الْحَثْمُ مِنْ هُنَا …رُبّمَا مِن هُنَاكْ

*عبد اللطيف رعري

 
خاص ( ثقافات )
الحَثْمُ مِنْ هُنَا …
الحَثْمُ مِنْ هُنَاكَ..
وَثُلَةُ مَشَاوِيرَ مُسْتَهَلُهَا خَيْرٌ
وَالبَاقِيَاتُ عَلَى حِبَالٍ مِنْ نَارٍ
تُوَارِي الجّمْرَ تَحْتَ التُرَابِ
فَمَواسِمُ العَذَابِ سَتَخْلُو حَتْماً مِنَ البِشْرِ
وَهَجْرُنَا مِصْدَاقاً لِلْحَثْمِ
عُذُولٌ عَنِ البَقَاءِ
وَتَتَنَحّى مِنْ وَمْضِنَا أطْيَافُ مَسْلَكُهَا
دُخَانُ الجَمَاجِمِ
مِنْ بُؤرةٍ لِبُؤْرةٍ
مِنْ رَمْلٍ لِرَمْلٍ
حَتّى مُنْتَهَى الأَصِيلِ
فَالرّبُ يَقِفُ آمِنًا بَعِيداً عَنْ المُؤَامَرَاتِ
التِّي يَنْسُجُهَا عَنْكَبُوتٌ صَائِمٌ مُنْذُ الأَزَلِ
يَتَغَنّى مِنْ خَرَفِنَا سَرَابُ الذِّكْرَيَاتِ
العَائِمَةِ فِي المَبْعَدِ الآخر
مِنْ خُطْوِةٍ لِخُطْوَةٍ
مِنْ بَثْرِ الأَقْدَامِ
مِنْ نَكْسِ الأَعْلامِ
ووأدِ الأيْتَامِ
وَتَلْعَقُ دِمَائَنَا الفَرَاشَات
وَعَلَى مَقْرُبَةٍ مِنْ قُبُورِنَا شُهُودٌ يَبْتَسِمُونْ
و آيَاتُهُمْ تَفَسّخَتْ بِاليَقِينِ فَوْقَ صُدُورِهمْ
و البَعْثُ كَاْرنَافَالٌ لِلْعِشْقِ
أحْيَاءٌ مُنَزَّهَةٌ أعْمَارُهُمْ عَنِ العَبَثِ
لاَ يَلْقُونَ فِي الأَرْضِ افْتِرَاضٍا
ولا َيَسْأَلُونَ السَّمَاءَ إلْحَافاً
الحَثْمُ مِنْ هُنَا …
الحَثْمُ مِنْ هُنَاكَ..
وَفِي حَثْمِهِمْ أبَدٌ يَسْتَمِرُ …
وَتَسْتَمِرُ سَعَادَةُ الإِلَهِ .
وَمِنْهُمْ عَلِى العَهْدِ قَابِعُونَ تَلُمُّهُمْ طَاوِيَةٌ
وَتُوَحِدُهُمْ عَلَى الكَمَالِ
طَائِفَةٌ تَطْفُو بِالعُقْمِ سَطْحَ النِّسْيَانِ
وَتُجَرِّدُ النّهْرَ مِنَ العِصْيَانِ
وَتَرْمِي ضِعَافَ الجَّيَادِ خَارِجَ الإدْمَانِ
فَلاَ قُوَّة بِوُسْعِهَا إيقَافَ أرْقَامِنَا
وَسَرَابَ ألْفَتِنَا لِجَامُهُ بِيُدٍ مَمْدُودَةٍ لِلتّيْهْ
وَالعُقْمُ الذِّي سَيّرْنَاهُ شَبَحاً أحْمَرًا
سَارَ اليّوْمَ لُغْزًا تَتَغَزّلُ لِرَقْصِهِ الأوْهَامْ
عَلَى عَتَبَاتِ أَعْرَافِنَا المَنْخُورَةِ بِالدَّجَلِ
حِينَهَا كُنّا عَبِيدًا تَحْكُمُنَا شَهْوِةُ البّلاَءِ
وَكَانَ أمْرُنَا بِيَدِ عَفْوِيَةِ الارْتِحَالِ
تَرْمِي يَسَارَنَا لِلْيَمِينِ
وَيَمِينُنَا صَوْبَ أَقْصَى اليَمِينِ
الحَثْمُ مِنْ هُنَا …
الحَثْمُ مِنْ هُنَاكَ..
وَرُبّمَا الحَثْمُ مِنْ هُنَا وَلَيْسَ مِنْ هُنَاكْ؟
_________
*مونتبوليي/فرنسا

شاهد أيضاً

نكهة “البستاشيو”

نكهة “البستاشيو” زينب_السعود كان السائل الأخضر اللزج ينساب متدفقا فوق الكعكة الصغيرة . ذوقٌ ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *