مفتي الانتحار


*محمد الحمادي


كانت تغريدة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي واضحة ومباشرة عندما قال: «هل تذكرون تحريم الشيخ الجليل بن باز للعمليات الانتحارية، هل تذكرون مفتي الإخوان عندما حرّض عليها».
هذه التغريدة تعتمد على حقيقة ومعلومة يعرفها الجميع، بل وبصوت وصورة وتسجيل مرئي موجود على اليوتيوب لمن يريد أن يرى ويسمع ويتأكد من صحته، إلا أن الإخوان وأتباعهم لا يقبلون بالحقيقة وينكرونها، حتى وإن كانت واضحة وضوح الشمس، لذا فقد انتفضوا على تغريدة سمو الشيخ عبدالله، وكأنه تقوّل على «شيخهم» بما لم يقله، وبدل أن يقوموا بالرد على تغريدة الشيخ عبدالله رأيناهم يتعمدون الهجوم والإساءة!
والحقيقة أن من يشاهد اللقاء التلفزيوني مع القرضاوي، ويستمع لإجابته عن سؤال العمليات الانتحارية، سيُصدم من رده الذي يبيح العمليات الانتحارية بشكل واضح وصريح، وستكون صدمته أكبر عندما يقرأ تغريدة القرضاوي ومستوى رده على سمو الشيخ عبدالله ‏وهو يقول: «رداً على عبد الله بن زايد أني أشجع العمليات الانتحارية: خذ العفو وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين، نعوذ بالله من شر الشياطين إذا ما انحلت أصفادها».
هكذا رأى «مفتي الانتحار» أن يكون رده على من يواجهه بالحقيقة ويذكره بما قاله بلسانه، فهل يعقل أن يكون رد من يسمونه «عالماً» و«شيخ دين» بهذا المستوى وبهذه الطريقة، بدل أن يرد الحجة بالحجة؟! فماذا ترك لصبية تويتر؟!
كلام القرضاوي واضح وإن كان قد غيّره، أو تراجع عنه، فليعلن موقفه الجديد والمتغير، وليتبرأ من هذه الفتوى لا أن يستخف بعقول المسلمين كما يفعل دائماً، فيكون رده بهذه الصورة من دون إنكار أو تأكيد لفتواه.
ونحن نعلم كم يتأثر الشباب بمثل هذه الفتاوى، وكم من أبناء المسلمين من أخذوا بهذه الفتوى، وقاموا بتنفيذ عمليات انتحارية بناءً على طلب من سماهم القرضاوي «الجماعة» وأمير الجماعة، فعاثوا في الأرض فساداً، ووصلوا بجنونهم إلى قبر الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.
بهذه الفتوى التي لم ينكرها القرضاوي، ولم يطلب حذفها من موقع اليوتيوب أو أي مواقع أخرى، يتحمل ذنب المنتحر، بل وذنب الأبرياء الذين راحوا ويروحون ضحية تلك العمليات الانتحارية من مسلمين وغير مسلمين، فلماذا كل ذلك الغضب من تغريدة ذكرتنا بمن يشجع الانتحار ومن يرفضه؟!
___
*الاتحاد

شاهد أيضاً

فرويد وصوفيا في جلسة خاصة

(ثقافات) فرويد وصوفيا في جلسة خاصة د. صحر أنور جلس سيجموند فرويد أمامها ينظر إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *