رِسَالَةٌ بِدُونِ تَارِيخٍ

خاص- ثقافات

خُوسِي آنْخِيلْ بْوِيسَا */ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**

 

صَدِيقِي: أَعْرِفُ أَنَّكَ مَوْجُودٌ، لَكِنَّنِي لَا أَعْرِفُ اسْمَكَ.

لَمْ أعرِفْهُ قَط ُّوَ لَا أَنَا رَاغِبٌ فِي مَعْرِفَتِهِ أَبَدًا.

لَكِنْ أُسَمِّيكَ صَدِيقًا كَيْ أَتَكَلَّمَ مَعَكَ رَجُلًا لِرَجُلٍ،

إِذْ هِيَ الطَّرِيقَةَ الوَحِيدَةُ لِلتَّحَدُّثِ عَنْ امْرَأَةٍ.

تِلْكَ المَرْأَةُ مِلْكٌ لَكَ، وَ لَكِنَّهَا مِلْكٌ لِي أَيْضًا.

إِنْ كَانَتْ لِي أَكْثَرَ مِنْكَ، فَهِيَ وَ اللَهُ يَعْلَمَانِ ذَلِكَ.

فَقَطْ، أَعْرِفُ أَنَّهَا اليَوْمَ تُحِبُّنِي كَمَا كَانَتْ تُحِبُّكَ بِالأَمْسِ،

رَغْمَ أَنَّهَا قَدْ تَنْسَانَا مَعًا فِي الْغَدِ.

***

هَا أَنْتَ تَرَى: الآنَ نِهَايَتُكَ.  أُسَمِّيكَ صَدِيقًا لِي؛

أَنَا، الَّذِي تَعَلَّمْتُ أَنْ أَبْقَى وَحِيدًا كَيْ أُحِبَّهَا أَكْثَرَ،

 وَ إِذْ هِيَ، عَلَى مِخَدَّتِكَ الشَّخْصِيَّةِ، رُبَّمَا تَحْلُمُ مَعِي،

وَ أَنْتَ، إِذْ لَا تَعْرِفُ ذَلِكَ، لَنْ تُوقِظَهَا.

***

مَاذَا يَهُمُّ مِنْ حُلْمِهَا، دَعْهَا هَكَذَا، هَاجِعَةً.

سَأَكُونُ كَحُلْمٍ بِدُونِ غَدٍ وَ لَا أَمْسٍ.

وَ هِيَ سَتُرَافِقُكَ مُمْسِكَةً بِذِرَاعِكَ مَدَى الْحَيَاةِ

وَ سَتَفْتَحُ النَّوَافِذَ فِي المَسَاءِ.

***

اِبْقَ مَعَهَا. أَمَّا أَنَا فَسَأَشُقُّ دَرْبِي.

لَقَدْ فَاتَ الأَوَانُ، أَنَا عَلَى عَجَلَةٍ مِنْ أَمْرِي، وَ لَا زال الدَّرْبُ طَوِيلًا.

وَلَا أَكْسِرُ الْكَأْسَ الَّتِي شَرِبْتُ مِنْهَا خَمْرًا طَيِّبًا،

وَ لَا أَزْرَعُ أَيَّ شَيْءٍ أَبَدًا، عِنْدَمَا أُوَّلِي وَجْهِي شَطْرَ البَحْرِ.

***

وَ سَتُمْضِي الْأَيَّامُ بِحُلْوِهَا وَ مُرِّهَا،

وَ سَتُولَدُ الْأَزْهَارُ الَّتِي تُولَدُ لِأَنَّهُ فِعْلًا،

 رُبَّمَا تَقْرَأُ أَنْتَ، يَوْمًا مَا، هَذِهِ الأَبْيَاتَ

دُونَ أَنْ تَدْرِي أَنِّي نَظَمْتُهَا مِنْ أَجْلِهَا وَ مِنْ أَجْلِكَ أَنْتَ.

*القصيدة في الأصل الإسباني:

Carta sin fecha

Amigo: sé que existes, pero ignoro tu nombre.
No lo he sabido nunca ni lo quiero saber.
Pero te llamo amigo para hablar de hombre a hombre,
Que es el único modo de hablar de una mujer.
Esa mujer es tuya, pero también es mía.
Si es más mía que tuya, lo saben ella y Dios.
Sólo sé que hoy me quiere como ayer te quería,
Aunque quizá mañana nos olvide a los dos.

Ya ves: ahora es de noche. Yo te llamo mi amigo;
Yo, que aprendí a estar solo para quererla más;
Y ella, en tu propia almohada, tal vez sueña conmigo;
Y tú, que no lo sabes, no la despertarás.

¡Qué importa lo que sueña! Déjala así, dormida.
Yo seré como un sueño sin mañana ni ayer.
Y ella irá de tu brazo para toda la vida,
Y abrirá las ventanas en el atardecer.

Quédate tú con ella. Yo seguiré el camino.
Ya es tarde, tengo prisa, y aún hay mucho que andar,
Y nunca rompo el vaso donde bebí un buen vino,
Ni siembro nada, nunca, cuando voy hacia el mar.

Y pasarán los años favorables o adversos,
Y nacerán las rosas que nacen porque sí;
Y acaso tú, algún día, leerás estos versos,
Sin saber que los hice por ella y para ti.

**شاعر كوبي رومانسي معروف. توفي سنة 1982. هو واحد من أشهر شعراء كوبا في عصره. يلقب ب”الشاعر الولهان”. هذا و قد ترجمت قصائده إلى العديد من اللغات كالفرنسية و الإنجليزية و البرتغالية و الروسية.
________________
ob_dec2bb_13100790-10209153137130154-84022660611-1-1-1-1-2-1

**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.

 

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *