من يعرف علي رضا؟

*عادل الحربي

لم يعرف من الطارق؟..

  • علي رضا!!

.. تردد قليلا، الوقت متأخر، خجل أن يكرر السؤال.. قرر أن يعرف؛ وكان أن لم يغلق الباب خلفه منذ تلك الليلة.

سألوا زوجته المشغولة بفقدها، قالت إن شخصاً اسمه علي رضا أخذه معه، هذا كل ما أعرف.. أو هذا كل ما تمكنت من سماعه..

من هو علي رضا؟ لا أعرف.

هل هو من أصدقائه؟

لا أعرف.. ربما؛ وإلا كيف فتح له الباب؟

اختفى رجل، يرتدي قميص نوم أبيض، كان ينوي أن ينام، علي رضا انتزعه من فراشه، كان على وشك أن يضع نظارته بجانب المنبه، علي رضا أعادها إلى عينيه، لم يتفقد إضاءة المنزل، باب الصالون لا زال مواربا، رواية كئيبة لا زالت بانتظاره.

هكذا وكأنهما على موعد، طرق الباب، ثم غاصا معاً في الزقاق الضيق الغارق في السكون، كيف لم ينتبه أحد؟

علي رضا جاء من آخر الشارع، علي رضا طرق الباب! كيف أن أحداً لم يسمع كل هذه الجلبة؟ “أبو محمود” لديه شرفة.. لكنه لا يسمع..

علي رضا يعرف ذلك!!

من غير “أبو محمود”؟..

لا أعرف.. كلهم في الجبهة.. أو في مناوبات العمل.. والبقية في شارع المتنبي.. أو هكذا يقولون.. لا أحد يعود قبل الفجر.. الزقاق مخيف.. العودة آخر الليل إهانة لشرف العائلة.. النساء متصالحات مع بقائهن وحيدات.. المهم أن لا ينكشف الأمر.. الأزواج الثمالى يأتون بعد الفجر.. الخونة يبيتون خارج منازلهم.. علي رضا يعرف ذلك!!

الأولاد؟..

هل ترى منهم أحد؟ .. ما عادوا أولاداً.. أصغرهم يقضي الخدمة العسكرية.. الكبير في كندا؛ تزوج صديقته هناك وأخذ جنسيتها.. البنت في الجهة الأخرى من النهر.. حيث لا أحد يجرؤ على قطع النهر هذه الأيام.. علي رضا يعرف ذلك!!

المستشفيات؟ ..

لا أريد أن أتخيل.. نحن لا نجد فيها العلاج؛ بكل ما نحمله من إثباتات المرض والعجز.. كيف تريدنا أن نجد فيها رجلاً يرتدي قميص نوم أبيض.. كان ينوي أن ينام؟.. علي رضا يعرف ذلك!!

قسم الشرطة؟..

لا أحد يضيع في قسم الشرطة.. حتى المفقودين.. يجدون لهم تهمة.. وأنا لا أريد أن أزعج السلطات بحثاً عن رجل يرتدي قميص نوم أبيض.. كان ينوي أن ينام؟.. علي رضا يعرف ذلك!!

أين بحثتِ؟

لم أبحث عنه.. علي رضا يعرف ذلك!!
______
*الرياض

شاهد أيضاً

ليتني بعض ما يتمنى المدى

(ثقافات) ليتني بعض ما يتمنى المدى أحمد عمر زعبار اعلامي وشاعر تونسي مقيم في لندن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *