خاص- ثقافات
*عبد اللطيف رعري
كلما أبكتني تشرين في مستهلها
أعانق وشوشات حمقي بجناح الفراشات
وأصارح غربتي بعزف سيمفونيات الحزن
حتى تكتمل مهجة اندحاري فوق
هيشر النخيل
فثم ثِمار نضْج النسيان
وتم فرصتي الأخيرة لنزع أسمالي
متنكرا رقص عناوين ألفتي
على بطن الهبل
أنت تشرين تملئين عمق زجاجتي المهدورة
وتتعر قي خبث مناي على أرصفة
الأروقة الحمراء
فتذوب مساحيق الوجه فوق دفتر الذكريات
وترتجف الحروف لصولة ألأظافر
ثم تنحني طوابير زهر الرمان
خجلا من فرط التّعود ومصاحبة العقبان
ولا شجون في طلعتي ..
ولا تمايل في رقصتي ..
ولا اصفرار في ضحكتي
انت تشرين سابع انهزامي
على قارعة الضياع
انت تشرين علكة أسناني المتحجرة
لمّا لدغات لساني تسقيني
علقم الكلام
في بحور الملاسنات في شحّ
شطان البيادر..
في خيبة الوقوف المترهل
بمحادات الاجساد ألعارية
انت تشرين شبح توردي لمّا
أقطع المسافات في مغبة الاحتلام
ونطّة جحودي من ورطة الاستلهام
ونشوة ألاشتهاء
أنت تشرين شرطة أحلامي
بالندب والغثيان
لمّا فراشات روضي تمدني السلام…
أنت سجنا عاريا تسيجه الأهوال
تحرسه أظافر النسوان
فتمطرين جفوني دما وتتهمين الأقحوان
أنت تشرين فيض مواجعي بالجملة
أنت نكسة مضجعي بالقتلة
انت علبة ثقاب تهدد أعراش
عنفوان القلب بالحريق..
وناركِ باردة لهيبها اسمر
زنازين العالم بأبوابها
بأقفالها…
وزنزانتك تشرين في حلق غمامة
ظلت الطريق
مفتاحها في مغارة
والمغارة بحراسها
والحراس ببنادقهم
وأفواه البنادق تتهجى حروف صدري
لترسم لوحة للدمار.
أيا تشرين من هداك للمحن
وصنع الاحتيال بأبهى الحيّل
من شمّر سواعدك للعلل وحرمك القبل؟
اليوم يا تشرين لا مبيت لك في عرائي
ولا عراء لك في عريي
سأشكوك لآخر الشهور العالق بالوداع
أنت الآن في منتصف السبيل…
وزقاق مخيالك قاب قوسين أو أذنى
من الفرار
ويحدوك ثأري في غضب الضياء
وتلفك رعشتي بالزوال
سأبكي بكائي الأخير ..
وأنفض غبار الحقد عني
وأموت آخر مرة …
فلا تزورين قبري فقد يشفى جراحي
وأنبعث من حمقي
____________
*مونتبوليي فرنسا