خاص- ثقافات
*محمد الزهراوي
يا هلا..
يمامَةٌ شارِدة .
جاءتْ مِن
الشّام عبرَت
مدى البحْر شوْقاً
تحْميها النّوارِسُ
مِن تداعِيات
الحرْب ودُخّانِها..
وشضايا القنابِل
وزخّاتِ ..
رصاصها الطّائِشِ .
نَسِيَتْ دونَها
كُلّ دِمشْق
وكُلّ أفْيائِها..
نَسِيَتْ ..
حتّى عِطْرَها
وأشْياء زينَتِها ..
حتّى الياسَمينَةَ
الّتي ربّتْها لِسَنوات
وعَرائِسَ الطّفولة.
وأتَتْ تحُطّ على
فنن يابس ..
تُرَتِّل شجْوَها
المحْتَشِم بيْن
حنايا أضْلُعي ..
(رُبّما منْذ ميلادي
صدْري ملاذُكِ
وأنا لا أدْري)..
وإن سألْتِ برَدى
لاسْتحْيا وقال..
رُبّما مِن عهْد
ثمودَ وعادٍ ؟
إلى منْ تقْرئين
حِكايَةَ ..
قلْبِكِ المهْجور ؟
إلى منْ تمُدّينَ
عطشَ عنُقُكِ
الأتْلَع كغَزالَةٍ
ومنْ أضْناكِ ..
رُبّما هوَ في
الجِوارِ أو..
دون كُلّ بِحار
الشّوق في
مَتاههِ البَعيد.
تسْتَغيثين بِمَن
وقَدْ خذلَكِ البعْد
والقرْب بيْن
شِتاء الغِياب
وخَريف الحضور؟
فرايَة السّلْطانِ
لنْ تحْمِيَكِ ورصاصَة
الثّوْرِيِّ لنْ تاْوِيَكِ..
وهلْ مِن مُغيث ؟
تذْرفين كُلّ هذا
الدّمع كأنْدَلُسٍ ..
تدْلَقين نَبيذَ
عِشْقِكِ المُعَتّقِ
مِن القُرون الأولى
أمام منْ لا
يُحِبّ أنْ يسْمعَ
أوْ يرى..
تُهَشِّمين حتّى
الخَوابي وتنْسَيْن
أن ترْفَعي بهِ..
شكْواكِ إلى اللّه
وإن لمْ يُنْصِفْك
تُفَوِّضين الأمر إلى
إله الحُبّ..
!!عفْواً بلْ
لِإله الحرْب.
أخْتي..
ياصَديقَتي الأخيرة:
أما كان مِن
حقِّكِ أن تنامي
في سلامٍ كَكُلِّ
الطّيورِ على شجرَةٍ
بالقُرْب مِن البيْتِ
أوْ على حصيرٍ..
كإنْسانَة بَسيطَةٍ
أوْ في فِراشٍ..
دافِئٍ كأميرَة ؟