كيْفَ
تَفْتَرِِشُ التِّبْرَ..
تُوَشْوِشُ لي
لِتَبْدَأ حَرْبَها
الْجَسَدِيّةَ والْعَبيرُ
لَها طيْلَسانٌ.
أنا في
سِجْنِ الْوَرْدَةِ.
كيْفَ أُقاوِمُ..
كيْفَ أُمانِعُ أوْ
أُصانِعُ وقدْ وَقَعْتُ
في فَخِّ
غانِيَةٍ والأبْوابُ
دوني موصَدَةٌ.
الْغَزالَةُ تَوارَتْ
معَ الضِّباءِ
النّافِراتِ وَبَقيتُ
مَعَ الْوَهْمِ وَحيداً
في الزّنْزانَةِ

شاهد أيضاً

الرسالة الأخيرة

الرسالة الأخيرة تيد هيوز-شاعر بريطاني ترجمة: محمد عثمان الخليل- مترجم وأكاديمي سوري   ماذا حدثَ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *